الجمعة 7 فبراير 2025
كتاب الرأي

حسن أيت حمادي: البرامج الفلاحية بالأطلس الكبير حبر على ورق

حسن أيت حمادي: البرامج الفلاحية بالأطلس الكبير حبر على ورق حسن أيت حمادي، فاعل جمعوي بمنطقة أولوز إقليم تارودانت 
منطقة‭ ‬أولوز‭ ‬بإقليم‭ ‬تارودانت‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬المناطق‭ ‬المتضررة‭ ‬من‭ ‬الزلزال،‭ ‬وهي‭ ‬منطقة‭ ‬نائية‭ ‬تعتمد‭ ‬أساسا‭ ‬على‭ ‬النشاط‭ ‬الفلاحي‭ ‬التضامني،‭ ‬منطقة‭ ‬تعرف‭ ‬تساقطات‭ ‬مطرية‭ ‬ضعيفة‭ ‬جدا،‭ ‬وهذا‭ ‬ينعكس‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬المحصول‭ ‬الزراعي‭ ‬وعلى‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للمنطقة‭. ‬الزلزال‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬أضرار‭ ‬اقتصادية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬التجار‭ ‬فقدوا‭ ‬بضائعهم‭ ‬وسلعهم،‭ ‬كما‭ ‬فقد‭ ‬الكثيرون‭ ‬مواشيهم‭ ‬ودواجنهم‭  ‬وعسلهم‭. ‬
ما‭ ‬نسجله‭ ‬هو‭ ‬الغياب‭ ‬شبه‭ ‬التام‭ ‬والحقيقي‭ ‬لتنزيل‭ ‬بعض‭ ‬المخططات‭ ‬كمخطط‭ ‬المغرب‭ ‬الأخضر،‭ ‬والجيل‭ ‬الأخضر،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العراقيل‭ ‬تكبح‭ ‬بعض‭ ‬المشاريع،‭ ‬مثلا‭ ‬مشروع‭ ‬(جوان)،‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬لمساعدة‭ ‬الفلاح‭ ‬الصغير‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تطوير‭ ‬طرق‭ ‬السقي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اعتماد‭ ‬تقنيات‭ ‬عصرية‭. ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬اصطدم‭ ‬ببعض‭ ‬المشاكل‭ ‬أبرزها‭ ‬أنه‭ ‬اصطدم‭ ‬بقنات‭ ‬تزويد‭ ‬الضيعات‭ ‬الفلاحية‭ ‬الكبرى‭ ‬بسبت‭ ‬الكردان‭ ‬عبر‭ ‬أولوز‭ ‬وأولاد‭ ‬برحيل‭ ‬وتارودانت،‭ ‬هذه‭ ‬القناة‭ ‬تجلب‭ ‬الماء‭ ‬من‭ ‬سد‭ ‬أولوز،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬الاسف‭ ‬الشديد‭ ‬هذه‭ ‬القناة‭ ‬تمر‭ ‬من‭ ‬وسط‭ ‬مدينة‭ ‬أولوز‭ ‬وتؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬سكان‭ ‬المنطقة‭ ‬خاصة‭ ‬الفلاحة،‭ ‬بحيث‭ ‬تضررت‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬بعد‭ ‬تقلص‭ ‬حصتهم‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬والتي‭ ‬انخفضت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭. ‬عموما‭ ‬هذه‭ ‬القناة‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬وعلى‭ ‬الفلاح‭ ‬الصغير‭ ‬لصالح‭ ‬المشاريع‭ ‬الفلاحية‭ ‬الكبرى‭. ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬الاستفادة‭ ‬الكافية‭ ‬من‭ ‬مخطط‭ ‬المغرب‭ ‬الاخضر‭ ‬والجيل‭ ‬الأخضر،‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬المدن‭ ‬الفلاحية‭ ‬الأخرى‭. ‬فهذه‭ ‬البرامج‭ ‬تبقى‭ ‬حبرا‭ ‬على‭ ‬ورق‭.‬
نحن‭ ‬نناشد‭ ‬الدولة‭ ‬بتسريع‭ ‬إحداث‭ ‬وكالات‭ ‬للتواصل‭ ‬مع‭ ‬الفلاح‭ ‬الصغير،‭ ‬وتنصت‭ ‬لمعاناته‭ ‬كي‭ ‬تستجيب‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬لحاجياته،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬التحسيس‭ ‬بأهمية‭ ‬الماء‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الفرشة‭ ‬المائية‭ ‬من‭ ‬الاستنزاف،‭ ‬وتسريع‭ ‬مسألة‭ ‬الدعم‭ ‬لتجهيز‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلاحية،‭ ‬لاسيما‭ ‬وأن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفلاحين‭ ‬الصغار‭ ‬فقدوا‭ ‬آلياتهم‭ ‬الفلاحية‭ ‬ووسائل‭ ‬اشتغالهم‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الفلاحي‭ ‬بسبب‭ ‬الزلزال‭. ‬على‭ ‬المسؤولين‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إحياء‭ ‬المنطقة‭ ‬فلاحيا،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصور‭ ‬مندمج،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬اعتماد‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق‭ ‬لتأهيل‭ ‬القطاع‭ ‬الفلاحي‭. ‬
على‭ ‬الحكومة‭ ‬أن‭ ‬تنجز‭ ‬تقييما‭ ‬حقيقيا‭ ‬يتم‭  ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬جرد‭ ‬دقيق‭ ‬للفلاحين‭ ‬الذين‭ ‬تضرروا‭ ‬بالزلزال،‭ ‬لأنه‭ ‬بدون‭ ‬تقييم‭ ‬لن‭ ‬نحقق‭ ‬تصورا‭ ‬شاملا‭ ‬ومتكاملا،‭ ‬وبالتالي‭ ‬سنسقط‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬الهجرة‭ ‬القروية‭. ‬وهذا‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭. ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬الوصية‭ ‬خلق‭ ‬تعاونيات‭ ‬فلاحية‭ ‬حديثة‭ ‬تعتمد‭ ‬أساليب‭ ‬عصرية‭ ‬،‭ ‬والتكوين‭ ‬المستمر‭ ‬للفلاحين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬الإنتاجية‭.‬