السبت 27 يوليو 2024
كتاب الرأي

ماهر فرغلي:  التعاون بين إيران والإخوان وآثاره بعد حرب غزة

ماهر فرغلي:  التعاون بين إيران والإخوان وآثاره بعد حرب غزة ماهر فرغلي
رغم التباعد الأيديولوجي الكبير بين الإخوان كجماعة سنية وإيران كدولة (شيعية اثنا عشرية) سنجد أنه لم يكن ثمة مشكلة في التعاون بينهما، سواء مع حركة حماس، أو الإخوان كتنظيم دولي، الذين التقى قادته بالإيرانيين أكثر من مرة في لندن وجورجيا وغيرها.
إن التعاون مع إيران يكسب الإخوان وحلفاءها قوة في المناورة، ويوفر لها الدعم، وهذا ما يتضح في الدعم لحركة حماس والجهاد الإسلامي، كما يؤدي لتخفيف الضغط السياسي والتمويلي حال فقد الشريك العربي، ويمكّنها من اكتساب تأييد متعدد الأشكال والأنماط، كما يمكّنها من تحقيق مكسب في اليمن، وسوريا. 

 
لذا فمن المتوقع عقب انتهاء أحداث غزة الدموية، أن يتطور التعاون الإخواني مع الإيرانيين، لكن المشكلة أن هذا التمازج والتنسيق سينتج عنه التالي:
أولا: إحياء تنظيمات الإسلام السياسي بكل توجهاتها وفي طليعتها التنظيم العالمي للاخوان. 
ثانيا: زيادة الضغوط على الأنظمة العربية والإسلامية المطبعة مع إسرائيل من أجل إلغاء هذه الاتفاقيات أو العمل على الإطاحة بها ( فالتطبيع إما التراجع عنه والاصطفاف مع الشعوب أو سينقلب هذا التطبيع ضد الحكام)، وكذلك تلميع مشايخ الرفض الموالين للجماعة ضد مؤسسات الإسلام الرسمي.
ثالثا: انطلاق ما يسمى وحدة الساحات كمحور مفاهيمي يقوم عليه قوى وجماعات الإسلام السياسي كناظم لعملها من خلال صياغة وجهة استراتيجية- سياسية بحيث تندرج كافة أعمالها تحت مِظلّة المفهوم الواسعة، الذي يعمل على ربط متخيلٍ- أيديولوجي، ولكنّه ربطٌ يمتلك عنصر الإجماع على هدف مشترك بين الجُغرافيات والتنظيمات والقوى العاملة تحت المظلّة نفسها.
رابعاً: تجييش وتحريك تعاطف الشارع الإسلامي مع الفلسطينيين، كخطوة أولى، وبعد انتهاء معركة غزة، وأيا تكن نتائجها، تحويل الأمر إلى مناسبة غضب شامل، والتحريض ضد الأنظمة والحكام العرب ووصمهم بالعمالة والعداء للدين والعروبة، واطلاق حملة كبيرة واسعة متنوعة تتجاوز الحدود الجغرافية لضرب استقرار الدول والانظمة المعنية، والتحريض الشعبي ضدها.
خامسا: السعي بقوة لتخوين العديد من الأنظمة ال وعلى رأسها مصر، ثم ( الإمارات – السعودية - البحرين- المغرب) والضغط عليها وتشويهها لدى شعوبها.
ومن المتوقع عقب انتهاء عمليات غزة أن يكون التحرك والانبعاث لإخواني عن طريق: السيطرة على ما يسمى مؤسسات والمراكز المعنية بمقاصد الشريعة. والعمل من خلال منتيدات الوحدة الإسلامية الإيرانية، ومنتديات الوسطية العالمية. ودعم السلفية المستقلة والحركية. والعمل عن طريق الصيغة اللامركزية لكل المؤسسات الإخوانية والشيعية وبواجهات لا تحمل اسم الجماعة.
وأخيراً، التنسيق الدائم بين الشبكة الجديدة وخلق فضاءات أخرى، مثل منتديات الوسطية العالمية، والأممية الإسلامية، كبديل عن التنظيمات الصارمة المكروهة من كثير من الشعوب والمواطنين، ثم على الناحية السرية التحرك في دوائر: الميليشيات والفصائل المسلحة، والعمل السري في بعض البلدان، وتحويل الحركات إلى تجمعات فكرية في بلدان أخرى، وعمل مؤسسات فكرية نهضوية داخليا، ومؤسسات أخرى عالمية. واستمرار اختراق المنظمات الحقوقية والجمعيات المناهضة للعنصرية والكراهية في الدول الغربية من طرف المنظمات الإخوانية. وتوحيد ساحات الصراع في الوطن العربي. والتوافق بين ادرع ايران بالمنطقة ( حزب الله - الحوثيين - الحشد الشعبي ) تنظيمات الاخوان المسلمين تحت رعاية الحرس الثوري.
ماهر فرغلي، الجهادي المصري سابقا