السبت 27 يوليو 2024
خارج الحدود

الحرس الوطني الأمريكي.. ماكينة قمعية لإخماد انتفاضة السود وسحقهم

الحرس الوطني الأمريكي.. ماكينة قمعية لإخماد انتفاضة السود وسحقهم

أن تلجأ الإدارة الأمريكية إلى إخراج الحرس الوطني لإخماد انتفاضة حضرية، فمعنى ذلك أن الوضع جد مقلق ومنفلت من السيطرة.هذا ما حدث في ولاية ميزوري، التي استعان فيها حاكم الولاية بقوات الحرس الوطني لقمع انتفاضة السود الذين يحتجون منذ أزيد من أسبوع على قتل شاب أسود من طرف البوليس المتهم بالعنصرية. الحرس الوطني تحول إلى ماكينة لسحق السود فقط، فأمريكا اعتمدت على الحرس الوطني لقمع السود في اركنساس عام 1957، ولقمعهم في لوس انجلس عام 1964،ولسحقهم في واشنطن عام 1968، ولقتلهم في اوهايو عام 1970 (سقط آنذاك 4 قتلى)،وتجدد استعمالهم لمواجهة تمرد السود في لوس انجلس عام 1992. وهاهي أمريكا- في عهد رئيس أسود (ياللمصادفة)- تلجأ إلى هذه الماكينة القمعية لإسكات احتجاج السود المنتفضين في مدينة فيرغسن بولاية ميزوري. وكالة "أ.ف.ب" كتبت ورقة عن الحرس الوطني ندرجها فيما يلي:

 

"يشكل الحرس الوطني شبكة عريقة من الاحتياطيين  تعود إلى عدة قرون ولعبت مرارا دورا حاسما في مدن أميركية كبيرة شهدت اضطرابات أو كوارث طبيعية أو في الخارج كما وقع في العراق وأفغانستان.
والوحدات التي وصلت الاثنين الى ميزوري (وسط) لمساعدة الشرطيين في شوارع فرغسن  المتوترة، هي آخر نقطة ساخنة ينتشر فيها الحرس الوطني.
لعب الحرس الوطني أدوارا هامة في عدة مناسبات من مساعدة ضحايا الإعصار كاترينا  في نيو أورلينز في 2005 ،إلى تنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب في الخارج أو مواجهة  متظاهرين يعارضون الحرب خلال السبعينيات.
وتعود جذوره الى فترة سبقت ولادة الولايات المتحدة عندما تشكلت ميليشيات في  القرن السابع عشر لمكافحة البريطانيين. وحصلت تلك القوات على مزيد من الصلاحيات  عبر الدستور وحارب العديد من عناصرها خلال الحرب الأهلية والحرب العالمية الأولى وغيرها من النزاعات.
وفي 1933 جمع الكونغرس تلك القوات في نظام وطني يشبه قاعدة عسكرية احتياطية.
ويضم الحرس الوطني اليوم 460 ألف رجل معظمهم من الاحتياط ويعملون في الأيام  العادية  أساتذة ومزارعين ومهندسين... لكنهم يلتزمون الخدمة "في عطلة نهاية أسبوع  في الشهر وأسبوعين في السنة". لكن هؤلاء الاحتياطيين استدعوا بأعداد كبيرة منذ 11  ايلول/سبتمبر 2001 في مهمات تدوم أحيانا سنة كاملة، وتطور دورهم وأصبحوا لا يشكلون  فقط قوة احتياطية فحسب بل قوة عملياتية في المعركة.
وقام أكثر من سبعين ألف رجل منهم بمهمات في أفغانستان والعراق وقتل 497 من  الحرس الوطني في "الحرب على الارهاب".
وقال تشارلز دانلاب ، مدير مركز القانون والاخلاقيات والأمن والوطني في كلية  الحقوق في جامعة ديوك، أن "العديد من عناصر الحرس الوطني قضوا نفس الوقت في الخدمة  الفعلية منذ 11 شتنبرإلى حد أنه لا يمكن تقريبا أن تفرق بينهم وبين الجنود العاديين من حيث الكفاءات العسكرية".
وحتى الحرس الوطني ذاته فإنه يشدد على كون وحداته مهيئة للحرب.
وقال ريك برايتنفيلتد ،الناطق باسم الحرس الوطني، أن "تقنيات الحرب والتجهيزات  الضرورية لكتيبة مقاتلة من أجل تحقيق نتائج في أفغانستان تسمح أيضا بمواجهة كارثة  طبيعية في الولايات المتحدة".
وثبتت تلك الكفاءات في 2005 عندما اجتاح الاعصار كاترينا لويزيانا (جنوب)  وانتشر هناك أكثر من خمسين الف من رجال الحرس الوطني أتوا من خمسين ولاية في ما شكل أكبر ساحة عمليات في تاريخ الأراضي الاميركية.
وأنجزوا مهمات بحث وإغاثة وتنظيف الطرق وتوزيع الطعام ومساعدة أجهزة الشرطة  على استعادة النظام بعد أن زرع الاعصار الفوضى في نيو أورليانز.
وقبل ذلك بسنوات كانت تلك الوحدات اكتسبت شهرة خلال المواجهات من أجل الحقوق  المدنية. وفي 1957 استعمل حاكم اركنسو (جنوب) عناصر الحرس الوطني لمنع الطلاب السود من دخول الثانوية المركزية في ليتل روك.
وعكس الرئيس دوايت ايزنهاور الأوامر باضفاء النظام الفدرالي على الحرس الوطني  في اركنسو وباستعماله عكس ذلك لإنهاء التمييز العنصري في المدارس.
 كذلك ساعد الحرس الوطني في استعادة الهدوء خلال اضطرابات لوس انجليس في 1964،  وواشنطن في 1968 بعد اغتيال مارتن لوثر كينغ، وفي 1992 أيضا في لوس انجليس بعد  اضطرابات عرقية.
وشهد الحرس الوطني أحلك ساعاته في 1970 عندما قتل عناصره أربعة طلاب عزل من  جامعة كنت في اوهايو كانوا يحتجون على الحرب في فيتنام.
وشدد دانلاب على أن الحرس الوطني سيلعب في فرغسن دور السند وسيمتنع عن تأجيج  التوتر بين الأعراق."