هشام السباعي فنان مطرب وملحن، تميل المواضيع التي يتناولها عن طريق اللحن والأداء من الجادة إلى العاطفيةلخلق التنوع في إصداراته الفنية، يتخذ من فنه وسيلة للانصهار مع أحزان المجتمع وأفراحه. اشتغل في آخر إبداعاته الغنائية على غرض الرثاء، في أغنية "كلنا لها" التي استلهم عنوانها من العبارة الدارجة التي ينطق بها المغاربة بعد سماعهم لخبر موت شخص قريب أو بعيد وهي (كلنا ليها)، كدلالة على حتمية الموت بالنسبة للإنسان.
وأوضح هشام السباعي، في اتصال "أنفاس بريس" به، مجيبا عن سؤال ظروف كتابته لهذه الأغنية، أن فكرة الأغنية راودته عقب توصله بنبأ وفاة زميلته بالعمل عن سن 37 سنة، خلال قضائه للعطلة الصيفية بإسبانيا. مُبرزا أن هذه الفاجعة (حسب وصفه لها) ألهمته كي يتصور رحلة الحياة كأنها قطار في انتظار محطة النزول بعد أيام، شهور أو أعوام. وقال "نحن في سفر وعبور ولسنا في دوام أزلي". وأشار السباعي أن وداع الفقيدة كان خلال آخر اجتماع جمعهما في العمل. مضيفا أنها كانت متشبثة بالحياة رغم أن المرض اشتد بها. واصفا إياها، قيد حياتها، بصاحبة الابتسامة البريئة وأنها كانت تحب عملها وتتفانى فيه. جدير بالذكر أن الأغنية "كلنا لها" هي من تأليف وألحان وأداء هشام السباعي وتوزيع الفنان سعيد فيلالي وتوضيب الصوت للفنان عبد الإلاه الواز.