السبت 27 يوليو 2024
مجتمع

هل يفرمل المجلس الإقليمي لتيزنيت مشروع تأهيل المدينة العتيقة ويتملّص من التزاماته؟

هل يفرمل المجلس الإقليمي لتيزنيت مشروع تأهيل المدينة العتيقة ويتملّص من التزاماته؟
هذا هو السؤال الذي بات يطرحه المراقبون والمتتبعون للشأن العام في إقليم تيزنيت على خلفية الجدل الدائر بخصوص عدم وفاء المجلس الإقليمي لتيزنيت بالتزاماته المالية في شأن تعبئة خمسة ملايين درهم (500 مليون سنتيم) لتنفيذ مشروع شراكة من أجل تأهيل المدينة العتيقة، والذي وقع في الولاية الانتدابية السابقة، حينما كان عبد اللطيف أعمو رئيس للجماعة الترابية لتيزنيت، وعبد الله غازي الرئيس الحالي للجماعة والرئيس السابق للمجلس الإقليمي إلى جانب شركاء من وزارة الداخلية ومجلس الجهة ووزارة السكنى وسياسة المدينة وغيرهم.
 
ووفق مراقبين تحدثوا لـ"أنفاس بريس"، فإن الرئيس الحالي للمجلس الإقليمي لتيزنيت حرص على "التهليل والابتهاج بانطلاق أشغال تأهيل المدينة العتيقة لتيزنيت على صفحته الرسمية "فايسبوك"، فيما المؤسسة المنتخبة التي يرأسها لم تعبّأ 500 مليون سنتيم لضخها في ميزانية المشروع وتأمين تنفيذه من دون تعثر أو تلكؤ، بعدما كان سلفه عبد الله غازي (الرئيس السابق للمجلس الإقليمي) والرئيس الحالي للجماعة الترابية لتيزنيت هو من وقع على الاتفاقية المشتركة للتأهيل وتعهدات كل طرف من شركائها ماليا".

ويعود مشروع أشغال تهيئة المدينة العتيقة لتيزنيت إلى عهد الولاية الانتخابية 2009/2015 ، الذي كان يسيره التحالف الديمقراطي التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في اتفاقية بلغت تمويلاتها 145.66 مليون درهم ، 14 مليار و 566 مليون سنتيم.

وتتكون هذه الاتفاقية من مجموعة من البرامج المندمجة  التي تعكس رؤية المجلس الجماعي المسير لشؤون المدينة آنداك وتكمل برنامج تأهيل المدينة الأول 2007- 2009، وهي برامج تهدف إلى الرقي بالمدينة العتيقة وإعادة الاعتبار لها، بحيث مست ترميم المآثر التاريخيه بالمدينة، الأسوار، الأبواب، القصبات بما فيها القصبة الكولونيالية بساحة المشور، كما همت المرافق الدينية، مسجد إضلحا، ومسجد إداكفا، ومسجد أيت امحمد، والأضرحة (ضريح سيدي ماء العينين، وضريح سيدي عبد الرحمن، وضريح سيدي بو جبارة)، وكذا تهيئة وترميم المقابر. كما همّت تقديم الدعم المنازل المتضررة من أمطار 2014 بمبلغ 32 مليون درهم ، ثلاثه ملايير و 200 مليون سنتيم.

كما تضمنت الاتفاقية برنامجا خاصا بتأهيل الطرق والأزقة والساحات والمناطق الخضراء والإنارة العمومية والتطهير السائل وحماية المدينة من الفيضانات، وكذا الأسواق، إلى جانب واجهات المحلات بكل من شارع سيدي عبد الرحمن، وساحة المشور، وسوق سي بلعيد..... وكل هذه البرامج يتم تنفيذها تدريجيا كلما أفرج أحد الشركاء عن الاعتمادات التي التزم بها وفق الجدولة المحددة في الاتفاقية أو حتى بعد حدوث إزاحات في زمن الإفراج عن تلك الاعتمادات.

وبموجب نص الاتفاقية، التزم المجلس الإقليمي لتيزنيت ، الذي يوجد على رأسه اليوم محمد الشيخ بلا خلفا لعبد الله غازي الذي يشغل رئيس جماعة تيزنيت حاليا ، بتعبئة خمسة ملايين درهم موزعة على ثلاث مجالات، المساهمة في ترميم القصبة الكولونيالية بمليوني درهم، والمساهمة في ترميم واجهة محلات شارع سيدي عبد الرحمن بمليون درهم، والمساهمة في ترميم واجهة محلات ساحة المشور بمليون درهم، والمساهمة في ترميم واجهة محلات سوق سي بلعيد بمليون درهم.

فإلى حدود اليوم لم يقم المجلس الإقليمي بالوفاء بالتزاماته اتجاه جماعة تيزنيت ولكن رئيسه يكتفي بالاحتفاء بانطلاق الاشغال، ويذهب العديد من المتتبعين الى التأكيد أن عبد الله غازي ترك المجلس الإقليمي في حالة إفلاس مالي ، إلى درجة أن الرأي العام المحلي يصف رئيس المجلس الإقليمي الحالي بمحمد الشيخ بِلا ميزانية!.