السبت 27 إبريل 2024
منوعات

الحكومة الروسية تقوم بتركيب خيمة رمضانية في مدينة موسكو

الحكومة الروسية تقوم بتركيب خيمة رمضانية في مدينة موسكو
في العاصمة الروسية موسكو، يُميز الشهر الفضيل بإقامة "الخيمة الرمضانية"، وهو مشروع ثقافي وخيري يستقبل يومياً مئات المسلمين من أصول مختلفة، بهدف مشترك لتقاسم وجبة الإفطار ومشاركة ثقافاتهم في أجواء تعزز الألفة والأخوة.
ترحب هذه الخيمة، التي نُصِبت قرب المسجد التذكاري لجبل بوكلونايا، بزوارها للعام التاسع عشر بدعم من الإدارة الروحية لمسلمي موسكو والمديرية الروحية لمسلمي روسيا ومجلس المفتين الروس وبلدية العاصمة والرُعاة.
تشارك أكثر من عشر دول في هذه المبادرة التي تحمل شعار "التبادل بين الأديان والعيش المشترك"، وتشمل الإمارات العربية المتحدة وقطر وإندونيسيا ودول رابطة الدول المستقلة، بالإضافة إلى مناطق في روسيا تضم أقليات مسلمة.
تحت قبة خيمة تمتد مساحتها لـ 800 متر مربع، تزينها المصابيح المضيئة، يتم استقبال الضيوف من جميع الأعمار والديانات للمشاركة في وجبة الإفطار، في أجواء تملؤها المشاطرة والاستمتاع بالمحاضرات التي تعكس التنوع الثقافي لمجتمعات المسلمين في روسيا وعبر الحدود.
يتعلق الأمر أيضًا بالفرصة لحضور الخطب العلمية وحضور جلسات تلاوة القرآن الكريم، وهذه تقليد بدأه مجلس مفتي روسيا والذي حقق نجاحاً كبيرًا منذ ما يقرب من عشرين عامًا.
بهذه الروح نفسها، احتضنت خيمة رمضانية أولمبياد تلاوة القرآن الكريم الثانية لجاليات موسكو، والتي نُظمت بمبادرة من مركز الدراسات القرآنية التابع للإدارة الروحية لمسلمي موسكو وسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في روسيا.
تهدف الخيمة الرمضانية هذا العام، وفقًا للمنظمين، إلى تعزيز القيم العائلية، ويتوقعون استقبال ما يصل إلى 80 ألف زائر بنهاية شهر رمضان المبارك.
قال إيلدار عليوتدينوف، مفتي موسكو ورئيس اللجنة المنظمة للمشروع، خلال مؤتمر صحافي في 7 مارس، إن الأسرة هي مصدر الدعم والمعرفة والقوة. وأضاف أن الأسرة تعتبر وصية للقيم الروحية والثقافة والتاريخ والتقاليد، وبالحفاظ عليها وتعزيز العلاقات بين أفرادها نقدم إسهامًا كبيرًا نحو مستقبل مشترك.
بالنسبة للسكان في موسكو الذين لا يستطيعون التوجه إلى الخيمة الرمضانية، يتم بث الأمسيات الثقافية اليومية على حسابات الشبكات الاجتماعية للمشروع، وعلى مواقع المديرية الروحية لمسلمي روسيا وإدارة المسلمين في موسكو.
تنجح الخيمة الرمضانية، التي تُعَد تقليدًا رائعًا يُقام تحت شعار الوحدة والروحانية، في جمع التبرعات لمساعدة العائلات المحتاجة والجمعيات الخيرية في موسكو.
"تم استنساخ نجاح خيمة موسكو في مدن روسية أخرى، حيث اعتمدت هذه النماذج التي تهدف إلى تعزيز قيم الأخوة والتضامن، مما يساهم في جلب الفرح والسعادة للجاليات المسلمة المقيمة في تلك المدن."
في روسيا، حيث يشكل الإسلام الديانة الثانية بعد الأرثوذكسية ويصل عدد أتباعه إلى 25 مليون شخص، يعتبر الشهر الكريم حدثا دينيا واجتماعيا وثقافيا هاما، خاصة بالنسبة للمجتمعات الإسلامية في شمال القوقاز وتتارستان.
في هذه الجمهورية الروسية، حيث يمثل المسلمون ٪54 من السكان، تنظم السلطات في مدينة قازان، عاصمة تتارستان التي تقع على بعد أكثر من 800 كيلومتر شرق موسكو، حدث "إفطار جمهوري".
في النسخة الثانية عشرة من هذا الحدث، تمت دعوة حوالي 12 ألف شخص، بما في ذلك سكان تتارستان، وممثلي الحكومة، ورجال الدين المحليين، والسفراء، والقناصل والعديد من الشخصيات البارزة، لحضور أكبر وجبة إفطار تقام في روسيا في 29 مارس.
حققت هذه المبادرة نجاحًا ملحوظًا منذ بدء تنفيذها، لدرجة أنها حصلت هذا العام على الصفة الفيدرالية، وهي اللقب الذي يمنح للفعاليات التي تحظى بدعم الحكومة التنفيذية الروسية.
من خلال المشاركة في الأعمال الخيرية المختلفة إلى أداء الشعائر الدينية كقراءة القرآن الكريم في المساجد وزيارة الأقارب، يوفر شهر رمضان الكريم العديد من الفرص الثمينة والضرورية لتعزيز العلاقات بين أفراد المجتمعات المسلمة في روسيا.