الخميس 18 إبريل 2024
مجتمع

الحمامات الرملية بزاكورة تجذب 4000 مريض بالروماتيزم

الحمامات الرملية بزاكورة تجذب 4000 مريض بالروماتيزم

تنتشر بمدار مدينة زاكورة، وعلى بعد حوال400 متر على الطريق المؤدية إلى المطار، سلسلة من الحمامات الرملية أو الرمال الاستشفائية كما يسميها البعض. فمنذ سنة 2000، ومع بداية كل شهر يوليوز تفتح هذه الفضاءات أبوابها في وجه مرضى الروماتيزم الذين يأمونها من مختلف أنحاء المغرب. هذه الحقول والأكوام الرملية لم تعد مجرد محطة سياحية ثانوية يقصدها زوار المنطقة للاستجمام بالطبيعة الصحراوية، بل تحولت إلى ما يشبه "العيادة الطبية التقليدية" التي توفر لزوارها بعض الخدمات العلاجية بطرق تقليدية بسيطة تقوم على أساس الدفن داخل الحفر الرملية بعد عملية تدليك بدهون طبيعية ك "السمن الحار".

هذه الطريقة العلاجية التي يقول بخصوصها مصدر طبي التقته " أنفاس بريس" بزاكورة، من الواجب على المريض  قبل اللجوء إلى هذه الحمامات زيارة طبيب. مضيفا أن هذه الرمال محرمة على مرضى الكلي وكل الذين يعانون من أمراض القلب، مؤكدا في الوقت نفسه على أن هده الحمامات لها مفعولها ضد أمراض الروماتيزم خصوصا المفاصيل. كما شدد المصدر الطبي على ضرورة خضوع المريض للمراقبة  أتناء عملية الدفن التي حدد مدتها في 15 دقيقة. وهي التعليمات التي يلتزم بها  المشرفون على هذه الحمامات حيث  يقول (م.ح) لا نقبل إلا الذين يتوفرون على  شواهد طبية تؤكد خلوهم من أمراض القلب والكلي.

وقد صادف زيارة "أنفاس بريس" لهذه العيادات الرملية الاستشفائية وجود العشرات من الزوار.وفي هذا الصدد، يقول متقاعد قادم من الدار البيضاء:" أزور هذه الحمامات وأستفيد من حصصها العلاجية منذ افتتاحها سنة 2000 وقد شفيت من مرض المفاصيل ولم أعد أتناول أية أدوية كيماوية." الزائر لهذا المكان يشاهد عشرات الأجساد البشرية نساء ورجالا مغمورين داخل الأكوام الرملية لا يرى منها إلا الرؤوس تحت شمس لاهبة أملها التخلص من أمراض الروماتيزم.

أحد المسؤولين على هذه الحمامات كشف لنا بأنه منذ افتتاح هذه العيادات الرملية  قام أكثر من 4000 شخص بزيارتها.وأضاف بأن الزائرين ينحدرون من مختلف المدن المغربية، خصوصا الدار البيضاء والرباط وطنجة وأسفي والجديدة وأصيلة وإفران وأزرو والخميسات... إضافة إلى بعض عناصر الجالية المغربية بالدانمارك وهولندا وألمانيا وسويسرا. وأضاف محاورنا بأن هذه الوحدة التي يسيرها يشتغل بها خمسة أفراد، 3 ذكور مكلفين بالجناح الخاص بالرجال وامرأتين مشرفتين على  النساء.

 فكل شيء بهذه الحمامات يحمل ملامح البساطة والتقاليد المحلية حيث الخيام الصحراوية المجهزة بأفرشة محلية ومتوفرة على الماء الشروب والتي يلتجئ إليها المريض بعد كل عملية دفن داخل الرمال للاستظلال من حرارة شمس تتجاوز 45 درجة. وغير بعيد عن هذه الرمال  تنتشر العشرات من أصناف  الفنادق الفخمة منها وغير المصنفة، إضافة إلى مطاعم تقليدية مخصصة في الأكلات المغربية. وللتذكير فعلى امتداد فصل الصيف يخلق زوار الحمامات الرملية بمدينة زاكورة حركة تجارية لا تنتهي إلا مع بداية شهر شتنبر مما يخلق ارتياحا لدى أصحاب الفنادق و كافة أصحاب المقاهي و المحلات التجارية بزاكورة.