السبت 27 إبريل 2024
كتاب الرأي

خالد أخازي: لا تقلدني فالبهاء لا يقلد

خالد أخازي: لا تقلدني فالبهاء لا يقلد خالد أخازي
الكتابة "الشذرة" الإعلامية عصية عليك يا صديقي...!
كأنها الشعر وليست شعرا...
كأنها السرد وليست قصة ولا أقصوصة...
ولا هايكو ولا لمحة...
 لأنها غامضة الشكل راقية الأسلوب والبنية...
لأنها كيمياء جمع الإبداع والإعلام...
لأنها  رؤية للعالم والإنسان بحبر المبدع...وصدق المناضل غير المزيف 
ولأنك لست مبدعا...
لن تكتب مقالا صحفيا شذريا...
مهما حاولت...
مهما اقتبست...
فالافكار تسرق...
لكن الشكل فاضح...
والشكل يعري عجزك عن وضع مسافة  بينك وبين الأجناس الكلاسيكية...
لأنها هي مجدك... ومضمار مرافعتك الشرسة ضد أقلام تهد أصنامك الإعلامية...
حتى في الإعلام هناك السلفيون والأصوليون...
من بزعم ان الصحافة في خطر...
وأنه ليس هناك أحسن مما كان...
في خلافة " الصحافة"..
فلا ترهق نفسك...
فأنا غير قابل للتقليد...
لأنك لا تجيد الكتابة خارج قلعة الاتباع والإشباع..
وأنا لا هم لي غير غير الإفحام والإمتاع..
وأنت تسكنها  مدارس الإعلام...
وام تغادر عتبتها بعد...
يسكنه وجه علمك الأبجديات ولكنك لم يعلمك الخمول القاتل...
لم يعلمك كيف تخرج عن المعيار... دون أن اصدم فقهاء الإعلام...
للأسف لن تتعلم كيف أكتب...
لأنني أنا نفسي أعرف فقط نبع الكتابة...
أما مجراها ومرساه...
فلا أملك ناصيته.... 
حين أقهرك بلغتي وحسي الإعلامي...
تنتصر للأجناس...
وتلعن هذا الزمن الإعلامي...
أتعرف السبب...؟
لأنك لا تنتمي إليه....؟
وتعود إلى عمودك تجر ذيول الخيبة...
يقرؤونني... لأنني لا أكتب طلبا لمغنم ولا فيء ولا امتياز ولا نبيذ نفيس على مشرب خفي في فندق لا يدخله غير الجن..
لأنني بكل بساطة...
أمتع ولا أخيف...
وليس لي بطاقة أشهرها  تفتح الأبواب...
ولا رقم هاتف يفتح الخزائن..
فلا تحاول تقليدي...
على الأقل ...
 تتحرر من تصنع العبارة...
وتصنع الموقف والإحساس والوطنية..
لأن الصدق لا ثمن له...
ولا مدرسة إعلامية تعلمه...
وصدقي لا شائبة تشوبه..
من مطمع ولا غرور...
ولا تسلط ولا جاه...
ولا ثروة ولا نفوذ...
لهذا أنا صادق في حبي لوطني...
لا أصطنع الحب...
لهذا قد أقسو على الوطن أحيانا...
وأغضب بحنو كما يغضب الابن من أبيه...
 لأنني لا أقبل أن يكون موضوع مزايدة...
فالوطنية ليست صكا تجاريا...
لهذا أنت قلق...
منحاز للجنس الإعلامي...
منحاز لفقهاء الإعلام....
ونسيت الجواهري وهيكل وأريري ونيني..
تعلمت من أريري المهنية والموضوعية والوطنية التي تعلو  على السبق الصحفي...
تعلمت من اريري أن قياس الخبر ليس عداد القراء، بل مصلحة الوطن...
وتعلمت منه الشجاعة... عند الزحف...
والوطن قبل الخبر...
هل قرأت له عموده حول مجلس الحسابات....؟
تعلم منه ذاك البهاء الذي حول الأرقام إلى وليمة إعلامية...
أظنك الآن غارقا في كيفية كتابة المصطلح: عامود أم عمود...
إبدع وسمه حتى عودا...
تعلمت ُمن نيني خلطة الأدب والصحافة...
والشعر والخبر...
والسرد والتعليق...
تعلمت من الجواهري لمسة السخرية غير المورطة...
والباقي لا يمكن تعليمه...
فهو أنت... أنا لا غير...
لا تبدد زمنك في محاولة التقليد الغبي...
فالشذرة كانت فنا فلسفيا...
لو قرأت ساتر ونيتشه ...
لتعلمت أن الشذرة... هي القدرة على الدفق البهي المكثف...
و كلما استطال حبل الكتابة تطلع غراب الرتابة...
وأنعش توجس الرقابة...
وأحيانا نخاف من الظلال...
والوطن أجمل مما في رهابك...
وكلما طال حبل الكتابة
فُتِح جسر الزيف واصطناع العوالج....
ولأنني لست أجيرا ولا مأجورا بقلمي......
فلا رقيب لي غير ما أومن به....
لهذا وطنيتي أرقى من وطنيتك...
ولأنني... صادق...
لا أعيد مراجعة مقالاتي...
خوفا من عينك التي تدسها في معاطف الكتاب...
ولأنني كله هذا العجب...
مع جرعة من جنون بهي....
يصدقني القراء...
 الشذرة الإعلانية عصية عليك يا صديقي...!
لأنها كيمياء جمع الإبداع والاعلام...
لأنها رؤية للعالم والإنسان بحبر المبدع...
 
خالد أخازي، روائي وإعلامي مستقل