أيها الرئيس المبجل على رأس هرمك العاجي الذي رسمته لنفسك، خذها مني ولا تأخذها علي، فالشكر والامتنان لن ينقصا من هيبتك أنملة.
تزور البلدان للمشاركة في التظاهرات الرياضية فتلقى الترحيب من الجميع. يتجند المسؤولين المحليين قبل مواطنيك لتحظى بالاستقبال اللائق والحفاوة والتشجيع. فبما ترد على نبل وأخلاق مضيفيك؟ بالشكر والامتنان؟ طبعا لا لأن أخلاق رسول الله (ص) لم تصلك بعد ولعلها تنقص من هيبتك. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أعطي عطاء فوجد فليجز به، ومن لم يجد فليثن فإن من أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر، ومن تحلى بما لم يعطه كان كلابس ثوبي زور".
معالي الرئيس الأعظم، رسالة شكر موقعة لكل من ساندك واحتضنك وترك عمله وأسرته ومآربه ليهتف لك بالمجان ويصرخ باسم ناديك حد الثمالة وغالبا ما يجر خيبة الأمل عند كل هزيمة ولكنه يظل وفيا لمواعده معك. ألا يستحق مجرد رسالة شكر يتيمة تنشر على صفحة فايسبوك التابعة لناديك الرياضي حتى لا نكلفك ميزانية إرسال هذه الاعترافات بمجهود هؤلاء "الأغبياء في نظرك"؟
معالي الرئيس، مسؤولو البلد الذي يستضيفك وجالية بلدك ليسوا مدينين لك بشيء حتى تعاملهم بإجحاف وبقلة أدب لأن عدم شكرهم كما تنص عليه الأعراف شيمة من شيم الرياضي المتخلق.
حضرت مشاركات للأندية مغربية في دول إفريقيا إذ بمجرد العودة لأرض الوطن دون توديع الجماهير والمسؤولين، يقلبون الصفحة ويتناسون ان هناك أناس ينتظرون فقط رسالة شكر وامتنان لحسن الضيافة والدعم.
سيدي الرئيس، الدعم المعنوي أقوى من المادي. فأنت تدفع أجور لاعبيك وفي أغلب الأحيان مأكلهم ومشربهم لكنك لا تدفع تذاكر دخول "الأغبياء" الذين خصصوا لك ولفريقك وقتا اقتطعوه من عمرهم وأنت بسوء خلقك هذا أثبتت لهم عدم أحقيتك بمجهودهم.
رسالة شكر لن تكلفك درهما واحدا لأنك لا تدفع شيء من جيبك او من ميراث والديك، ولو أردت التقشف فانقص من عدد ضيفاتك وقنينات النبيذ التي تحتسيها للتخطيط لمقابلة الغد او لتشكو نقصة الدعم رغم جهود السفارات المغربية والجالية لتوفير أفضل الظروف للاعبيك.
سيدي الرئيس، انتظر منك إشارة لتكون السباق لتربية زملائك على فضيلة الشكر والامتنان لهؤلاء "الأغبياء" الذين استقبلوك بحفاوة.
أثبت أنك فعلا ممثلا للرياضة الوطنية وسفيرا لأخلاق المغاربة واعترافهم بالجميل.