في سياق الملتقى الوطني الأول لشبكة مكاتب الفروع، لبوا نداء المكتب الوطني للنقابة الوطنية لعمال الفوسفاط المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، حيث توافدوا من مختلف مراكز الفوسفاط، من الجنوب المغربي، من بوكراع والعيون قدموا. ومن مدينة الطبقة العاملة الدار البيضاء وخريبكة قلعة النضال جاؤوا. من عاصمة دكالة مدينة الجديدة ومن اليوسفية الذاكرة العمالية حضروا.
ومن حاضرة المحيط أسفي الشامخة، أتوا من أجل اللقاء والتواصل وممارسة قيم الوفاء للمبادئ وترسيخا لقيمة الوضوح في المواقف، ومن أجل الترافع والدفاع عن المطالب تحت سقف وفي ضيافة فرع النقابة بعاصمة الرحامنة مدينة بن جرير.
زمرة من عمال الفوسفاط بمدينة بن جرير تحملت مسؤولية التنظيم، يقومون بمهام الاستقبال والإرشاد والمصاحبة دون توقف أو كلل منذ إشراقات أشعة شمس صبح يوم 8 يونيو 2024. كانوا جميعهم مثل خلية نحل في موسم الربيع، تشتغل دون توقف لإنهاء تأثيث فضاء العرس الكونفدرالي العمالي، وتسليم ملفات الملتقى الأول مرفوقة بِشَالْ "كوفية" تحمل ألوان العلم الفلسطيني ورمز القدس، عناق وسلام بشارات النصر، وابتسامات مرسومة على وجوه مناضلي قطاع الفوسفاط في عرسهم النضالي. كل التفاصيل كانت تبشر بنجاح هذه المحطة التي ستبقى موشومة في ذاكرة المشهد النقابي الكونفدرالي.
سلام على القوب الطيبة المدثرة بلون الحياة والأمل، حين تلقي بنظرة على الوجوه النقابية التي تَقَرَّرَ تكريمها في الملتقى الوطني الأول لفروع المكاتب النقابية الفوسفاطية، تحيلك تقاسيم سحناتهم على سنة 1993، وتكتشف من الوهلة الأولى أن أغلبهم شاركوا وخلدوا الأثر الطيب ببصمتهم النضالية في المؤتمر الوطني الثالث للنقابة الوطنية لعمال الفوسفاط، بل أنهم ساهموا في ضخ روح الوفاء والإخلاص للشغيلة الفوسفاطية، وساهموا في بناء التنظيم الكونفدرالي، وشاركوا أيضا في تأسيس العديد من الفروع النقابية خلال سنوات الجمر والرصاص. ومنهم أيضا من ناضل من داخل تمثيلية العمال والأطر باسم النقابة للدفاع عن مكتسبات العمال والترافع عن مطالبهم المشروعة.
إنهم أغصان من الشجرة الطيبة التي تؤتي أكلها كل حين، هم من طينة ممثلي الجيل الكونفدرالي الثاني الذي حمل على عاتقه توسيع وتقوية آليات التنظيم وترسيخ الخط النضالي والمساهمة في بناء اللبنات الأولى للحوار الاجتماعي بقطاع الفوسفاط، فضلا عن دورهم الطلائعي في الحفاظ على استمرارية التراث النضالي الكونفدرالي، وتهييئ الشروط الملائمة للإنتقال العابر للأجيال، دون أن ننسى دورهم الكبير في مأسسة الحوار الاجتماعي عبر مراحل من الزمن في القطاع من موقعهم كأعضاء في المكتب الوطني للنقابة الوطنية لعمال الفوسفاط. علاوة على أنهم باقون على العهد للحفاظ على المكتسبات وتحصينها وتحقيق الجيل الجديد من المطالب للأسرة الفوسفاطية.
هم ثلة من المناضلات والمناضلين ممن ضمنوا وحصنوا استمرارية النضال من أجل ضمان ديمومة الفعل والحركة النقابية الفوسفاطية من خلال تشبعهم بقيم المنظومة الكونفدرالية فكرا وممارسة، في علاقة مع قيم الوفاء للمبادئ والوضوح في المواقف ثم الدفاع عن المطالب، وعلى هذا الأساس حضروا لإعطاء قيمة مضافة للعرس العمالي، كممثلين عن الجيل الثاني في عرسهم النضالي الذي لا ينتهي، في ساحة لا تنتهي هذا هو العرس الكونفدرالي.
على إيقاع النشيد الكونفدرالي ولج المكرمون لقاعة العرس النضالي تحت تصفيقات الحضور، حيث اقتسم الجميع كؤوس الشاي المغربي الأصيل، بعد أن اقتسموا العرق وملح الأرض، وبعد ذلك تم التقاط الصور مع الشباب الكونفدرالي حامل مشعل الاستمرارية، ومناضلي الجيل الثاني للنقابة الوطنية لعمال الفوسفاط، فكانت فقرات برنامج الكلمات التي ألقيت أمام الجميع تمتح من ينبوع مدرسة النضال واسترجاع خصال المؤسسين الرواد، الذين دافعوا عن النقابة وساهموا في تشييد صرحها وراكموا الأثر الخالد.
كانت كلمة الترحيب والافتتاح باسم فرع نقابة عاصمة الرحامنة والتي ألقاها كاتب الفرع الشاب المناضل سفيان بن رامي، وتلتها كلمة المكتب التنفيذي التي ربط فيها الإطار النقابي محمد الحطاط نيابة عن الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل عبد القادر الزاير، ـ ربط ـ فيها بين الفعل النقابي تاريخيا وحاضرا ومستقبلا، واضعا أصبعه على مكامن القوة الاقتراحية للمنظمة ونضالاتها على جميع الأصعدة والمستويات، ليأتي دور الكاتب العام للنقابة الوطنية لعمال الفوسفاط محمد صابر الذي أجاب على سؤال الحركة النقابية الواضحة والشفافة والملتزمة بقضايا الشغيلة الفوسفاطية. وختامه كانت كلمة الاتحاد المحلي بالرحامنة والتي ألقاها المناضل عبد الله نجباح وخرجت من صميم الفؤاد صادقة.
في سياق ثقافة الاعتراف وقيم الوفاء والإخلاص تم تكريم الكاتب العام للمكتب التنفيذي عبد القادر الزاير، إلى جانب قيادات نقابية تحملت المسؤولية بالمكتب الوطني للقنابة الوطنية لعمال الفوسفاط، منهم المناضل النقابي خالد الهوير العلمي، والقيادي محمد الحطاط إلى جانب الإطار النقابي مصطفى زمزم، والإطار النقابي رضوان شفيق، والمناضل خليل خلاف، ثم النقابي موسى بزوي، وسعيد تيمورية، وعبد الرحيم الكمال، وسليمان الحافظي، ثم حميد أونير، ويونس بلحاميري، وأمينة بوزكراوي، وعبد الله نجباح.
ومن أجمل اللحظات التواصلية والإنسانية التي وقف وصفق لها الجميع في إطار العلاقات النقابية المتجذرة بين المناضلين فقد أقدم فرع العيون بوكراع على تكريم القيادي النقابي رضوان شفيق بطريقة تراثية نابعة من موروث الثقافة الحسانية، امتزج في فن القول ببعض الهدايا التي ستبقى خالدة في ذاكرة المكرم.