سلط برنامج " ملفات في الواجهة " الذي يقدمه الزميل ابراهيم لفضيلي بالإذاعة الوطنية الضوء مساء الثلاثاء 20 فبراير 2024 على قمة الاتحاد الإفريقي والقضايا والتحديات المطروحة، بمشاركة كل من محمد الطيار، باحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية ومحمد عطيف، باحث في العلاقات الدولية، وكريم عايش، باحث في المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث الدولية والتشاركية.
وقد ناقش المشاركون في البرنامج أبرز مخرجات الدورة 37 للاتحاد الإفريقي، وخاصة الإصلاح المؤسساتي للاتحاد الإفريقي وأجندة 2063 ، حيث تم التطرق الى رؤية المغرب لإصلاح المنظومة القارية، خاصة مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد، وكذلك المشاكل التي تعيشها هذه المنظمة خاصة ما يتعلق بمحدودية الموارد والمقاومة السياسية وكذلك الجمود البيروقراطي باعتبارها عقبات ملحوظة بشكل كبير .
فعلى المستوى المؤسساتي، هناك مشكل كفاءة الموظفين، ولذلك هناك عمل حسب ما جاء في تصريحات المسؤولين الأفارقة ومنهم بالخصوص رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد، والذي قال بأن هناك عمل يتعلق بخطة عشرية لأجندة 2063 وتستهدف إصلاح هذه المؤسسة، ومن بين الإصلاحات المزمع تنفيذها جواز السفر الإفريقي، سوق النقل الجوي الإفريقي، الجامعة الافتراضية الإفريقية، كما تناول المتدخلون مبادرة إسكات البنادق والتي هي جزء من 15 مشروع رئيسي في أجندة 2063 باعتبارها مسألة مهمة جدا من أجل بناء الأمن والسلم في القارة الإفريقية .
ومن بين المواضيع التي تم نقاشها هي الأبعاد الثلاثة التي يطرحها المغرب وهي السلم والأمن والتنمية والرؤية الملكية الاستراتيجية، وتم نقاش هذه الأبعاد الثلاثة من طرف المتدخلين خاصة ما يتعلق منها بمساعي المغرب لبناء تنمية حقيقية وكذلك البناء الاستقراري والأمن على مستوى القارة، وتمت مناقشة العديد من المبادرات التي قام بها المغرب بهذا الصدد، سواء تعلق الأمر بالتقلبات المناخية أو تعلق الأمر بظاهرة الهجرة أو ما تعلق منها بالجوانب المالية من تحديث النظام المالي والبنكي للعديد من الدول الإفريقية، وكذلك بناء العديد من المصانع في العديد من الدول الإفريقية المتخصصة في الأسمدة وغيرها من المواد المرتبطة بالرفع من الإنتاج الفلاحي.
ضيوف البرنامج سلطوا الضوء أيضا خلفيات ودوافع المغرب لدعم رئاسة موريتانيا للاتحاد الإفريقي، حيث بين المتدخلون أن العلاقات المغربية – الموريتانية تشهد قفزة نوعية خاصة في عهد الرئيس محمد ولد الغزواني، وأن المغرب قد عبر بشكل قوي عن دعمه لولد الغزواني بشكل صريح وأنه سيعول على المغرب في نجاح مهمته خلال المدة التي سيقضيها. كما تطرق المتدخلون الى القضايا الأمنية والسياسية والحروب التي تهدد القارة خاصة بؤر التوتر في العديد من المناطق سواء في القرن الإفريقي أو السودان أو الكونغو أو منطقة الساحل وغيرها .
المتدخلون ناقشوا أيضا برنامج إسكات الأسلحة في إفريقيا والاستراتيجية المطروحة في أفق 2030 ومعضلة ظهور مناطق توتر، كما تم التطرق الى رئاسة المغرب لمجلس الأمن والسلم الإفريقي وقيامه بتطوير فعالية هذه الهيئة، حيث قدم وزير الخارجية ناصر بوريطة خلال هذه الدورة تقريرا عن مجلس الأمن خلال 2023، حيث أظهر – بحسب الخبير الطيار - دينامية ايجابية عبر عقد ما مجموعه 61 اجتماع وإخراج 58 خلاصة هامة وتطرق المتدخلون بعض المواضيع التي جاءت في هذا التقرير .
وفيما يتعلق بملف الوحدة الترابية وتحييد التدخل الإفريقي في المسار الأممي تمت مناقشة آثار القرار 693 بشأن قضية الصحراء المغربية المعتمد بقمة نواكشوط سنة 2018 والذي أكد على الدور الحصري للأمم المتحدة بشأن القضية الوطنية، وأشار الخبير الطيار في تدخله أن الدورة العادية سواء تعلق الأمر بالدورة 36 أو 37 لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي تجنبت بأي شكل من الأشكال الإشارة الى أي نقاش حول هذه القضية، وهو ما جاء على لسان وزير الخارجية ناصر بوريطة، حيث أكد أن القمة 37 للاتحاد الإفريقي شكلت مناسبة لعرض المبادرات التي قدمها الملك محمد السادس، وقد تناول المتدخلون هذه المبادرات سواء تعلق الأمر منها بالجانب الفلاحي أو المبادرات المتعلقة بالهجرة، كما تطرق المتدخلون الى رئاسة المغرب لمجلس السلم والأمن وكيف قدم المغرب باسم الأعضاء التقرير المتعلق بوضعية السلم والأمن في إفريقيا من شهر يناير الى غاية دجنبر 2023، وهو ما يبيين – بحسب الطيار - نجاح المغرب بشكل كبير بحكم أنه استطاع أن يعطي قيمة وأهمية لهذا المجلس بعد أن كان رهينة لسنوات عديدة في أيدي الجزائر والتي استخدمته في معاكسة المغرب في وحدته الترابية وتهديد استقراره .