Tuesday 29 April 2025
سياسة

لماذا تراجع دور الأحزاب والنقابات في تأطير الاحتجاجات؟.. الجواب على لسان محمد زين الدين

لماذا تراجع دور الأحزاب والنقابات في تأطير الاحتجاجات؟.. الجواب على لسان محمد زين الدين محمد زين الدين
يشرح محمد زين الدين، رئيس شعبة القانون العام والعلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية المحمدية أسباب ارتفاع حدة الاحتجاجات بالمغرب.
وأبرز في حوار مع "
أنفاس بريس" أن غياب وضعف دور التنظيمات السياسية من أحزاب ونقابات وهيئات مهنية أدى في نهاية المطاف إلى بروز تنسيقيات شغلت دورها في تأطير الاحتجاجات. 

لاتكاد الاحتجاجات تتوقف في قطاع معين حتى نلاحظ احتجاجات أخرى في قطاع آخر من التعليم إلى الصحة إلى الجماعات مثلا، ماهي أسباب تنامي الاحتجاجات بالمغرب؟
هناك أسباب متعددة لتنامي الاحتجاحات بالمغرب منها ماهو متعلق بالملف المطلبي بالنسبة لفئات عريضة من المجتمع المغربي، يهم قطاعات متعددة كالتعليم، الصحة والجماعات الترابية. وتأتي الزيادات في الأجور، تحسين الوضع الوظيفي لهذه الفئات على قائمة المطالب. وهذا راجع بالأساس إلى غلاء الأسعار والتضخم إلى جانب المخلفات السلبية لوباء كورونا ومانتج عنه من تداعيات صعبة جدا على الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي أثر على هذه الفئات بشكل كبير.
ومعلوم أن تنامي الاحتجاجات هي ظاهرة صحية بالنسبة للأنظمة السياسية المفتوحة في إطار احترام حرية التعبير والرأي  والحق في التظاهر، طبقا للفصل 29 الدستور الذي يخول للهيئات المهنية والنقابات وجمعيات المجتمع المدني والأحزاب الحق في التظاهر، في حين لاينبغي أن ننسى الحق في التظاهر له سلبيات كثيرة جدا مرتبطة بالمحافظة على النظام العام وضمان السلم الاجتماعي، فضلا عن استمرارية المرفق العمومي باعتبار تعطيل المرفق العمومي ينعكس على تعطيل مصالح المواطنين وتعثر الدورة الاقتصادية مما يشكل عائقا بالنسبة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
 
يفترض أن الاحتجاجات موجودة في سائر بلدان العالم، لكن دور السلطات العمومية المكلفة بتدبير الشأن العام حكومة أو جماعات أو برلمان أن تنشغل بتجويد حياة الناس ورفع المستوى المعيشي وتنشيط الدورة الاقتصادية..إذن ما الجدوى من الحكومة أو البرلمان أو الاحزاب السياسية او النقابات.. ؟
دور الهيئات المهنية هو دور أساسي، فوجود الحركات الاحتجاجية في أي مجتمع دليل على حيويته وتدل على حركية مجتمع ديمقراطي، وهذا ما نلاحظه في المجتمع المغربي، في حين نلاحظ ببعض الأنظمة السياسة المغلقة غياب هذا الحراك السياسي والحركات الاحتجاجية. لكن لا ينبغي كذلك أن هذه التنظيمات السياسية سواء أحزاب أو نقابات أو الهيئات المهنية أن تتخلى عن وظائفها في عملية تأطير هذه الوقفات الاحتجاجية. إذ في غياب وضعف هذا الدور يبرز فاعلين آخرين كما لاحظنا في تنسيقيات التعليم، كما أن المجال السياسي لا يقبل الفراغ. وبالتالي لا بد من إعادة النظر في الوظائف الحقيقية للأحزاب السياسية والنقابات والهيئات المهنية حتى تقوم بأدوارها كاملة. ونلاحظ أن هذه الهيئات بدأت تتخلى عن وظائفها بالنظر لمجموعة من العوامل بسبب غياب الديمقراطية الداخلية وعمليات الاستقطاب وغياب عرض سياسي مقنع مما يؤدي في نهاية المطاف إلى احتلال الساحات من طرف فاعلين آخرين، الائتلافات الذاتية والترابية، وعلى رأسها التنيسقيات، وبالتالي لا بد من وقفة حقيقية لإصلاح هذه التنظيمات السياسية.