الجمعة 7 فبراير 2025
سياسة

وليد كبير: ما قام به النظام الجزائري من طرد للمغاربة مأساة تتطلب جبر الضرر والاعتذار 

وليد كبير: ما قام به النظام الجزائري من طرد للمغاربة مأساة تتطلب جبر الضرر والاعتذار  وليد كبير وهواري بومدين (يسارا)
اعتبر وليد كبير، الإعلامي الجزائري، لـ"الوطن الآن" و"أنفاس بريس"، أن طرد النظام الجزائري لعشرات الآلاف من المغاربة من الجزائر في عام 1975، خطية كبرى ارتكبها نظام هواري بومدين:
 
هي مأساة وفاجعة وخطيئة ارتكبها النظام الجزائري في شتاء 1975، في حق عشرات الآلاف من المغاربة الذين رأوا النور في الجزائر ومنهم من قضى عقودا بهذا البلد، والذي كان دوما يرفع شعارا ضد هيمنة المحتل ومع تحرر الأرض والشعوب، وحينما حرّر المغرب صحراءه قام بترحيل أو طرد أو تهجير قصري للمغاربة المقيمين على أرض الجزائر، المغاربة الذين ضحوا بالغالي والنفيس وشاركوا مع آبائنا وأجدادنا في معركة التحرير من أجل نيل استقلال الجزائر.
ما قام به النظام الحاكم في الجزائر هي جرائم ضد الإنسانية خلال أيّام عيد الأضحى المبارك من تلك السنة الكئيبة، وطرد المغاربة من بيوتهم وترحيلهم نحو الحدود المغربية الجزائرية.
وبكل صراحة هو جرم شنيع مرتكب في حق الإنسانية.
وأنا بصفتي كجزائري أشعر بالخجل مما ارتكب باسم الدولة الجزائرية في حقّ المغاربة المقيمين على أرض الجزائر.
اليوم، مطلوب إعادة تحريك هذا الملف على مستوى المنطقة، وهو مايتعين:
1 - اعتبار هذه الجريمة أو هذا النّوع من الجرائم لا يسقط بالتقادم؛
2 - يعتبر وسيلة ضغط على النظام المذكور للتوقف عن حماقته في المنطقة من الجانب السياسي؛
3 - يشكل ضغطا على نظام الذي لا يمتلك الشجاعة الكافية للاعتراف بالجرائم المرتكبة في حقّ المغاربة، انتقاما للمغرب الذي حرّر صحراءه.
وبالتّالي أدافع بشدة، وأطالب بأن يشتغل الجميع من أجل فضح هذه الجرائم والممارسات على المستوى الدولي، وجرّ هذا النظام ومقاضاته من قبل المغاربة الذين تم طردهم من أجل نيل حقوقهم.
وبصفتي مناضلا من أجل بناء دولة مدنية ديموقراطية، يتعيّن علينا نحن الجزائريين الرافضين لطرد المغاربة من الجزائر أن نعد المغاربة بأنّنا سنجبر بخاطرهم، وأنّنا سنعوض كل مغربي ومغربية طردوا من الجزائر بشكل تعسّفي آنذاك. وأنّنا عند بناء دولتنا الجزائرية سنعتذر بشكل رسميّ، مما ارتكب باسمها في شتاء سنة 1975، وأن نعمل من أجل تعويضهم ماديا ومعنويا، لأنّنا نتطلع ونناضل من أجل دولة مدنية ديمقراطية تعنى بالأساس بحقوق الإنسان.