السبت 27 إبريل 2024
كتاب الرأي

كمال السعيدي: بنكيران مرة أخرى..

كمال السعيدي: بنكيران مرة أخرى.. كمال السعيدي
بعد أن تقدم كل حزب بمذكرة تتضمن مقترحاته حول مدونة الأسرة ، كان المفروض أن ينصب النقاش العمومي حول تلك المقترحات ويترافع كل طرف دفاعا عن ما يراه تعديلات ضرورية أو حفاظا على مقتضيات قائمة لا يرى جدوى لتغييرها وكل ذلك بالحجة والبرهان والإقناع والإحترام .. 
لكن السيد عبد الإله بنكيران كعادته فضل عوض ذلك مهاجمة الأطراف المخالفة لتصوراته وأشهر سيف التكفير المبطن وهو ينصب نفسه حارسا لقلعة الحفاظ على الدين والشريعة الإسلامية ..
 وهكذا وجه السيد بنكيران سهامه لكل مخالفيه ومنهم السيدان إدريس لشكر ونبيل بنعبد الله .. 
قال لهما ما يفيد أنهما بمقترحاتهما يحاولان تغيير كلام الله!!  وقال لهما كذلك : إذا كنتما لا تريدان القرآن فقلاها لنا صراحة !! 
هذه هي طريقة السيد بنكيران في النقاش .. 
طيب ماذا لو طبقنا نفس الطريقة عليه هو كذلك .. دعنا نجرب أن نزايد عليه .. فما أسهل الشعبوية والديماغوجية !! 
سي عبد الإله انت كنت رئيس حكومة لولاية كاملة وكنت مدعوما برفيق دربك الأستاذ مصطفى الرميد وزيرا للعدل.. أليس كذلك ؟ 
طيب .. تعرف أن الحكم الشرعي في موضوع السرقة هو قطع اليد تطبيقا لحد من حدود الله وقد ورد في ذلك نص صريح قطعي لا يقبل الجدل .. ولكنك يا سيد بنيكران لم تعمل على إلغاء الحكم المستوحى من القوانين الوضعية حول الموضوع وفضلت الإبقاء على تعطيل الحكم الشرعي .. لماذ سكتت عن ذلك يا سيد بنكيران ووزير عدلك من حزبك وعشيرتك .. ألم تنتبه إلى أن في تطبيق القانون الوضعي تغييرا لكلام الله ؟؟ 
كان عليك أن تقول لنا صراحة أنك فضلت مقعدك الحكومي على القرآن الكريم .. 
قس على ذلك سكوتك على عدم تطبيق حد الزنا وفيه نص واضح قطعي وقبولك بقوانين سنها البشر في البرلمان .. هل نسيت أن الحكم لله ؟؟ 
إذا كان هذا لا يكفي .. لماذا قبلت السيد بنكيران بمداخيل الخمور في ميزانية الدولة التي أنت رئيس حكومتها .. لمذا نسيت أنه لا ينبغي تغيير كلام الله ولماذا نسيت أن هناك نصوصا شرعية تحرم ذلك كله ؟؟ 
لماذا اقترضت يا سيد بنكيران باسمنا من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بفوائد الربا ؟؟  كيف طاوعك قلبك أن تطعمنا حراما وأن تغير كلام الله وتعطل شريعته ؟؟ 
سأكتفي بهذا ولن أحدثك عن مواقفك المتدبدبة من التطبيع المخزي الذي وقعه حزبك .. لأنه لا يوجد نص قطعي أحاججك به .. 
يا سيد بنكيران ، الإسلام ليس نصوصا جامدة .. إنما هو القيم السمحة والمقاصد الكلية والمبادئ الكبرى وهو صفاء السريرة وحسن المعاملة والإخلاص لله تعالى في السر وفي العلن .. الإسلام يا سيدي ليس سيفا نشهره ضد الخصوم السياسيين عندما نكون في المعارضة وندخله الغمد عندما نكون في الحكومة .. 
إن الله لم يأت بهذا الدين لكي نسخره للوصول إلى المناصب الرفيعة في الحكومة وإلى التقاعد السمين ..