الاثنين 25 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

خالد أخازي: اعتراف فرنسا وغطرسة جنرالات الجزائر

خالد أخازي: اعتراف فرنسا وغطرسة جنرالات الجزائر خالد أخازي
دأبت الجزائر على الادعاء أنها ليست طرفا في النزاع حول الصحراء المغربية...
 ظلت تردد أنها ليست طرفا، وتتهرب من مسؤوليتها التاريخية والإنسانية عن مأساة شعب اختطف ووطن قهرا بمخيمات تندوف، منذ حولت مخيمات القهر إلى صك تجاري، وقضية وهمية تخفي وراءها كل القهر الذي تمارسه على شعب حرم من مقدرات بلده المكنزة في حسابات غربية، أو حولت لعقارات ومشاريع في أقاصي الأرض وفي كل محفل رفعت صوتها أنها تدافع عن قضية شعب من حقه كما تزعم تقرير مصيره...

 
وها هي اليوم تنفث سمها وينفلت حقدها من عقاله، وتستنكر في بيان لها وقح وغير ديبلوماسي قرار فرنسا السيادي  الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، وتأييدها لمقترح الحكم الذاتي....
موقف جنرالات الجزائر  وحكام " الفيترينا" .. قوض ادعاءاتها أنها ليست طرفا في هذا النزاع المفتعل...
موقف... عكس مدى غرور وغطرسة وبلاهة الديبلوماسية الجزائرية التي عادت لمعجم  بالأبيض والأسود من زمن ما قبل سقوط جدار برلين، لتندد بقرار فرنسي سيادي... بلغة ستالينة وتعابير انتهى زمنها السياسي..

 
والأغرب... أنها خاطبت فرنسا كأنها تعطيها دروسا  وتعظها في الحقوق والحريات، بل وتؤنبها وتقرعها وهي التي جوع جنرالاتها شعبه، واستنزف قادتها كل خيراته، وظلوا يتحكمون في مصير بلد غني مفقر قهرا وغصبا باسم حركة التحرير الجزائرية التي مات أو اغتيل رجالها الحقيقيون، واختطف الجزائر أذناب الاستعمار وعكسر لا مجد له سوى دماء غزيرة خلال العشرية السوداء... وعقد تجري في شرايين دماء الجبن لم تشف من صراعات الماضي... 
لم نسمع أدنى همس لجنرالات الجزائر لما اعترف ترامب بالصحراء المغربية...
ترامب المرعب...
ترامب الذي يجيد اللعب مع الاستبداد المغلف بالديمقراطية...
لم نسمع لجنرالات الجزائر حسا... حين وقع ترامب اعترافه التاريخي 
لأن النظام العسكري جبان...
يدرك أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح للجزائر الغارقة في الفساد والريع بالتدخل في قراراتها السيادية...
تعلم.... أن اللعب مع أمريكا وخصوصا أمريكا ترامب يؤدي إلى السقوط الحر....
وها هم فيلق القهر والعمر يكشفون وجههم الحقيقي للعالم...
كانوا طرفا...طرفا في مأساة أشعلوا نارها... وظلوا ينعشون الأزمات ويحطبون من خيرات الشعب لإطالة نيران الجبن والغدر...
وتحايلوا دوليا لمدة من الزمن ومازالوا وعلى دربهم كل المؤلفة قلوبهم مال وغازا وبترولا..باسم مفاهيم بائدة... ولغة سقطت يوم سقط حلف وارسو...
واليوم ... على العالم أن يقرأ الرسالة السياسية من موقف الجزائر...
تنديد الجزائر فضيحة...
وتدخل سافر بلا أخلاق ديباوماسية في قرارات دولة ذات وزن أمميا وتاريخيا...
هل تجرؤ جزائر القهر والعشرية السوداء الملتبسة الغارقة في الغموض على تقديم درس فاشل لفرنسا الأخوة والمساواة والحرية...  حول الحرية والحقوق...؟

 
جزائر النظام الحاقد الذي يجوع شعبه ويرشي جماعات الضغط والأنظمة لكسب تعاطف هش مزيف مع شعب محتجز رغما عنه في غيتوهات العار والقهر.... فوتت على بلد تنمية شاملة وقوية... نهبا وهدرا للمال في تمويل الحقد والتأييد المشروط بالعطاء...
 
فرنسا... باعترافها... كشفت زيف نظام لا يريد حلا للقضية... بل تمديدا للأزمة والتوتر اللتين يلهي بهما شعبه، ويعيق كما بتوهم التنمية بالمغرب، وقد سل مكونا إقليميا كان بإمكانه أن يعود بالثروة والرفاهية والتنمية على المغرب الكبير...
موقف استنكار... لقرار فرنسي سيادي... كشف أيضا جبن نظام متآكل خرف حاقد... نظام تعوزه الحكمة...نظام يصمت صمت الحملات حين يعترف الكبار ويدعمون الطرح المغربي...وفرنسا كبيرة طبعا، لكن جنرالات أكباد الحقد يريدون المساومة والمزايدة باسم المصالح الاقتصادية... والضغط بأساليبهم الوسخة...
أخيرا... فضح جنرالات الجزائر أنفسهم...
هل سنسمع مرة أخرى أسطوانة" لسنا طرفا"...؟
خالد أخازي، إعلامي مستقل وروائي