الأحد 8 سبتمبر 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: خطبة الوداع لعطاف ب “اكرا” تؤكد طرد الدبلوماسية المغربية لجمهورية الجزائر الصغرى!!.. 

يوسف غريب: خطبة الوداع لعطاف ب “اكرا” تؤكد طرد الدبلوماسية المغربية لجمهورية الجزائر الصغرى!!..  يوسف غريب
(…انّ ما يزيد من حدّة أسفنا هو رغبة البعض في تكريس سياسة الإقصاء أو بصريح العبارة إقصاء عضو مؤسس لمنظّمتنا هاته ومنع مشاركته في مؤتمر طوكيو الدّولي حول التنمية الإفريقيّة - تيكاد..

إنّ هذا الوفد يعتقد تمام الإعتقاد ألاّ مكان لمنطق كهذا في منظّمة بنيت لتجمع لا أن تقصي.. ووضعت لتوحّد لا أن تفرّق.. وأقيمت أسسها من أجل لمّ الشمل دولنا وشعوبنا لا من أجل تشتيتها وتمزيقها..).
 
هذه الفقرة الواضحة والمباشرة في مداخلة دامت ما يقارب 35 دقيقة للسيد عطاف الجزائري على منصة الدورة 45 للمجلس التنفيذي للإتحاد الإفريقي المنعقد أول أمس بالعاصمة الغانيّة - أكرا - وهو يحاول جاهداً من خلالها التأثير في لجنة الممثلين الدّائمين قصد تغيير مسار القمم والشراكات الدولية لجعلها حصريّاً مع الإتحاد الإفريقي عوض إفريقيا المعمول بها حالياً آخرها قمة روسيا - إفريقيا.. الصين إفريقيا.. كل ذلك من أجل سواد عيون بن بطوش أحد المؤسسين للإتحاد الأفريقي كما جاء في الفقرة أعلاه.. 
 
والنتيجة طبعاً لن تخرج عن المسار الذي سار عليه زملاؤه السابقون الذين بصموه بالكثير من الفشل والهزائم..بل أكاد أجزم بأن هذه المداخلة للسيد عطّاف بمثابة خطبة الوداع كما يظهر جليّا عبر معجمها اللغوي الإنشائي - الإستعطافي أو نبراته الصوتية وملامح وجهه العبوس وكأنّه يقرأ تحت ضغط من يعرف انه مهزوم أصلاً.. خصوصا وأن أصداء تصريحات سفير أمريكا بالجزائر حول مغربية الصحراء قد شتت انتباهه وتركيزه بشكل كبير..
 
وبالفعل ماهي إلا ساعات وهي مدّة صياغة القرار التاريخي للإتحاد الإفريقي القاضي باشتراط العضوية في الأمم المتحدة لأي دولة أفريقية راغبة في المشاركة في القمم الدولية التي ينظمها الإتحاد الإفريقي مع جهات أجنبية ليرفع هذا القرار كل الإحراج الدبلوماسي عن بعض الدول مثل روسيا والصين والهند واليابان والإتحاد الأوروبي.. ويضع حدّاً نهائيا للمناورات البئيسة للطغمة العسكرية الشنقريحية.. ويجعل من قيس تونس في وضعية شرود دبلوماسي كبير!!..
 
بل إن أهمية هذا القرار يجعل من (جمهورية تيندوف) دولة شبح داخل أجهزة الإتحاد الإفريقي بدءاً من الآن فصاعداً حيث أصبح بقوة القانون عدد دول الإتحاد الإفريقي 54 دولة الذي لها الحق في المشاركات الدولية ذات الطابع الثنائي.. وبنفس القوة تهدّمت أسطورة ( البوليساريو عضو مؤسس الإتحاد الإفريقي) تلك الأسطورة التي ما زالت تلوّكها السنة جنرالات الجزائر..
 
وفي العمق لم يكن هذا القرار إلا صيغة من صيغ إماطة الأذى عن طريق أفريقيا نحو التنمية في شراكاتها الدُّولية والأممية..سيراً على منهاج المغرب الذي أزاح تلك الحجرة الصغيرة التي وضعت  تحت حذاء بلدنا كما قال المقبور هواري بومدين "سنضع حجرة صغيرة في حذاء المغرب”  ..هاهي الدبلوماسية المغربية تقود افريقيا لتزيح الحجرة الكبيرة تحت أقدامها، والتي وضعها ليبيا القذافي مع كابرانات الجزائر وجنوب أفريقيا ذات غياب اضطراري لبلدنا..
 
الآن وبنوع من الرضى على الذات وبنشوة وطنية عالية أرفع القبعة للدبلوماسية المغربية الصامتة  بقيادة جلالة الملك التي استطاعت خلال ربع قرن أن تعيد ترتيب وتحسين موقع المغرب قاريا وبين الأمم.. ودوره المؤثر والفاعل في تغيير وتصحيح جملة قرارات شادة داخل أجهزة الإتحاد الإفريقي منذ عودتنا قبل سبع سنوات فقط.. وهي سنوات ليست عجافأ إلا على ساكنة قصر المرادية وقبّعاته العسكرية وعنهم قال أحد الحكماء الصّنيين :من يرفع صوته كثيرا ويبدأ بالصراخ فإما أنه مخطئ أو أنه فاقد لأي أهمية ".. انتهت المسرحية واسدل السّتار.