آلمتني كثيرا، الطريقة غير اللائقة والمهينة التي تعامل بها لاعب المنتخب الجزائري لكرة القدم يوسف بلايلي مع حكم مباراة من البطولة الوطنية الأولى بالجزائر لمجرد أنها امرأة. فقد صدر نجم المنتخب ذاك (وهو لاعب جيد بالمناسبة كرويا) عن مستوى ساقط يعكس الشكل العمومي الغالب (للأسف) للتعامل مع المرأة الجزائرية من قبل الرجل الجزائري. لأنه واهم من سيعتقد أن ذلك التصرف معزول وفردي، بل هو في الواقع يعكس ثقافة سلوكية سائدة بالمجتمع الجزائري تتطلب دراسة علمية تحليلية على المستويات السوسيولوجية والسوسيو نفسية. قد تخلص من بين ما تخلص إليه أن ذلك انعكاس لمستوى الضغط النفسي الذي يرزح تحته المواطن الجزائري بكل ما يخلقه الأمر من ردود فعل سلوكية عمومية عنيفة بين الرجل والمرأة وبين المواطن ورجل السلطة، حيث يتم تفريغ الضغط عبر العنف ضد كل من يصنف في خانة الضعف سلوكيا ضمن التراتبية الإجتماعية (المرأة/ الطفل/ المواطن بدون وساطات أمام السلطة... وهكذا).
لقد ذكرتني واقعة اللاعب يوسف بلايلي (التي شاهدها الملايين عبر التلفزيون الجزائري ضمنهم مئات الآلاف من الأطفال)، بما كان قد بلغني من مواطن جزائري كان يعمل إطارا عاليا بشركة سونتراك للبترول والغاز بالجزائر بأجر جد محترم، لكنه رغم ذلك هاجر مع أسرته إلى كندا حيث عمل في مجالات لا تتوافق وقيمته المهنية الأصلية. لقد أجاب حين طرح عليه السؤال لماذا غادرت الجزائر وظروفك المهنية جيدة ووضعك الإجتماعي ممتاز، قائلا: "بسبب بناتي. فأنا أب لثلاث بنات وقررت أن أهرب بهن من مجتمع الذكورا، حتى أحميهن".
علينا أن لا نعتقد أن حالة لاعب المنتخب الجزائري ليس لها أشباه ونظائر عندنا في المغرب، بدليل أنه في نفس الأسبوع لم يخجل سائق سيارة أجرة بمدينة طنجة أن يعتدي بالضرب في الشارع العام على امرأة زبونة لاختلاف حول درهم واحد زاده عليها في العداد. فقط لأنه الرجل وهي مجرد امرأة (أقله في المغرب حركت المسطرة القضائية واعتقل سائق سيارة الأجرة قبل أن تتحرك العائلات للصلح خوفا من الحكم عليه بالسجن)، مما يعكس ذات المشكل الإجتماعي عندنا سلوكيا في كل بلداننا المغاربية، فكلنا في السقوط قيميا واحد للأسف. مثلما أننا على مستوى ارتفاع درجة الإحتقان النفسي اجتماعيا وسلوكيا واحد.
للأسف ها نحن نتوحد وننجح مغاربيا فقط في السلبي الساقط سلوكيا، أما في ما هو إيجابي مثل امتلاك فطنة التكامل والتعاون السياسي والتنموي والثقافي والأمني بيننا فنحن فيه فاشلون فاشلون.
لسنا في حاجة إلى نذكر بعضنا البعض أن من يحتقر المرأة ويظلمها ليس رجلا أصلا، ولا التي تهين الرجل وتظلمه وتكيد له هي بامرأة أصلا. فكلاهما يخاصم الإنسان فيه.
فقط وأنا أتأمل واقعة لاعب منتخب الجزائر وسائق سيارة الأجرة بطنجة، عادت إلي لحظة تربوية عشتها مع والدتي زينة العسبي شافاها الله وحفظها ليلة زواجي، حين حرصت أن تأخذني على جنب في زاوية معزولة قليلا وأطلقت في وجي سؤالا أخرسني حين قالت لي: "أين توجد هيبة الرجل؟". حرت جوابا وألحت علي، فقلت لها: "هل تقصدين أمور الفراش؟". فقالت لي: "ذلك أمر يخصك مع زوجتك وهناك الطبيب للعلاج". فاعترفت لها أنني لا أملك الجواب عن سؤالها، فقالت لي:
"هيبة الرجل تحت إبطه" مشيرة بأصبعها إلى إبطي الأيمن.
استغربت منها ذلك الجواب، فبادرتني قائلة: "هل فهمت المعنى؟" قلت لها أن لا. فقالت لي:
"حين يرفع الرجل يده لضرب زوجته تسقط منه هيبته".
قبلت رأسها ضاحكا وهي تلح علي أن لا أفقد هيبتي كرجل. استغربت منها وصيتها البليغة تلك لأنني لم أشهد قط يوما أن حدث بينها وبين والدي عبد الله العسبي رحمه الله أي عنف مادي أو جسدي، نعم حدتث بينهما خلافات كثيرة كأي زوجين لكن والدي كان رجلا ولم يحدث ولم مرة واحدة أن ضرب والدتي سواء في حضورنا أو في غيابنا نحن الأبناء. ما جعل السؤال يكبر عندي: لماذا أوصتني والدتي رغم ذلك أن لا أفقد هيبتي كرجل؟. لأنها أمي وهي تحرص أن تربيني لأنها تريدني أن أكون رجلا.
الرجلة لا تباع في الصيدليات أو الأسواق.
"هيبة الرجل تحت إبطه" مشيرة بأصبعها إلى إبطي الأيمن.
استغربت منها ذلك الجواب، فبادرتني قائلة: "هل فهمت المعنى؟" قلت لها أن لا. فقالت لي:
"حين يرفع الرجل يده لضرب زوجته تسقط منه هيبته".
قبلت رأسها ضاحكا وهي تلح علي أن لا أفقد هيبتي كرجل. استغربت منها وصيتها البليغة تلك لأنني لم أشهد قط يوما أن حدث بينها وبين والدي عبد الله العسبي رحمه الله أي عنف مادي أو جسدي، نعم حدتث بينهما خلافات كثيرة كأي زوجين لكن والدي كان رجلا ولم يحدث ولم مرة واحدة أن ضرب والدتي سواء في حضورنا أو في غيابنا نحن الأبناء. ما جعل السؤال يكبر عندي: لماذا أوصتني والدتي رغم ذلك أن لا أفقد هيبتي كرجل؟. لأنها أمي وهي تحرص أن تربيني لأنها تريدني أن أكون رجلا.
الرجلة لا تباع في الصيدليات أو الأسواق.