الاثنين 25 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

الصادق العثماني: "الرقية الشرعية المعاصرة ”شعوذة ودجل وأخذ أموال الناس بالباطل..

الصادق العثماني: "الرقية الشرعية المعاصرة ”شعوذة ودجل وأخذ أموال الناس بالباطل.. الصادق العثماني
نظرا للجهل والتخلف وضعف اﻹيمان، مع هموم ومشاكل الحياة المعاصرة برز على سطح هذا الواقع رقاة جهلة يبحثون عن الكسب المادي والربح السريع وبأي طريقة كانت، ولو على حساب كلام الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بحيث أصبح هؤﻻء الرقاة يشكلون خطرا على صحة المواطنين، واﻷضرار التي ألحقت بكثير من الأشخاص الذين اتجهوا إليهم لطلب "الرقية الشرعية" لخير دليل..!
 
مما أدخلهم في الوهم والضياع والتيه والشك في دينهم وفي كتاب ربهم، فهذا راق يقول لشخص ''فيك عين'' والآخر يقول له ''فيك مس'' والثالث يقول له ''فيك سحر''، والرابع يقول له زوجتك متزوجة بجني ويجامعها في فراشك..!! هنا يدخل الشخص في إشكالية من يصدق وإلى من يتجه؟. وإن استمرار الحال على هذا النحو سيزيد من معاناة هؤلاء الذين وقعوا فريسة للوهم على أن فيهم عين أو مس أو سحر، وهم ليسوا كذلك، مما حدا بهم إلى البحث عن الرقاة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء أشخاص وهمية، فالبعض يرمز لاسمه بأبي فلان ، وغير ذلك من الأسماء الطنانة الرنانة، فتجد الكثير من الناس استهوتهم هذه الأسماء وقطع المسافات الطويلة للبحث عنهم وزيارتهم طلبا للشفاء، ولربما يقعون في مصيدة السرقة وانتهاك الحرمات، وخصوصا عندما يكون الزبون أنثى..
 
كم من امرأة اغتصبت من قبل هؤﻻء الجهلة "الرقاة"؟ وكم من زوج طلق زوجته وتشتت أسرته من وراء هؤﻻء الحمقى؟؟ وكم وكم..؟ إن الوقت قد حان لمنع هؤﻻء من أكل أموال الناس بالباطل، والتلاعب بعواطف الناس والبيع والشراء والتجارة بكتاب الله تعالى..علما أن الرقية الشرعية هي دعاء ..ويمكن لكل مسلم مخلص تقي طاهر القلب أن يرقي نفسه أو أهله، ولهذا يمكن للزوج أن يرقي زوجته والعكس..، والأم كذلك يمكن أن تكون هي الراقية لأبنائها وبناتها، وهكذا تستغني اﻷسرة المسلمة عن الذهاب إلى هؤﻻء اللصوص الذين ينشطون في هذا الشهر المبارك؛ شهر الله محرم الحرام .
 
للأسف، وصل العبث والدجل والنصب والإحتيال والكذب والتدليس بكلام الله تعالى وبإسم "الرقية الشرعية" إلى درجة الطعن في الأعراض والتقاتل والعراك بالسكاكين في الشوارع بين أولئك الذين يسمون أنفسهم ب "الرقاة الشرعيين" وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على خبث طويتهم وانحرافهم عن خلق القرآن الكريم وعن الهدي النبوي الشريف..ياليت لو الجهات المختصة في عالمنا الإسلامي والعربي تعي خطورة هذه الظاهرة وتتحرك في معالجتها وتجريمها حفاظا على حرمات الناس وأعراضهم وسلامة أجسادهم وأرواحهم..يقول صلى الله عليه وسلم " كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه" علما أن هؤلاء أصبحت لهم عيادات طبية ونقابات عمالية كسائر الأحزاب السياسية تدافع عنهم وتغطي عن جرائمهم وفضائحهم التي أزكمت الأنوف هذه الأيام ! .
 
وفي هذا السياق يقول تعالى في كتابه العزيز "فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ" . وقوله تعالى : "فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون" أي : فويل لهم مما كتبوا بأيديهم من الكذب والبهتان ، والافتراء ، وويل لهم مما أكلوا به من السحت، كما قال الضحاك عن ابن عباس : "فويل لهم" يقول : فالعذاب عليهم ، من الذي كتبوا بأيديهم من ذلك الكذب، "وويل لهم مما يكسبون" يقول : مما يأكلون به الناس السفلة ..
 
وختاما، المرأة المسلمة أو الشابة المسلمة التي ما زالت تعتقد بأن الجن هو الذي حبس عنها الزواج وتذهب إلى الرقاة لتحريرها منه وجلب العريس لها؛ فهي في الحقيقة تحتاج إلى طبيبة نفسانية أو طبيب نفسي وليس إلى رقية شرعية؛ لأن الرقية الشرعية كما وضحت سابقا هي دعاء، والدعاء هو مخ العبادة، وأفضل الرقى الشرعية هو دعاء الوالدين، ولهذا أيتها المسلمة إذا كان ولابد من الذهاب للرقاة ودفع لهم الأموال، فدعاء والديك هو رقية شرعية وبالمجان ومستجاب بحول الله تعالى الكريم المنان .
 
الصادق العثماني - البرازيل