من المعلوم أن خدمة الشبابيك الأوتوماتيكية للأبناك، بمختلف أنحاء العالم، أحدثت من أجل توفير الوقت والجهد على الزبائن، لكن ما القول حين تصير هذه الآلات مصدر أزمات وإرهاقات عصبية للمقبلين عليها؟. الحديث هنا وباختصار شديد عن الشبابيك التابعة للبك الشعبي، هذه المؤسسة المالية التي من المفترض أن تكون القدوة في تقديم الخدمات بالنظر لتاريخها الطويل، نجد شبابيكها في شبه إعاقة، ومتخلفة بامتياز عن الأدوار المنتظرة منها، بحيث إذا وجدتها مضاءة لا تجد بها سيولة، وإذا وجدت السيولة تعتذر عن إرفاقها بكشف الحساب. هذا إذا لم تفاجئك من "الضربة والحين" بخطاب "الشباك معطل". وذلك دون أدنى اعتبار لما يمكن أن ينجم عن هذه "الصدمة" من إكراهات للزبون، خاصة حالة المواقف الحرجة كالمرض والوفاة وغيرهما من الطوارئ المباغثة. مع العلم أن إمكانيات هذه المؤسسة، التي هي أصلا من أموال المتعاملين معها، لا تشفع لها إطلاقا بمثل تلك الهفوات البدائية، في عالم تعبر فيه ملايير الدراهم آلاف الكيلومترات في ثانية, كما أن علامة التميز المعاصر لم تعد فقط مقتصرة على الاعتناء بمداخل الوكالات وتزيينها بزخارف "الرخام" وساعات إلكترونية ومقياس لدرجات الحرارة. بل غدت بالأساس، رهينة برضا المواطن الذي لا يتأتى سوى عبر الاقتناع بجودة الخدمة هنا والآن.
مجتمع