الاثنين 25 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

خالد أخازي: فوبيا- كوفية... تعري الولاء المزيف....

خالد أخازي: فوبيا- كوفية... تعري الولاء المزيف.... خالد أخازي
أحيانا ما يقدم عليه بعض سدنة الوهم بحجة الولاء للدولة...
يسيء للدولة...
ويجتهدون خارج الثوابت...
لأنهم خارج الزمن المغربي...
الذي منح للشعب حق التظاهر من أجل غزة...
ولو وقعت الدولة على التطبيع المحدود المشروط...
سلوكات يقدم عليها من لهم فائض التأويل بأدرانانين المنصب...
بل قد تورط الدولة في قضايا هي في غنى عنها...
قد توتر الشارع... وتفضي لاحتقان في ظرف اجتماعي صعب...
لأن الوهم بالتماهي غير العقلاني يصنع المفارقات الساخرة...
ويفرز التصرفات العجائبية...
يا هذا الدولة طبعت لكن هي نفسها مع فلسطين...!
فلمَ تخيفك الكوفية...؟
يا هذا... نحن من نددنا بقوة ضد المجازر...
نحن المغرب الرسمي...
نحن من أرسلنا المساعدات لغزة...
نحن من أرسل ملكنا الدعم من ماله الخاص...
أتفهم القضية أحسن من الملك...؟
أم أنك وأهم وفي عقلك حرس كم خوف صنعه دفء المقعد...؟
الحقيقة أن رفض تقديم جائزة لطالبة زينت عنقها بكوفية الشرف...
هي عري فاضح لنماذج من مسؤولين..في مواقع حساسة...
لا يفقهون شيئا...
في التدبير وفق الوضعيات...
ولا يفقهون التوازنات السياسية الكبرى للدولة...
فما أقدم عليه عميد كلية بنسيمك الواهم...
سلوك غير عقلاني ولا محسوب العواقب المحتملة...
ما أقدم عليه...
يصنف ضمن شطحات الذات الواهمة...
ضمن عدة ذوات...
تحسب أنها حين تتصرف وفق وهم ما...
أنها تخدم الدولة...
وأنها تقدم الولاء...
ولاء بدون صدق وجداني...
ولاء مزيف بلا وطنية...
ولاء لا يراد منه غير الغنيمة والمقاعد...
والولاء عندنا نحن المغاربة...
هو لا ولاء صادق...كولاء من يقول عاش الملك وأنت تهدم براكته...
كولاء من يقول عاش الملك وأنت تبدد سلعته على الرصيف...
كولاء من يشكو المرض والعوز وضيف الحال ويردد عاش الملك...
ولاء خارج المناصب وخارج الأهواء والغواية...
هؤلاء هم الوطنيون الحقيقيون....
هؤلاء هم من تثق فيهم الدولة...
ويدقون في الدولة...
لأن لا شيء لهم بعد الله غير الدولة...
هي السقف والسماء والأرض...
هي الملاذ والمعاد...
لأنهم صادقون... لا يطلبون مقابلا للولاء..
ولن يهربوا خارج البلد عند الشدائد...
ولن يأخذوا أول طائرة ويهربوا نحو جنات الغرب...
ولن يشهروا جوازات سفر أجنبية زمن الأزمات.
هؤلاء هم من يحترمون خيارات الدولة الدبلوماسية...
ويثقون في سياستها الخارجية...
ويقولون إن الدولة تعلم ما لا نعلم...
يرددون تنها لن تُقْدم إلا على أمر يخدم البلد... والحاضر والمستقبل...
إنها الدولة الحاضنة الكبرى.
بلا شعبوية ولا معايدات..
قرارات الدولة..
مهما بدت قاسية وموجعة..
مهما كانت مؤلمة...
يقول هؤلاء بعفوية "عاش الملك"..
ويقولون "غزة في القلب"...
غزة الكبرياء العربي...
فلسطين حرة...
يضعون الكوفيات الفلسطينية...
يرددون الأناشيد ويحلمون بفلسطين حرة...
حرة... عصية على الجبن...
وليست قضية للمزايدات...
ولا لربح المساحات السياسية...
هؤلاء هم المغارية الأحرار
ويبكون كل شهيد...
يبكون كل طفل سقط بنيران العار والجبن الغربي والتدليس العربي...
نعم... بعض من العرب مع غزة.... لكن غدت عنده صكا تجارية....
هؤلاء الوطنيون لا الأدعياء..
يبكون كل أعزل وعزلاء سقط بشواظ الجور والنفاق الغربي..
هؤلاء....هم الوطنيون الأقحاح...
لأنهم يغنون تحت المطر...
يتوجون الوطن رغم المحن...
يحبون الملك بلا " طمع"..
وهم الملايين... الشعب...
الأمة يا سادة...
لا النخب المؤلفة قلوبهم منصبا أو جاه...
هؤلاء من يطوقون بعفوية أعناقهم بكيفية وعلم فلسطين...
أكثرهم لا يعرف صراع حماس وفتح..
أكثرهم لا يعرف صراع عباس أبو مازن وقيادات حماس ...
لا يعرف أن للقضية الفلسطينية يمينا ويسارا...ووسطا وخواء... ولييراليين ودعاء سلام رخيص...
هم فقط يحبون فلسطين...
التي لا لون لها...
غير لون المقاومة ضد الاحتلال...
فلسطين المحاصرة...
فلسطين الشهيدة التي تحلق من الرماد..
ليس "كمشة" من الانتهازيين والوصوليين..
ولا كمشة من الطامعين في مغنم أو منصب...
وهؤلاء... هم من يقولون غزة حرة... أبية...
ويطوقون أعناقهم بالكوفيات...
من يحب الملك...
يحب غزة...
من يكره فلسطين لا ولاء له...
وإن أظهر ما يدل على فيض ولاء..
فهو ولاء مزيف مشروط بشهوة الزعامة...
ولاء... من رياء...
ذاك هو ولاء عميد كلية بنمسيك...
ولاء غير عقلاني...
يتماهى مع الوهم...
عميد... أساء للوطن...
أساء للكرامة المغربية...
من يدري...؟
ما هي تكلفة هذا السلوك الأخرق...
فأنت حين ترفض الكوفية الفلسطينية لم يعد لك ولاء...
لأن من يحب الملك...
يحب غزة...
لأن لا ولاء لقلب لا ينفطر لموت بالنار والحديد لآلاف الأطفال...
لأن القلب الذي لا ينزف لما يقع في غزة...
لا ثقة في صاحبه...
لا ولاء لمن لا تبكيه رؤية الكوفية...
وغزة .... غزة
فاضحة للمعايير المزدوجة...
إنها كاشفة للعري السياسي والثقافي...
إنها كل ما تبقى من إلحاح فينا من أجل فلسطين الحرة الأبية..
غزة .. آه... من جرح غزة...
غزة ... غصة في حلق الجبناء...
تظل أعيننا تتبع خيالها حلما بهيا لأرض الشهداء على خريطة كبرى اسمها فلسطين لا غير...
ما الذي يدفع عميد كلية أن يصاب برهاب" الكوفية الفلسطينية"...؟
والله لو استقبل ملك البلاد الفتاة المجدة، لابتسم لها وهنأها...وتوجها كطالبة مجدة
لأن غزة في قلبه...
وشعب فلسطين يعرف الملك وأفضاله...
لأن التطبيع لا يلزم أمة بحجم المغرب...
الحق الفلسطيني حق ثابت لا يلغيه التطبيع
لأن غزة في الوجدان الشعبي
والملك أدان ما يقع من قتل وتقتيل وهدم
وأرسل المساعدات والدعم وندد وشجب...
أتظن انك قدمت خدمة للدولة...
الحمقى هم من يظنون أن الاصطفاف ضد غزة هو خدمة تقدم للدولة...
يا سيدي...
لا تخف على مقعدك...
لا تحلم بترقية على حساب الكبرياء المغربي...
طبعت مصر منذ أكثر من سبع عقود..
تطبيع كاملا..
طبعت الدولة...
وفق خيارات مؤلمة...
فرضتها موازين القوى...
لكن الشعب لم يطبع...
الفنانون لم يطبعوا...
المثقفون لم يطبعوا...
الجامعات ظلت مع فلسطين...
الجامعات ظلت حصنا منيعا للقضية الفلسطينية...
لم يجرؤ فنان ولا مثقف ولا رياضي على زيارة إسرائيل...
والشارع المصري مع غزة...
رغم التطبيع...
يتركون للدولة خياراتها الاستراتيجية...
ولكنهم من جميع الأطياف السياسية والثقافية لا يجرؤون على التطبيع...
أتعلم أيها العميد....
أن الدولة يخدمها الشجعان... لا الجبناء
أتعلم أن الدولة وإن طبعت تحتاج إلى جبهة داخلية شعبية ونخبوية مع غزة...
لتفاوض من موقع قوة لا خنوع ...
الدولة لا يخدمها المهرولون...
قد تختار الدولة بعض الخيارات المؤلمة وفق مصالح كبرى تغيب عنا تفاصيلها جميعا...
قد تطبع وهي مكرهة...
لكنها لا تلزم جهة ما بأن تكون بوقا للتطبيع...
ولا فضاء لخطاب تبريري...
الدولة قوية بشارع غير مطبع لكن يفهمها...
اصطفاف الشارع والجامعة والفنانين والمثقفين إلى جانب غزة هو رفض للإبادة ...
هو تنديد لقتل الأطفال والشيوخ والعجزة والنساء...
هو رفض للاحتلال... لجرائم الحرب...
ولا علاقة له بخيارات الدولة....
الدولة تتفهم قوة هذا الاصطفاف في تدبير الملفات الدبلوماسية...
الانبطاح التام يضيق هامش المناورة سياسيا...
ما فعلته أيها العميد هو محاولة فجة لإضعاف موقف الدولة...
لا أحد أفتى عليك أن تفعل ما فعلت...
ربما ظننت أن ما قمت به فتحا مبينا
وأنك ستتلقى اتصالا من جهة في خيالك...
تثمن حمقك وهلوستك...
ربما... تظن أنك قدمت أوراق اعتمادك لمنصب أرقى...
الدولة لا يخدمها" المحروقون" شعبيا...
الدولة لا يخدمها المتهورون...
الدولة لا يخدمها المهرولون....
الدولة... تحتاج للعقلاء لا مجانين هذا الزمن الذين يظنون أن خدمة الدولة هي خدمة التطبيع....
غزة... في القلب والوجدان الشعبي...
تعلم من ملك البلاد...
كيف تحب غزة...
كيف لا تدير ظهرك لفلسطين...
لا تحلم...
فالكوفية الفلسطينية تخيف... ولكنها شرف وكبرياء لا يليق بالجبناء...
 
 
خالد أخازي، روائي وإعلامي مستقل