يرى الخبير محمد الطيار، الخبير في الدراسات الأمنية والاستراتيجية أن الجزائر تفتقد الى هوية وطنية جامعة وموحدة وتفتقد الى الوحدة الروحية بين مكوناتها المجتمعية، مع غياب قيم مجتمعية مشتركة، كما تفتقد الى إرث ثقافي يميزها بين الدول، مما جعلها تفتقد إلى خطوط استراتيجية تتجاوز حدودها الدولية، وهو ما دفعها إلى محاولة سرقة التراث الثقافي لجيرانها في تونس وليبيا وأزواد والمغرب.
وقد نتج عن فشلها في سرقة تراث غيرها، مزيدا من العزلة والانحدار النفسي، داعيا الدولة المغربية الى المبادرة إلى تسجيل كل مكونات التراث المغربي لدى المنظمات الدولية الثقافية، ورفع قضايا قانونية أمام المحاكم الدولية المختصة للتصدي لكل السرقات وعمليات السطو التي يقوم بها النظام العسكري الجزائري.
كيف تفسر هوس الجزائر وانشغالها بسرقة كل ما ينتمي للتراث المادي واللامادي للمغرب ؟
لابد من الإشارة في البداية الى أن التاريخ والثقافة يعدان من عناصر قوة الدولة الثابتة، إضافة الى عناصر أخرى تشكل قاعدة تقدم الدول وانطلاقها، خاصة في حالة توفر القدرة على تدبير مزجها بشكل منسجم ومتكامل، مع بناء هوية عميقة وبناء الانسجام والتناغم بين القيم والقوة على أساس الوعي بالمكان والزمان بشكل متواتر تاريخيا وغير منقطع، وذلك من أجل حجز مكان بين الأمم في ساحة التطورات والأحداث التاريخية والمساهمة في بناء الحضارة الإنسانية. فالدول التي لا تستطيع مزج المكونات الكامنة فيها بشكل متسق ومتكامل وفعال، يكون تأثيرها على التوازنات الاستراتيجية ضعيفا وباهتا.
وبحكم أن العلاقات بين الدول تعرف تباينا كبيرا بين واقع الحدود الدولية المسطرة بين الدول، وبين الخطوط الجيوسياسية التي تكون واسعة بالنسبة لبعض الدول التي تملك إرثا تاريخيا وتملك هوية قوية تدعمها في توسعها العناصر الثقافية والتاريخية المتراكمة مما يمكنها من تحقيق توسعا استراتيجيا متجددا. أما الدول التي يعيش مجتمعها أزمة هوية فتكون رهينة ثقافة تفتقد للوعي بالزمان والمكان، وتعاني من تقلبات نفسية واجتماعية وسياسة واقتصادية خطيرة، غالبا ما تجعلها تعيش الانحدار والتيه والتخبط والانغلاق الاستراتيجي.
الجزائر تفتقد إلى هوية وطنية جامعة وموحدة وتفتقد إلى الوحدة الروحية بين مكوناتها المجتمعية، مع غياب قيم مجتمعية مشتركة، كما تفتقد إلى إرث ثقافي يميزها بين الدول، مما جعلها تفتقد إلى خطوط استراتيجية تتجاوز حدودها الدولية، فهي لا تملك أي تواجد ثقافي على الساحة الدولية، وهو ما دفعها إلى محاولة سرقة التراث الثقافي لجيرانها في تونس وليبيا وازواد والمغرب، وقد نتج عن فشلها في سرقة تراث غيرها، مزيدا من العزلة والانحدار النفسي.
فمثلا في كل البقاع الإسلامية يتم افتتاح المساجد الجديدة في يوم الجمعة، لما يحمله هذا اليوم من رمزية لدى المسلمين وتكون مراسم الافتتاح مصحوبة بمظاهر تعبدية تليق بقدسية المكان وبلباس تقليدي موحد.
غير أن الجزائر شكلت استثناءا في العالم الإسلامي، حيث اختارت يوم الأحد من شهر فبراير من سنة 2024لافتتاح “جامع الجزائر” رسميا، وجرى التدشين برئاسة عبد المجيد تبون، في أجواء خالية من أي عبادة أو طقوس دينية، فقد مر الافتتاح بدون صلاة وبدون خطبة وبدون آذان، مما يجسد بجلاء الفقر الثقافي للجزائر التي لم تستطع طيلة العقود السابقة التي تلت تأسيسها من طرف فرنسا، أن تصنع لها هوية ثقافية خاصة رغم محاولات السطو على ثقافة غيرها، بسبب افتقادها الى هوية ثقافية قوية تدعمها العناصر التاريخية المتراكمة.
لابد من الإشارة في البداية الى أن التاريخ والثقافة يعدان من عناصر قوة الدولة الثابتة، إضافة الى عناصر أخرى تشكل قاعدة تقدم الدول وانطلاقها، خاصة في حالة توفر القدرة على تدبير مزجها بشكل منسجم ومتكامل، مع بناء هوية عميقة وبناء الانسجام والتناغم بين القيم والقوة على أساس الوعي بالمكان والزمان بشكل متواتر تاريخيا وغير منقطع، وذلك من أجل حجز مكان بين الأمم في ساحة التطورات والأحداث التاريخية والمساهمة في بناء الحضارة الإنسانية. فالدول التي لا تستطيع مزج المكونات الكامنة فيها بشكل متسق ومتكامل وفعال، يكون تأثيرها على التوازنات الاستراتيجية ضعيفا وباهتا.
وبحكم أن العلاقات بين الدول تعرف تباينا كبيرا بين واقع الحدود الدولية المسطرة بين الدول، وبين الخطوط الجيوسياسية التي تكون واسعة بالنسبة لبعض الدول التي تملك إرثا تاريخيا وتملك هوية قوية تدعمها في توسعها العناصر الثقافية والتاريخية المتراكمة مما يمكنها من تحقيق توسعا استراتيجيا متجددا. أما الدول التي يعيش مجتمعها أزمة هوية فتكون رهينة ثقافة تفتقد للوعي بالزمان والمكان، وتعاني من تقلبات نفسية واجتماعية وسياسة واقتصادية خطيرة، غالبا ما تجعلها تعيش الانحدار والتيه والتخبط والانغلاق الاستراتيجي.
الجزائر تفتقد إلى هوية وطنية جامعة وموحدة وتفتقد إلى الوحدة الروحية بين مكوناتها المجتمعية، مع غياب قيم مجتمعية مشتركة، كما تفتقد إلى إرث ثقافي يميزها بين الدول، مما جعلها تفتقد إلى خطوط استراتيجية تتجاوز حدودها الدولية، فهي لا تملك أي تواجد ثقافي على الساحة الدولية، وهو ما دفعها إلى محاولة سرقة التراث الثقافي لجيرانها في تونس وليبيا وازواد والمغرب، وقد نتج عن فشلها في سرقة تراث غيرها، مزيدا من العزلة والانحدار النفسي.
فمثلا في كل البقاع الإسلامية يتم افتتاح المساجد الجديدة في يوم الجمعة، لما يحمله هذا اليوم من رمزية لدى المسلمين وتكون مراسم الافتتاح مصحوبة بمظاهر تعبدية تليق بقدسية المكان وبلباس تقليدي موحد.
غير أن الجزائر شكلت استثناءا في العالم الإسلامي، حيث اختارت يوم الأحد من شهر فبراير من سنة 2024لافتتاح “جامع الجزائر” رسميا، وجرى التدشين برئاسة عبد المجيد تبون، في أجواء خالية من أي عبادة أو طقوس دينية، فقد مر الافتتاح بدون صلاة وبدون خطبة وبدون آذان، مما يجسد بجلاء الفقر الثقافي للجزائر التي لم تستطع طيلة العقود السابقة التي تلت تأسيسها من طرف فرنسا، أن تصنع لها هوية ثقافية خاصة رغم محاولات السطو على ثقافة غيرها، بسبب افتقادها الى هوية ثقافية قوية تدعمها العناصر التاريخية المتراكمة.
وماذا عن التراث الثقافي الذي يمتلكه المغرب ؟
المغرب خلافا للجزائر، يمتلك إرثا حضاريا متكاملا ومتنوعا، ويحتل مكانة متقدمة في المساهمة في بناء الحضارة الإنسانية، ويمتلك العنصر البشري الجيد الذي استطاع أن يصنع من موقع المغرب الجغرافي الاستراتيجي ومكانته التاريخية، مركزا سياسيا وحضاريا في إفريقيا وحوض البحر المتوسط وله خطوط وأحزمة استراتيجية واسعة وتزداد توسعا بسبب انسجام قدراته الثقافية والتاريخية والاقتصادية والتجارية والسياسية ومكانته المرموقة والمتميزة في التوازنات الدولية، وأن يقيم دولة مركزية قوية طيلة القرون الماضية. وهو ما دفع النظام العسكري الجزائري الى تسطير خطط ممنهجة لسرقة العديد من مكونات الثقافة المغربية الأصيلة، ونسبها الى الجزائر، بشكل قابلته مجتمعات دول العالم بكثير من الاستهجان والاستغراب.
المغرب خلافا للجزائر، يمتلك إرثا حضاريا متكاملا ومتنوعا، ويحتل مكانة متقدمة في المساهمة في بناء الحضارة الإنسانية، ويمتلك العنصر البشري الجيد الذي استطاع أن يصنع من موقع المغرب الجغرافي الاستراتيجي ومكانته التاريخية، مركزا سياسيا وحضاريا في إفريقيا وحوض البحر المتوسط وله خطوط وأحزمة استراتيجية واسعة وتزداد توسعا بسبب انسجام قدراته الثقافية والتاريخية والاقتصادية والتجارية والسياسية ومكانته المرموقة والمتميزة في التوازنات الدولية، وأن يقيم دولة مركزية قوية طيلة القرون الماضية. وهو ما دفع النظام العسكري الجزائري الى تسطير خطط ممنهجة لسرقة العديد من مكونات الثقافة المغربية الأصيلة، ونسبها الى الجزائر، بشكل قابلته مجتمعات دول العالم بكثير من الاستهجان والاستغراب.
ما هو المطلوب من المغرب لحماية تراثه من قرصنة وتطاول الجزائر ؟
المطلوب من الدولة المغربية أن تبادر إلى تسجيل كل مكونات الموروث المغربي اللامادي لدى المنظمات الدولية الثقافية، ورفع قضايا قانونية أمام المحاكم الدولية المختصة. والمطلوب كذلك من المؤسسات الدولية المعنية بحماية التراث الإنساني والملكية الفكرية، أن تتصدى بحزم إلى كل السرقات وعمليات السطو التي يقوم بها النظام العسكري الجزائري، وأن يتم اتخاد الإجراءات القانونية الردعية للحد من ممارساته المشينة.
كما أن المجتمع المدني المغربي مطالب بفضح أساليب السرقة الجزائرية امام العالم واستغلال وسائط التواصل الاجتماعي والاعلام الدولي لكشف أساليب السرقة التي يعتمدها النظام العسكري الجزائري للسطو على التراث المغربي والتنديد بقوة بأساليبه البئيسة.
المطلوب من الدولة المغربية أن تبادر إلى تسجيل كل مكونات الموروث المغربي اللامادي لدى المنظمات الدولية الثقافية، ورفع قضايا قانونية أمام المحاكم الدولية المختصة. والمطلوب كذلك من المؤسسات الدولية المعنية بحماية التراث الإنساني والملكية الفكرية، أن تتصدى بحزم إلى كل السرقات وعمليات السطو التي يقوم بها النظام العسكري الجزائري، وأن يتم اتخاد الإجراءات القانونية الردعية للحد من ممارساته المشينة.
كما أن المجتمع المدني المغربي مطالب بفضح أساليب السرقة الجزائرية امام العالم واستغلال وسائط التواصل الاجتماعي والاعلام الدولي لكشف أساليب السرقة التي يعتمدها النظام العسكري الجزائري للسطو على التراث المغربي والتنديد بقوة بأساليبه البئيسة.
