الاثنين 25 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

رشيد لزرق: الإنتخابات التشريعية الأخيرة تعكس تحولات المشهد السياسي الفرنسي 

رشيد لزرق: الإنتخابات التشريعية الأخيرة تعكس تحولات المشهد السياسي الفرنسي  رشيد لزرق
تعرف فرنسا انتخابات تشريعية تعكس التحولات في المشهد السياسي الفرنسي، إذ إن هذا الإستحقاق الإنتخابي يعد محكًا حقيقيًا لمدى صلابة النموذج الفرنسي الذي أفرز نتائج ينبغي تحليلها بغية فهم المآلات وتداعياتها السياسية.
 
أولاً: نتائج أظهرت ديناميكية يعرفها المشهد السياسي:
بعد الصدمة التي عرفها التحالف الذي يقوده رئيس الجمهورية الذي فشل في تصدر الإنتخابات والحصول على الأغلبية في الجمعية الوطنية، بفعل تحولات في مزاج الناخب الفرنسي وسخطه على السياسات العامة التي يعتمدها هذا التحالف.
 
ثانياً: بروز المعارضة كبديل:
عرفت صعودًا للمعارضة، خاصة تحالف اليسار بقيادة جان-لوك ميلانشون، وحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بقيادة مارين لوبان.هذا الصعود هو نتيجة للإستقطابات السياسية وحاجة المواطن الفرنسي للتغيير.
 
ثالثاً: المحك الذي سيعرفه النظام السياسي:
إن فقدان تحالف رئيس الجمهورية لأغلبيته سيدفعه للتعايش مع المعارضة مما يفرض عليه تحديات كبرى في تمرير مشاريع القوانين، الأمر الذي يجعل العملية التشريعية تعرف بطئًا للحاجة للتفاوض والتوافق السياسي، والمأمول من هذا التوافق أن تكون السياسات أكثر توازنًا.
 
رابعاً: انعكاسات نتائج الإنتخابات على السياسة الخارجية الفرنسية:
رغم أن صنع السياسة الخارجية من اختصاص رئيس الجمهورية، غير أن هناك تأثيرًا للحكومة خاصة في علاقة فرنسا مع الإتحاد الأوروبي والتعاطي مع قضايا تشغل الفرنسيين مثل الهجرة والأمن.
 
خامساً: نتائج تجعل فرنسا أمام مستقبل غير واضح:
الواضح أن تداعيات هذه النتائج على القرارات الفرنسية ببروز تحالفات جديدة، ويمكن أن تؤدي إلى انتخابات سابقة لأوانها قد تؤثرعلى استقرار الحكومة.
 
وعمومًا، تُظهر نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية تحولًا في المشهد السياسي يعكس تغيرات عميقة للناخب الفرنسي. هذه المتغيرات ستجعل فرنسا أمام تحديات جديدة، بفعل متغيرات السياسة وقدرتها على مواكبة تطلعات الفرنسيين، الأمر الذي يفرز تغييرات في الجمهورية قد تنتقل من الجمهورية الخامسة إلى الجمهورية السادسة بإصلاحات قد تهم الدستور الفرنسي نفسه.
 
الدكتور رشيد لزرق/ أستاذ القانون العام كلية الحقوق ابن طفيل القنيطرة