قال رئيس الحكومة عزيز أخنوش إن عروض المنعشين العقاريين لم تعد هي المسيطرة في سوق السكن، بل أصبح المواطن هو المتحكم، وذلك بفضل الاستراتيجية الجديدة التي تعتمدها الحكومة في مجال الولوج إلى سكن لائق.
وأوضح أخنوش، خلال تعقيبه على تدخلات النواب في جلسة المساءلة الشهرية بالغرفة الأولى للبرلمان، أن هذه الاستراتيجية تعتمد على تقديم الدعم المباشر للمواطنين، مما يمنحهم الإمكانية المادية التي تمكنهم من اختيار المنطقة أو المدينة التي يرغبون في امتلاك سكنهم فيها.
وأشار رئيس الحكومة إلى أن برنامج "السكن الاجتماعي بقيمة 250 ألف درهم" قد وصل إلى حدوده الدنيا، وباتت تواجهه مجموعة من الإكراهات، لذلك، قامت الحكومة بالانتقال إلى عروض جديدة بقيمة 300 ألف درهم للوحدة.
في هذا السياق، أوضح أخنوش أن الحكومة لم تتجه لدعم المنعش العقاري، الذي كان يستفيد من بعض التحفيزات الضريبية مما يخفض ثمن الشقة إلى 250 ألف درهم، بل اتجهت إلى دعم المواطن مباشرة.
وأكد رئيس الحكومة أن هذا النوع من الدعم أسهم في خلق نوع من التوازن بين مواطني المدن الكبرى وبين سكان العالم القروي. ففي السابق، كان المنعش العقاري هو الذي يشتري الأرض في المناطق التي تشهد طلبا عاليا ويقوم بتنفيذ استثمارات بها، مما يعني أن العرض هو الذي كان يتحكم في السوق. أما الآن، فبفضل الدعم المباشر، أصبح المواطن هو من يتحكم في اختيار الموقع الذي يناسبه لامتلاك سكنه.
وأبرز أخنوش أنه مع التصور الجديد، فإن المواطن الذي يتوفر على 100 ألف درهم من الدعم المباشر هو الذي يتحكم في الاستثمار، مؤكدا أن هذا الدعم أتاح الفرصة حتى للشركات الصغيرة للاستثمار في مجال العقار والبناء، بعدما كان هذا المجال محصورا على 6 فاعلين فقط.
وأشار إلى أن الشركات الصغيرة الآن بإمكانها تنفيذ مشروعين أو ثلاثة، وبناء 20 أو 50 شقة، لأن الحكومة تركز على دعم المواطن الذي سيشتري هذه الشقق، وليس المنعش العقاري، لافتا إلى أن إمكانية البناء الذاتي داخل تجزئة أصبحت ممكنة أيضا في إطار هذا الدعم المباشر، مما يعزز من فرص المواطنين في الحصول على السكن اللائق بطرق متنوعة ومناسبة.