Wednesday 30 April 2025
سياسة

الشرقاوي الروداني يحدد الأدوار الجيو- ستراتيجية للتحالف العسكري والأمني بين الرباط وواشنطن

الشرقاوي الروداني يحدد الأدوار الجيو- ستراتيجية للتحالف العسكري والأمني بين الرباط وواشنطن الشرقاوي الروداني
قال الشرقاوي الروداني، الخبير في الدراسات الجيو الاستراتيجية والأمنية، تعليقا على التعاون العسكري الذي يجمع المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية، وزيارة نائبة كاتب الدولة الأمريكي المكلف بالدفاع المكلف بالشؤون الإفريقية، جنيفر زكريسكي، للمغرب..
إن الأمر يتعلق بتحالف استراتيجي في المجال العسكري بين البلدين، مضيفا أن الأمر يتعلق بتحالف عسكري لضمان أمن جماعي ومواجهة التحديات المطروحة على الصعيد الدولي، وأيضا لكسب التحديات على الصعيد الجيو استراتيجي، وخاصة  في إفريقيا جنوب الصحراء (التحديات الأمنية، الإرهاب والانفصال ). 
وأكد الشرقاوي، في مقابلته ضمن برنامج " ضيف التحرير"  بقناة " ميدي 1 تي في " للزميلة سمية الدغوغي،  أن المغرب يواجه تحديات جيو استراتيجية ،كما قال الملك في خطابه بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، مشيرا بأن العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية تدخل في هذا الإطار.
وأضاف أن المغرب تربطه علاقات مهمة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك رؤية من أجل وضع هياكل ومقاربات للتخطيط، وتوجيهات لمواجهة التهديدات التي تواجه البلدين، مشيرا إلى أن المغرب والولايات المتحدة الأمريكية بلدان صديقان يطلان على المحيط الأطلسي، كما أن هناك تقاربا عملياتيا بينهما ، مشددا على أهمية توفر فن عملياتي والقادر على تطوير المشاريع القابلة للتنفيذ بين القوات المسلحة الملكية المغربية والقوات المسلحة الأمريكية  في إطار الاستراتيجية العسكرية 2020- 2030 .
وأشار الشرقاوي إلى أن زيارة نائبة كاتب الدولة الأمريكي المكلف بالدفاع المكلف بالشؤون الإفريقية، جنيفر زكريسكي، تندرج في إطار المناورة العسكرية " الأسد الإفريقي" مذكرا بأن المغرب هو أول دولة اعترفت بالولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الأمر له رمزيته. كما أن الولايات المتحدة الأمريكية اعترفت بالوحدة الترابية للمملكة .
وتطرق الشرقاوي إلى الدور الهام الذي يلعبه المغرب في أمن وسلام المنطقة، فالمغرب يشارك على صعيد الأمم المتحدة في العديد من البعثات الأممية من قبيل البعثة الأممية في الكونغو، والبعثة الأممية في إفريقيا الوسطى،  كما لعب دورا هاما فيما يتعلق بالأمن والسلام في ليبيا، ناهيك عن دوره على الصعيد القاري فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب.
وأفاد الشرقاوي أنه يمكن الحديث اليوم عن جيو استراتيجية المعلومات التي تربط المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعد جد مهمة على الصعيد الأمني، وخاصة في ما يتعلق بمواجهة الإرهاب، حيث قام العديد من المسؤولين الأمريكيين بزيارة المغرب، وضمنهم مدير " إف بي آي " ومسؤولو جهاز " سي آي إيه "، فجميع الشخصيات التي تكتسي مهامها أبعادا استراتيجية – يضيف - زارت المغرب، وضمنهم وزير الدفاع الأمريكي، ورئيس هيئة الأركان الأمريكية مارك ميلي، وهذا يؤكد  الموقع الريادي للملك محمد السادس باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية. كما يؤكد الرؤية الواضحة للمملكة، سواء في مجال الدفاع أو الديمقراطية .
وأضاف أن المنطقة تعرف تحولات عميقة، وفي مواجهة كل التحديات المطروحة نرى المغرب بلدا حاملا لمشاريع الأمن والسلام.
وذهب الشرقاوي  إلى أن رؤية الملك من أجل إدماج البلدان الأفرو أطلسية ضمن استراتيجية الأطلسي لقيت ترحيبا من طرف الأمريكيين، دون إغفال مشروع الغاز الذي يربط نيجيريا بالمغرب مرورا ب 14 دولة إفريقية والذي يدخل ضمن إطار جيو سياسة الطاقة ، الأمر الذي يؤكد بأننا في إطار استراتيجية متعددة الأبعاد والتي تعتبر المغرب بلدا محوريا سواء على صعيد القارة الإفريقية أو على الصعيد المغاربي .
ولم يفت ضيف "ميدي 1 تي في" الإشارة أيضا الى كون المغرب حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية ضمن الفضاء الأطلسي والمتوسطي، فمعبر جبل الطارق يعد من المعابر ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة للتجارة الدولية، لمصلحة دول حلف الأطلسي وضمنها اسبانيا، فرنسا، البرتغال، وحتى إيطاليا.
وقال أيضا إن المغرب بفضل رؤية الملك محمد السادس يحاول توسيع الشراكة الاستراتيجية التي تربطه بالولايات المتحدة الأمريكية من أجل التحول الى بلد منتج للأسلحة لتلبية احتياجاته الذاتية، كما يندرج  الأمر ضمن عقيدة عسكرية قادرة على  جعل المغرب بلدا محوريا، بتناغم مع كل الاستراتيجيات الشاملة، مضيفا أن العديد من المناورات العسكرية جرت بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية للدفاع عن مصالحهما واستراتيجيتهما المشتركة .
وعلاقة بموضوع صناعة الأسلحة، أشار الشرقاوي أن المغرب  يتوفر على رؤية طموحة في إطار قانون صناعة الأسلحة، وتربطه عقود شراكة بشركات تصنيع الأسلحة الأمريكية والمهيلكة بشكل جيد وذات الأبعاد الدولية. وهو ما سيمكن المغرب من تعزيز قدراته العسكرية والدفاعية، مضيفا بأن إطلاق الملك محمد السادس للمركز الملكي للدراسات وأبحاث الدفاع يدخل ضمن هذه الاستراتيجية الشاملة ذات الرؤى المتعددة المتعلقة بالأبحاث والدراسات ، مشيرا إلى أن هذه العقيدة العسكرية ستمكن المغرب من تملك الخبرة مع مرور الوقت. كما تطرق الى تصويت البرلمان البرازيلي على مقترح  سيمكن البرازيل من وضع استراتيجيات متعددة الأبعاد وشراكات استراتيجية،  علما أن البرازيل تتوفر على شركات للأسلحة، والتي يمكن أن تشكل قيمة مضافة لصالح المغرب الى جانب الصين وفرنسا وإيطاليا. وكل هذا ما يتماشى مع الرؤية الملكية لجعل المغرب بلدا محوريا في مجال تصنيع الأسلحة .
وخلص الشرقاوي الى أن المغرب يلعب دورا هاما في إطار الدبلوماسية الأمنية والعسكرية، وتربطه علاقات متميزة في إطار جنوب – جنوب و شمال – جنوب لافتا الانتباه الى غياب رؤية جماعية للأمن في المحيط الأطلسي، مشيرا إلى أن إدماج البلدان الأفرو أطلسية يدخل ضمن جيو استراتيجية الأطلسي وستمكن المغرب من تحقيق أهدافه في المنطقة، عبر خلق محور استراتيجي يربط الرباط ببرازيليا، ويربط إفريقيا بأمريكا اللاتينية، كما يربط إفريقيا بأمريكا الوسطى، وهي محاور استراتيجية على الصعيد العالمي.