يبدو أن المقابر أضحت موعدا قارا للسياسيين والحقوقيين والإعلاميين وفعاليات مدنية أخرى..
لم تختلف أجواء تشييع جنازة عبد العزيز بنزاكور، عن باقي جنائز مجايليه حقوقيا، أحمد حرزني وقبله شوقي بنيوب.. حضرت جميع الأطياف الحقوقية والسياسية والمدنية في جنازة بنزاكور، عصر الاربعاء 3 يناير 2024، بمقبرة الغفران بالدار البيضاء، وحضر المسؤولون القضائيون في مقدمتهم الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية ورئيس النيابة العامة، وجمع غفير من المحامين يتقدمهم نقباء عدد من الهيئات، وهم يرتدون بدلاتهم التي حولت الفضاء إلى سواد يعبر عما يخالجهم من حزن لفراق نقيب كان يعلمهم ويشد بأيديهم بين سنتي 1983 و1985، وبنفس التوهج استغل الراحل رئيساً لجمعية هيئات المحامين بالمغرب (1986، 1989)، وزاد في مساره القانوني والترافعي مسؤوليته رئاسة الاتحاد الافريقي للمحامين بين سنتي 1988 و2002، ولأنه كان رجل حقوقيا بامتياز فقد كان من مؤسسي هيئة الإنصاف والمصالحة وقبل ذلك المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، ليتوج مساره الحقوقي والقانوني بمسؤوليته وسيط المملكة بسن 2011 و2018.
لم تختلف أجواء تشييع جنازة عبد العزيز بنزاكور، عن باقي جنائز مجايليه حقوقيا، أحمد حرزني وقبله شوقي بنيوب.. حضرت جميع الأطياف الحقوقية والسياسية والمدنية في جنازة بنزاكور، عصر الاربعاء 3 يناير 2024، بمقبرة الغفران بالدار البيضاء، وحضر المسؤولون القضائيون في مقدمتهم الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية ورئيس النيابة العامة، وجمع غفير من المحامين يتقدمهم نقباء عدد من الهيئات، وهم يرتدون بدلاتهم التي حولت الفضاء إلى سواد يعبر عما يخالجهم من حزن لفراق نقيب كان يعلمهم ويشد بأيديهم بين سنتي 1983 و1985، وبنفس التوهج استغل الراحل رئيساً لجمعية هيئات المحامين بالمغرب (1986، 1989)، وزاد في مساره القانوني والترافعي مسؤوليته رئاسة الاتحاد الافريقي للمحامين بين سنتي 1988 و2002، ولأنه كان رجل حقوقيا بامتياز فقد كان من مؤسسي هيئة الإنصاف والمصالحة وقبل ذلك المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، ليتوج مساره الحقوقي والقانوني بمسؤوليته وسيط المملكة بسن 2011 و2018.
![](https://anfaspress.com/manager/photos/shares/محمد بوازرو/WhatsApp Image 2024-01-03 at 18.56.31.jpeg)
جميع من سألتهم جريدة "أنفاس بريس" شهاداتهم في حق الرجل الراحل، أكدوا أنه كان فريدا من نوعه، رجل مواقف، رجل وطنية، ورجل حقوق الإنسان، عاش للوطن ومات من أجل الوطن..
ففي كلمته التأبينية على قبره، أكد محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية في شهادته في حق الفقيد عبد العزيز بنزاكور، الذي كان يشغل عضو مجلس رئاسة الحزب، أن حياة هذا الأخير كانت "حافلة بالعطاء والنضال والكفاح، بقوة وهدوء والتزام وتواضع ونكران للذات، بما جعل الراحل فعلاً من القامات الوطنية البارزة عن جدارة واستحقاق".
![](https://anfaspress.com/manager/photos/shares/محمد بوازرو/WhatsApp Image 2024-01-03 at 18.56.33.jpeg)
واضاف بنعبد الله في شهادته في حق الراحل بنزاكور: "على كل الواجهات التي ناضلتَ من خلالها، بما تحمله كلمة النضال من مَعَانِ نبيلة وسامية، وفي كل الفضاءات التي مررت منها، أبليت البلاء الحسن، وتركت بصمات لن تُمحى، ونقشت في نفوس كل من عاشرك، أو ناضل أو اشتغل إلى جانبك، من دون استثناء، أثراً طيباً وذكريات أجمل..
فكلما ذكر اسمك في محفل، يا فقيدنا سي عبد العزيز بنزاكور، وفي أي فضاء، لا تُسمَعُ سوى عبارة "الله يعمرها دار"
وفي صفوف حزبك، لم يكن الأمر مختلفاً، إذا حظيت طوال مسارك النضالي بتقدير خاص من قبل جميع رفيقاتك ورفاقك من كافة الأجيال، لما تحليت به من أخلاق فاضلة، وما تميزت به من كفاءة عالية، وما تشهد لك به جميعاً من وفاء عميق لتوجهات الحزب وتشبث قوي بمبادئه.
![](https://anfaspress.com/manager/photos/shares/محمد بوازرو/WhatsApp Image 2024-01-03 at 18.56.32.jpeg)
وسيظل حزبك، يحفظ لك أنك كنت مناضلاً من الطراز العالي، منذ التحاقك بصفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وبالحزب الشيوعي المغربي في بدايات الستينات من القرن الماضي. وكنت نموذجاً في التطوع والجرأة والشجاعة والمسؤولية والبذل، ومثالاً في الاتزان ومكارم الأخلاق، ونُبل القيم وتحملت مسؤوليات حزبية متعددة باقتدار جعلك دائماً قيمة مضافةً لنضالنا الحزبي.
![](https://anfaspress.com/manager/photos/shares/محمد بوازرو/WhatsApp Image 2024-01-03 at 18.56.32 (1).jpeg)
ولم تتغير يا رفيقنا، ولم تتبدل، ولم تُبدّل تبديلاً. وبقيت على نفس الظاهر الصريح والباطن النقي. وهكذا عرفك كبار قادة حزبنا، وكذا كبار قادة الحركة الوطنية، لكن أيضاً هكذا قدمت خدمات جليلة للوطن من مواقع رسمية عديدة.
وحِينَ وَلَجْتَ، عن حب واقتناع واختيار، إلى مهنة المحاماة، ما لبثت أن تفوقت فيها وتميزت في دروبها، ونجحت نجاحاً باهراً في أن تشق طريق التألق المهني، لتصبح واحداً من خيرة المحامين المغاربة، ليس على صعيد مدينة الدار البيضاء فحسب، ولكن على المستوى الوطني. فصنعت لك ولمكتبك اسماً وصيتاً مهنيا بارزين صحبة رفيق الدرب والنضال الرفيق حميد الحبابي. هكذا، تحملت بتألق مسؤوليات مهنية كبيرة..
ولأنك من طينة الكبار، ومن معدن إنساني أصيل، وتجري في دمائك رسالة إقرار الحرية والحق والعدل والديموقراطية، فإنه لم يحد بك نجاحك المهني عن طريق النضال. فدافعت، بلا أدنى
تردد، عن البسطاء والمقهورين والمستضعفين والمظلومين واستجبت عن شهامة وإيمان، دوماً وبالخصوص، إلى طلبات حزبك في هذا المضمار. كما دافعت عن المعتقلين السياسيين الذين كانوا ضحايا الممارسات التعسفية والمحاكمات السياسية في زمن الجمر والرصاص.
هكذا تقاطعت في مسيرتك المشهود بتميزها من طرف الجميع، مسارات النضال السياسي والنضال المهني والنضال الحقوقي، من منطلق تطلعك نحو الإسهام في تغيير الأمور نحو الأفضل في وطنك المغرب الذي أحببته بلا حدود وحتى النخاع.
ولذلك كان من الطبيعي أن تَخُطُّ على الواجهة الحقوقية، نضاليا ومؤسساتيا، رصيداً قَلَّ نظيره، فكنتَ أحد مؤسسي المنظمة المغربية لحقوق الإنسان. كما تَحَمَّلَت مسؤوليات رسمية متعددة من بينها رئاسة مؤسسة الوسيط، وعضوية المجلس الأعلى للسلطة القضائية، وعضوية المجلس الاستشاري ثم المجلس الوطني لحقوق الانسان، وعضوية هيئة الإنصاف والمصالحة، وعضوية هيئة التحكيم المستقلة لتعويض ضحايا الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي وعضوية اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، وعضوية الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، وعضوية المجلس الإداري لجامعة الحسن الثاني عين الشق، وغير ذلك من الإسهامات القيمة التي كانت لك في فضاءات كثيرة بصمت فيها كلها على مسار حافل جسدت خلاله نموذجاً للمناضل الملتزم والمثقف الكفء، والمدافع الأمين عن حقوق الوطن والشعب وعن قضايا الديموقراطية وحقوق الإنسان ببلادنا.."
هكذا رثى بنعبد الله رفيقه في النضال الحزبي، عبد العزيز بنزاكور، لينصرف الجميع تاركين الراحل يقضي ليلته الأولى عند مليك مقتدر.