منطقة أولوز بإقليم تارودانت من بين المناطق المتضررة من الزلزال، وهي منطقة نائية تعتمد أساسا على النشاط الفلاحي التضامني، منطقة تعرف تساقطات مطرية ضعيفة جدا، وهذا ينعكس سلبا على المحصول الزراعي وعلى النمو الاقتصادي للمنطقة. الزلزال تسبب في أضرار اقتصادية كبيرة في المنطقة، إذ أن بعض التجار فقدوا بضائعهم وسلعهم، كما فقد الكثيرون مواشيهم ودواجنهم وعسلهم.
ما نسجله هو الغياب شبه التام والحقيقي لتنزيل بعض المخططات كمخطط المغرب الأخضر، والجيل الأخضر، خاصة مع وجود العديد من العراقيل تكبح بعض المشاريع، مثلا مشروع (جوان)، الذي يهدف لمساعدة الفلاح الصغير من أجل تطوير طرق السقي من خلال اعتماد تقنيات عصرية. هذا المشروع اصطدم ببعض المشاكل أبرزها أنه اصطدم بقنات تزويد الضيعات الفلاحية الكبرى بسبت الكردان عبر أولوز وأولاد برحيل وتارودانت، هذه القناة تجلب الماء من سد أولوز، لكن مع الاسف الشديد هذه القناة تمر من وسط مدينة أولوز وتؤثر سلبا على سكان المنطقة خاصة الفلاحة، بحيث تضررت هذه الفئة التي لم تعد تستفيد من الماء كما في السابق، بعد تقلص حصتهم من الماء والتي انخفضت بشكل كبير. عموما هذه القناة أثرت على المنطقة وعلى الفلاح الصغير لصالح المشاريع الفلاحية الكبرى. ناهيك عن عدم الاستفادة الكافية من مخطط المغرب الاخضر والجيل الأخضر، مقارنة مع المدن الفلاحية الأخرى. فهذه البرامج تبقى حبرا على ورق.
نحن نناشد الدولة بتسريع إحداث وكالات للتواصل مع الفلاح الصغير، وتنصت لمعاناته كي تستجيب في المستقبل لحاجياته، كما يجب التحسيس بأهمية الماء للحفاظ على الفرشة المائية من الاستنزاف، وتسريع مسألة الدعم لتجهيز الأراضي الفلاحية، لاسيما وأن العديد من الفلاحين الصغار فقدوا آلياتهم الفلاحية ووسائل اشتغالهم في المجال الفلاحي بسبب الزلزال. على المسؤولين العمل على إحياء المنطقة فلاحيا، من خلال تصور مندمج، انطلاقا من اعتماد خارطة الطريق لتأهيل القطاع الفلاحي.
على الحكومة أن تنجز تقييما حقيقيا يتم من خلاله جرد دقيق للفلاحين الذين تضرروا بالزلزال، لأنه بدون تقييم لن نحقق تصورا شاملا ومتكاملا، وبالتالي سنسقط في فخ الهجرة القروية. وهذا بطبيعة الحال يمكن أن يؤثر سلبا على المنطقة. على الجهات الوصية خلق تعاونيات فلاحية حديثة تعتمد أساليب عصرية ، والتكوين المستمر للفلاحين من أجل الرفع من الإنتاجية.