تجنبا لسيناريوهات مشابهة لما بات يعرف بفضيحة اسكوبار الصحراء والتي تورط فيها رئيس جهة الشرق واخوه وصهره النائب البرلماني السابق عن حزب الأصالة والمعاصرة بالإضافة إلى العديد من رجال الأعمال في انتظار طبعا منطوق الأحكام القضائية النهائية.
على ضوء ذلك ألا يمكن نهج سياسة الوقاية أفضل من العلاج وبالتالي التقصي والتحري في العديد من الثروات التي هي بحوزة منتخبين عمروا طويلا في المجالس الإقليمية والجماعية والجهوية وراكموا بالتالي ثروات هائلة رغم انهم كانوا إلى الأمس القريب لا يملكون شيئا.
وفي هذا السياق وجب التذكير بفضيحة ما بات يعرف بـ "بزرة البستان" التي فجرها مستشار بجماعة وجدة في دورة عادية للمجلس حين صرح وأمام الملأ " كلشي كيدي البزرة من البستان" وتجزئة البستان كانت اراضي تابعة لجماعة وجدة تم تفويتها بطريقة طرحت العديد من التساؤلات لمن فوتت؟
ما الغرض من التفويت؟ وماذا جنت الجماعة من وراء التفويت ؟ثم لا ننسى كذلك الطريقة التي فوتت بها حامات بنقاشور والعديد من المرافق العمومية في الوقت الذي ازدادت فيه الضائقة المالية على جماعة وجدة واضحت جماعة تسيير لا غير مهمتها صرف رواتب الموظفين ام اصلاح الطرقات وعلامات التشوير وحتى صباغة ممرات الراجلين فهي من سابع المستحيلات ؛ بل انها عجزت حتى عن تأدية فواتير الكهرباء للمكتب الوطني للكهرباء وهو ما دفع هذا الأخير وفي سابقة من نوعها الى قطع التيار الكهربائي على المقر الرئيسي لجماعة وجدة .هذا الإفلاس المدقع للجماعة يقابله طبعا فيرمات وفيلات فخمة وعقارات هنا وهناك ثم مقاهي فاخرة لمنتخبين عاثوا في الارض فسادا وشوهوا الانتخابات باستعمالهم للمال الحرام وشرائهم للذمم ثم استغلالهم للأطفال في الحملات الانتخابية بأحزمة البؤس في الاحياء الهامشية التي كانت تعتبر خزانا للأصوات الانتخابية .وبما ان مطلب تجريم الاثراء الغير مشروع عارضه وزير العدل عبداللطيف وهبي فإنه شكل مدخلا للإفلات من العقاب وشجع هؤلاء على ارتكاب العديد من الجرائم الاقتصادية في حق ساكنة الجهة الشرقية التي جنت ثمار ذلك باحتلالها للمرتبة الاولى في عدد العاطلين عن العمل وبتهور شبابها وشابتها في امتطاء قوارب الموت للهروب الى الضفة الأخرى املا في مستقبل امن . لنخلص إلى وجوب تفكيك العلاقة المشبوهة بين السلطة والثروة والفساد واستغلال النفوذ من أجل إعادة الاعتبار للعمل السياسي واسترجاع المواطن لثقته في دولة المؤسسات عوض تركه لقمة سائغة لوجبات اليأس والاحباط المؤدية أما الى الانحراف او التطرف.
عزيز الداودي، نقابي وحقوقي