الأحد 28 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد نورالدين: جبهة "البوليساريو"، الارهاب والكلبة براقش..

أحمد نورالدين: جبهة "البوليساريو"، الارهاب والكلبة براقش.. أحمد نورالدين
مرة أخرى ترفع جبهة "البوليساريو" الانفصالية عقيرتها بالتهديد ضد شركة اسبانية أعلنت عزمها افتتاح فندق مصنف بمدينة الداخلة بالصحراء المغربية. وهي ليست المرة الأولى التي تهدد فيها بالقيام باعمال إرهابية في المغرب. ولم يعد خافيا على كل متابع حصيف أن التهديدات الإرهابية اصبحت كورقة التوت التي تسعى بقايا الجبهة خائبة للتغطية عن انهيارها داخليا في المخيمات، وخارجيا على كل المستويات، وخاصة مع اسبانيا التي كانت تنظر إليها الجبهة والجزائر كحليف أساسي في دعم المشروع الانفصالي منذ نشأته الأولى. 

وقبل العودة إلى مسألة التهديدات لابد أن نذكر في حالة إسبانيا تحديدا،  بأن جبهة "ابن بطوش" ونظام العسكرتارية الجزائري ظلا دوما يلحان على استجداء اسبانيا لتحمل ما أسموه "مسؤوليتها التاريخية"  في الصحراء.

وحين تحملتها وأعلنت إسبانيا في رسالة بيدرو ساتشيز يوم 18 مارس 2022 عن موقفها الداعم للمقترح المغربي، انقلب الانفصاليون وحاضنتهم الجزائرية على اعقابهم، وسارعت الجزائر الى سحب سفيرها واصفة، في بيان رسمي لخارجيتها، موقف اسبانيا "بالانقلاب"، زاعمة بأنها لن تعيد سفيرها إلى مدريد الا بعد مراجعة إسبانيا لموقفها او خروج بيدرو سانشيز من الحكومة!.

وهاهي الجزائر بعد عشرين شهرا من سحب سفيرها دون جدوى، تعيده في نونبر 2023، دون أن يغادر سانشيز رئاسة الحكومة ودون أن تغير مدريد موقفها من الصحراء المغربية. وصدق الشاعر جرير إذ يقول: 
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا،،،،، أبشر بطول سلامة يا مربع.

لقد تكررت التهديدات في كل مناسبة تطفو فيها سيادة المغرب على الساقية الحمراء ووادي الذهب إلى السطح. وأذكر هنا بتهديد ميليشيات "ابن بطوش" بضرب رالي موناكو-دكار، نهاية 2023، وقد تأكد للعالم أن الرالي مر في أحسن الظروف وفي أمن وأمان.

وقبل ذلك كانت الجبهة الانفصالية تهدد رالي باريس-داكار قبل توقفه، ويشهد المتابعون أن أشهر رالي في العالم كان يعبر اقاليمنا الجنوبية في سلام وطمأنينة. ولا ننسى أيضا التهديدات التي اطلقتها عصابات "الرابوني" وحاضنتها الجزائرية ضد الملتقى الدولي "كرانس مونتانا " في الداخلة منذ 2015، والذي دأب على استقطاب ازيد من 2000 مشارك في الصحراء المغربية من مختلف الجنسيات والشخصيات الدولية المرموقة من عالم السياسة والاقتصاد والثقافة والفن، ومنها الرئيس الأسبق للحكومة الإسبانية وزراء خارجية اوربيون وؤساء شركات وبنوك عالمية. ورغم الحملات المسعورة التي شنتها الجزائر رسميا وبمراسلات دبلوماسية إلى الأمم المتحدة وعبر اعلامها الموبوء، لم تجن الجزائر وجبهتها الانفصالية غير رياح السموم القادمة من الصحراء المغربية. وانعقدت ملتقيات "كرانس مونتانا" الواحد تلو الآخر في ظروف وصفها المشاركون بالأفضل في تاريخ هذا الملتقى العالمي. 
لذلك يمكن ان نلخص قصة تهديدات ميليشيات تندوف بأنها اصبحت كما يقول المثل المغربي "الكلب النباح ما يعض".
 
إنها محاولة يائسة من الجزائر وجبهتها الانفصالية لعرقلة القطار المغربي السريع في الوحدة والتنمية للاقاليم الجنوبية، وإنها "صيحة في واد" غير وادي الذهب، للتشويش على الانجازات السياحية والرياضية والاقتصادية والثقافية والاشعاعية.. بل إنها كالكلبة براقش التي جنت بنباحها على نفسها وقبيلتها في الجاهلية، فمن من غباء العسكر الجزائري أن حملاته الفاشلة ضد التظاهرات والملتقيات الدولية في الصحراء المغربية، لا تزيدها  إلا إشعاعا وتعريفا بسيادة المغرب على صحرائه عكس ما يخطط له الأعداء.
 
وختاما، اظن ان ملف تصنيف "البوليساريو" منظمة إرهابية قد أصبح ثقيلا وجاهزا، فهو ملف يضم هجمات على المدنيين في سمارة، ويضم اختطاف الأطفال والنساء في السبعينيات من الصحراء لتعزيز صفوف مخيمات الذل والهوان في الجزائر، ويضم التعاون مع تنظيمات إرهابية لاختطاف متعاونين للاغاثة الدولية منهم إيطاليون واسبان من داخل تندوف سنة 2011. 

وهو ملف يضم تقاطع الجبهة الانفصالية مع جماعات الموجاو والقاعدة وداعش في الساحل، ومثال ابو الوليد الصحراوي خير شاهد على ذلك قبل اغتياله من طرف القوات الفرنسية في مالي.

كما أن مهاجمة الصيادين المدنيين خلال السبعينيات وبداية الثمانينيات قبل الانتهاء من بناء الجدار العازل شاهد إثبات ولازال ابناء الضحايا وعائلاتهم يطالبون بحقوقهم، دون أن نغفل ملفات الاختفاء القسري لازيد من 650 صحراويا لازالوا مفقودين، وتعذيب مئات آخرين في معتقلات الرابوني، والهجوم على موريتانيا وقصف عاصمتها وقتل آلاف الموريتانيين بين سنتي 1975و 1978، واخيرا وليس آخرا جرائم الاسترقاق والعبودية في المخيمات والتي وثقها صحافيان استراليان في فيلم "ستولن" الوثائقي، وتجنيد الاطفال، وتهديد المستثمرين، والتحريض على قتل المدنيين وعلى تفجير المدن المغربية عبر وسائل الإعلام التابعة لجبهة "ابن بطوش" خاصة بعد تطهير الكركرات، وغير ذلك من الأعمال التي تدخل كلها في توصيف الإرهاب وعليها مئات الشواهد والشهادات التي توثق لهذه الجرائم الإرهابية.   

لقد آن الأوان أن يصنف المغرب جبهة "البوليساريو "منظمة إرهابية، ويدعو المنتظم الدولي والدول الصديقة إلى وضعها على قوائم المنظمات الإرهابية.