الراسخ لدى الأغلبية من الناس، أن المرأة هي التي تتعرض للعنف وهي الطرف الضعيف والمتضرر دائما، لكن لعبد الفتاح البهجاجي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجال، رأي أخر لاسيما أنه يدافع بشراسة عن فكرة أن الرجل يتعرض للعنف كما هو الحال مع النساء، إلا أنه للأسف لا يتم تسليط الضوء على الموضوع ويتم إهماله.
حرقة الدفاع عن الرجل، وتسليط الضوء على قضيته، دفعت عبد الفتاح بهجاجي وثلة من أصدقاءه من الفاعلين الجمعويين، إلى إنشاء الشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجال، على غرار الجمعيات التي تدافع على حقوق المرأة.
وأعتبر عبد الفتاح البهجاجي، الذي حل ضيفا على برنامج (ضيف وقضية) في قناة "أنفاس بريس"، بأن الحركة النسائية أسمعت صوت المرأة المغربية وعبرت عن مشاكلها وكل ما يخصها، في حين أن الرجل ليس له صوت مدني أو جمعوي يدافع عن مشاكله، لاسيما مع صدور مدونة الأسرة.
فمع تنزيل بنود المدونة –يضيف بهجاجي- برزت مشاكل كثيرة، الشيء الذي أسهم في تأسيس الشبكة للتعريف بالعنف ضد الرجال.
وقال بهجاجي، أن العنف متأصل في المجتمع، والمدرسة والشارع. ولا يقتصر فقط على الأسرة، وأن المشكل في غياب الحوار وفي غياب التربية على الحياة الأسرية هو غياب الوعي لذى شريحة واسعة من الناس، خصوصا أن الوضع النفسي للزوجين، هو الميزان الذي يحدد طبيعة العلاقة بينهما، فعند زواج الرجل والمرأة لا يخضعان لكشف صحي نفسي، لتدارك مدى الأزمات النفسية التي يعاني منها كل واحد منهم.
وأكد بهجاحي أن العنف لا ملة له وليس له شكل محدد بل يمتد لما هو جسدي ونفسي، فعندما يحرم الرجل بعد الطلاق من زيارة المحضون، ويتم منعه، فهذا في نظر عنف يمارس على الرجل، خاصة وأنه ملزم للجوء إلى المساطر القانونية الطويلة والمعقدة، من أجل رؤية أبنائه.
وشدد بهجاجي قائلا: "بالله عليك راجل ما خدامش كا تحكم عليه المحكمة بواحد القدر معين وملي كا تحكم عليه ماعندوش ما خدامش"، مسلطا الضوء على غياب دور صندوق التكافل الاجتماعي في إعانة الرجل في أداء النفقة للزوجة وهذا يندرج ضمن العنف القانوني، الذي يستدعي تدخل الدولة لإيجاد حل لهذا الوضع.
وأكد ضيف برنامج (ضيف وقضية)، أنه مع الوقت بدأ الرجال يلجؤون للشبكة، لتقديم الشكايات عن العنف الذي يتعرضون له، بعدما كان الرجل يخشى على كرامته وهيبته ولا يعترف بضعفه ومعاناته، كما أن الخطأ الذي ترتكبه بعض الأصوات النسائية هو أنهم يعتبرون بأن مدونة الأسرة هي مدونة خاصة بالنساء، إلا أن الملك قال في خطابه (أن المدونة للرجل للمرأة والطفل والمصلحة الفضلى اساسا للطفل وللأسرة).
وأبرز بهجاجي أن العنف محرم ويعاقب عليه شرعا وقانونا، لكن ما ينقصنا هو غياب التوعية داخل المجتمع وغياب الحوار بين الزوجين في حل المشاكل التي تعترضهما في حياتهما الزوجية، وقال بهجاجي، أنهم ومع كل التجارب التي راكمتها الشبكة والتصريحات والحوارات في مختلف وسائل الإعلام، إلا أنه ولا قطاع حكومي استقبلهم من 2009 الى اليوم، باستثناء لقاء مع وزارة الأسرة في عهد نزهة الصقلي، حيث كل ما فعله أفراد ديوانها هو الإنصات لنا فقط..
وعبر بهجاجي في حواره عن رغبته في تغيير وإصلاح المدونة بما يضمن حقوق الرجل وحقوق المرأة وحقوق الطفل. لأن المجتمع الديمقراطي الذي نطمح له والمجتمع المنفتح المتسامح الذي ينشده الملك ويعمل من اجله ونحن نناضل من أجله.