في سياق الجدل الذي أحدثه قرار مجلس مقاطعة المرينيين بفاس تغيير تسمية شارع بن تاشفين أكبر شارع بالمقاطعة باسم والد رئيس المقاطعة أكدت مصادر موثوق بها بالمجلس الجماعي لجريدة " أنفاس بريس " أن هذا الأخير غير معني بتغيير تسمية شارع يوسف بن تاشفين باسم والده أحمد الحجوبي اليعقوبي (استنادا لما يردده رئيس مقاطعة المرينيين خالد الحجوبي) وأن الاقتراح مصدره المندوبية الإقليمية لأعضاء المقاومة وجيش التحرير بفاس، وأشارت المصادر أن الأمر يتعلق باسم غير معروف لكن اسمه مسجل لدى المندوبية السامية لأعضاء المقاومة وجيش التحرير باعتباره مقاوم، واستغربت المصادر للاقتراح القاضي بتغيير تسمية الشارع بالتزامن مع تولي الحجوبي مسؤولية رئاسة المقاطعة ، علما أن والد الحجوبي من مواليد 1922 وقد توفي منذ سنوات، كما أنه كان عضوا في المقاومة بجرسيف وليس بفاس الأمر الذي يطرح حالة تنافي أخلاقي.
والمسألة الثانية – تضيف المصادر – أن الأمر يظل مجرد اقترح لمجلس مقاطعة المرينيين، على أن يحال على المجلس الجماعي لفاس، وحتى في حالة مصادقة هذا الأخير على التسمية فإن الأمر يحال على وزارة الداخلية على المستوى المركزي التي يبقى من اختصاصها المصادقة على التسمية، وهي مسطرة طويلة، والأمر المعيب في ما وقع – تشير المصادر – هو تغيير اسم شارع كبير يحمل اسم يوسف بن تاشفين باسم والد رئيس مقاطعة، فإزالة اسم يوسف بن تاشفين من شارع بفاس يوازي إزالة اسم شارع محمد الخامس بالرباط أو شارع مولاي اسماعيل بمكناس، علما أن الأمر يتعلق بمؤسس الدولة المرابطية وهي السلالة الوحيدة التي امتد حكمها الى الأندلس والسودان، كما أن هذه الدولة هي التي نحتت مفهوم الدولة المغربية، والأخطر من ذلك أن الأمر يعني أهم شارع في مقاطعة المرينيين.
من جانب آخر كشفت مصادر أخرى أن رئيس مقاطعة المرينيين تجنب الحضور في الدورة التي تمت فيها المصادقة على تغيير التسمية بالأغلبية المطلقة في محاولة لإبعاد الأنظار عن هذا التغيير، ولم تستبعد نفس المصادر أن تكون خديجة الحجوبي، برلمانية حزب " البام " في دائرة فاس الشمالية وشقيقة رئيس المقاطعة، هي التي تقف وراء المقترح باعتبار النفوذ الذي تحظى به هذه الأخيرة داخل الحزب، مضيفة بأن المقربين من رئيس المقاطعة يحاولون البحث عن مخرج عبر" توريط المندوبية الإقليمية للمقاومة بفاس " باعتبارها صاحبة المقترح وكونها هي الأدرى بهذا الشأن أكثر من أي جهة أخرى.
لكن وحتى وإن افترضنا أن المندوبية الإقليمية للمقاومة هي صاحبة الاقتراح، فقد يكون من المقبول اذا تعلق الأمر بشارع صغير أو زنقة صغيرة، أو تغيير تسمية شارع يحمل إسم النخيل أو الزهور، لكن أن يتعلق الأمر بإزالة تسمية أهم شارع في المقاطعة يحمل اسم مؤسس الدولة المرابطية، فالأمر غير مقبول ومعيب سياسيا وأخلاقيا وتاريخيا – يقول أحد المنتخبين - .
ولعل المثير للانتباه أن ما وقع يعد الثاني من نوعه بفاس، ففي العام الماضي قام رئيس مقاطعة أكدال المنتمي لحزب " البام " السليماني الحوتي بتسمية زنقة باسم والده، مما يعني أن بعض منتخبي حزب " البام " يسيرون على نفس المنوال بإطلاق تسمية الشوارع على آبائهم، وإن كانت المصالح المركزية لوزارة الداخلية لم تصادق الى حدود اليوم على هذه التسمية .