احترام كرامة المدن واجب حضاري، واحترام كرامة أهلها واجب إنساني واحترام بيئتها حق تضمنه المواثيق الدولية، وميثاق رؤساء المدن والمحليات العالمي للمناخ والطاقة. إن مناسبة هذا القول هو ما يقوم به المسؤولون الجهويون من سلطات ومنتخبين لجهة مراكش آسفي والمسؤولون الإقليميون والمحليون من سلطات ومنتخبين لإقليم قلعة السراغنة من خرق سافر لهذه الأعراف والمواثيق المشار إليها، لما يقومون به من تحويل مدينة قلعة السراغنة الى مطرح لكل ما لا يحبونه، ولكل ما يكرهونه ولكل أشكال التخلف والبؤس.
إذ لا يعقل أن يفتح سكان هذه المدينة العريقة في التاريخ أعينهم كل صباح على جحافل من المشردين والمختلين عقليا، ومن أفارقة فارين من جحيم الفقر والتخلف في بلدانهم، تغزو المدينة، وقد قذفت بهم ليلا حافلات وشاحنات تأتي من مراكش كلما كان فيها مؤتمر دولي أو زيارة ملكية.
يريدون أن يخفوا عيوب مراكش وواقعها من حيث المشردين والمختلين عقليا، ومن حيث وجود متسولين بحشد هؤلاء وترحيلهم والإلقاء بهم في مدينة قلعة السراغنة تحت جنح الظلام، ومنهم من يعتدي على المارة ومنهم يعتدي على السيارات والمنشآت ومن بعض الأفارقة ممن يعترضون سبيل السكان في واضحة النهار. إنهم يريدون بهذا السلوك
اللامسؤول تحويل مدينة قلعة السراغنة الى مطرح لما لا يحبونه، حتى تتحول الى مدينة ذات المظاهر المستفزة والمقلقة.
إن هؤلاء المسؤولين إنما يرتكبون جرائم انسانية في حق المرحلين إلى مدينة قلعة السراغنة، إذ بدلا من هذا السلوك الذي يتنافى والقيم الاجتماعية والإنسانية كان من الواجب عليهم ضمان حقوق هؤلاء لحقوقهم، الحق في الحياة والحق في العلاج والأمان الصحي، وهو ما تنص عليه المواثيق الدولية من حقوق اجتماعية وثقافية ومدنية(العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمدنية والسياسية).كما يرتكب هؤلاء المسؤولين جرائم في حق ساكنة قلعة السراغنة التي من حقها أن تعيش في بيئة سليمة بدل أن تعيش البؤس وعوامل التخلف وعشوائية التدبير والتسيير، والمعاناة من المشردين والمختلين عقليا وكثرة المتسولين الذين يقذف بهم في المدينة. فالتصدي لهذه المظاهر أصبح من الأولويات لدى سكان قلعة السراغنة عبر كل السبل المشروعة والقانونية.