الصديق معنينو يوم الخميس 16 أكتوبر 1975، ألقى الحسن الثاني خطابه التاريخي المعلن عن تنظيم المسيرة الخضراء..... من بين ما أثار انتباهي منذ خمسين سنة، رغبة الملك في مشاركة خمس وثلاثين ألف من المتطوعات..... رأيتُ في ذلك مجازفه لكن الواقع أكد أن عدد المسجلات في اليوم الأول وصل إلى مائة وواحد وسبعين ألف متطوعة.
في المخيمات
في مخيمات المسيرة ساهمت المرأة في النشاط التربوي والثقافي والترفيهي... رأيت سيدات من مدن محافظة كشفشاون وتازة وبركان... وأخريات من قمم الأطلس وسفوحه في تافيلالت... رأيتهن يكتشفن البحر ويغامرن يوضع أقدامهن في مياه المحيط.
حافيات
يوم العبور، وأنا أسجل ربورتاج التحرك، يوم الخميس 6 نونبر 1975 رأيت نساء من تافيلالت حافيات، محملات بأكياس يخترقن الأسلاك الشائكة ويزحفن عشرين كيلومتر إلى أن وجدن أنفسهن قبالة الجيش الإسباني... المسيرة حرّرت الصحراء وفتحت آفاق أمام المرأة المغربية.
صباح الأحد
تبللت عيناي صباح الأحد 10 شتنبر 2023، حين شاهدت نساء المغرب، مجندات ومتطوعات، يحملن الأكياس المليئة بكل متطلبات منطقة الحوز المنكوبة ... كن سعيدات... يعملن مسرعات للتطوع وهن يملأن شاحنات التضامن... شاحنات المسيرة وشاحنات الحوز مفخرة لمغرب الصمود...
الباكالوريا
الخامس يوم تذكرت فوراً بداية الاستقلال وشابة مغربية تحلّق فوق رؤوسنا في مسجد حسان قبل خطاب محمد 18 نونبر 1955... هي توريا الشاوي... إنها استثناء... ذلك أن الاستعمار الفرنسي منع المرأة المغربية من التعلم... واكتفى بوضع بضع مئات في أندية للخياطة والطّرز... عند الاستقلال كان عدد المغربيات الحاصلات على البكالوريا لا يتعدى أصابع اليد الواحدة ....
الرجل والعكاز
وجاء الاستقلال بعد مشاركة المرأة المغربية في التحرير حيث تكاثرت حكايات الدعم المادي والمعنوي لخلايا المقاومة... كانت بلادنا في ذلك الزمان تتحرك على رجل واحدة.. اليوم مغرب السادس يمشي على رجلين... وصورة الملك وهو يستقبل أمهات أبطال قطر، رسالة على العناية الملكية بالأم... مصدر الحياة والأمل .....
نداء الواجب
جاء الزلزال لتبرز من جديد المرأة المغربية مؤمنة وملحاحة... أنيقة ومتحركة... هي الأم والأخت والجدة... تحركت في إطار نخوة وطنية لتخفيف آلام الأم والأخت والجدة في جبال الأطلس... هنيئاً لمغرب قوي برجاله ونسائه وبقدرته على التعبئة تلبية لواجب إنساني.
