الاثنين 25 نوفمبر 2024
خارج الحدود

المزارعون الفرنسيون يهددون بمحاصرة باريس

المزارعون الفرنسيون يهددون بمحاصرة باريس جانب من حصار المزارعين الذين ملأوا شوارع باريس بجراراتهم احتجاجا على تراجع عائداتهم في سنة 2015
عبر المزارعون الفرنسيون، الخميس25 يناير 2024، مجددا عن غضبهم في كل إرجاء فرنسا وهدد بعضهم حتى بمحاصرة باريس لحمل الحكومة على الاستجابة فورا لوضعهم الصعب من خلال مساعدات مالية فضلا عن تخفيض المعايير التي يؤكدون أنها تخنقهم.
وعقد رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال، الخميس، اجتماعا مع وزراء الزراعة والانتقال البيئي والاقتصاد ومن المفترض صدور أولى التدابير الجمعة.
وحذرت أجهزة الاستخبارات من أن الوقت يداهم الحكومة خصوصا وأن "النقابات قد تشهد ضغوطا كبيرة إن طالت فترة الانتظار" وكتبت في مذكرة اطلعت عليها وكالة فرانس برس "أن احتمال حصول اضطرابات في النظام العام حقيقي".
وقال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، إن "ما يحصل اليوم مع المزارعين يشكل تنبيها للمجتمع الفرنسي والاتحاد الأوروبي" مشددا على أن "مواطنينا يطمحون إلى مزيد من الحرية وإلى قيود أقل".
والخميس باشرت رئيس المفوضية الأوروبية أرسولا فون دير لايين "حوارا استراتيجيا" مع القطاع الزراعي في محاولة لتجاوز "الاستقطاب المتنامي حول المسائل المتعلقة بالزراعة" على خلفية تظاهرات في بلدان أوروبية مختلفة.
ويأتي هذا لاجتماع المنتظر منذ شتنبرالماضي، فيما التحركات التي تشمل قطع طرقات سريعة ومواكب جرارات زراعية، تتصاعد وتطال فرنسا وألمانيا ورومانيا وبولندا وتحتج خصوصا على المعايير البيئية والواردات التي تحترم معايير المنافسة العادلة في الاتحاد الأوروبي.
في فرنسا اقتحم مزارعو دوالي صباح الخميس أبواب مستودعين لتجار بالتجزئة قرب بيزييه في جنوب شرق فرنسا بعدما أضرموا النار في الواح خشبية في باحة تاجر نبيذ كبير على ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وضم الموكب حوالى 80 جرارا زراعيا وشاحنة.
وأقام المزارعون 77 نقطة تعطيل لحركة السير في أرجاء فرنسا وفق تعداد لنقابة FNSEA الرئيسية. ودعا فرع هذه النقابة في منطقة باريس وجمعية "المزارعون الشباب" الأعضاء في صفوفها إلى التجمع الجمعة "على محاور الطرقات الرئيسية حول العاصمة".
وأكد أرنو غايو رئيس جمعية "المزارعون الشباب" أن "الكرة في ملعب الحكومة التي ينبغي عليها العمل على تجنب شلل في البلاد. كلما تركوا الوضع يعتمل زاد خطر (حصول تجاوزات)".
ورفعت هاتان النقابتان مساء الأربعاء الى رئيس الوزراء قائمة تضم 140 مطلبا تراوح بين توفير مساعدات فورية وتخفيف بعض المعايير البيئية.
وفي مؤشر إلى رفض المزارعين الفرنسيين للمنافسة الأجنبية التي غالبا ما يعتبرونها غير عادلة، أوقف متظاهرون "شاحنات أجنبية وأفرغوها وغالبيتها إسبانية ومغربية وبلغارية" في إحدى الطرق قرب موتيليمار في جنوب شرق البلاد على ما أفادت ساندرين روسات رئيسة نقابة FDSEA في منطقة دروم، وكالة فرانس برس.
وفي منطقة جيرس في جنوب غرب فرنسا، أفرغ مزارعون ثماني شاحنات محملة بالتراب والحصى وجذوع وأغصان أشجار ونشروها على عشرات الأمتار على طريق سريع.
وتقترب تحركات المزارعين من باريس كذلك مع عملية لإبطاء حركة السير بمشاركة جرارات غرب العاصمة.
وأصدر وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارماران مساء الأربعاء تعليمات إلى قادة الشرطة لاعتماد "الاعتدال" طالبا منهم أن يكون تدخل القوى الأمنية "الملاذ الأخير".
بدأت احتجاجات المزارعين في جنوب غرب البلاد الأسبوع الماضي وراحت تتسع مع دعوة الاتحاد الزراعي العام وهو ثالث نقابات المزارعين اليساري النزعة ألى التعبئة.
وتطلب نقابة FNSEA "أجوبة فورية بشأن الأجور" من بينها مساعدة عاجلة "للقطاعات المأزومة أكثر من غيرها"، وعلى المدى الأطول، إطلاق "ورشة لتخفيف المعايير" المفروضة.
ويواجه المزارعون ومربو المواشي الصعوبات ذاتها وهم منقسمون بين رغبتهم بالإنتاج وضرورة خفض التداعيات على التنوع البيولوجي والمناخ لكن مطالبهم متنوعة جدا من بينها هوامش ربح شركات التوزيع الكبرى والمبيدات الحشرية والمعايير البيئية والتراخيص الإدارية وسعر المحروقات...
ويمكن اتخاذ تدابير فورية مثل تخفيضات على وقود الجرارات. وقد أوصى نواب في تقرير الأربعاء "بتحديد أسعار دنيا للمنتجات الزراعية".