السبت 23 نوفمبر 2024
مجتمع

حزب "شاربان" يحتج على حكومة طالبان ب"الدار البيضاءستان"

حزب "شاربان" يحتج على حكومة طالبان ب"الدار البيضاءستان"

تعيش الدار البيضاء، حاليا، على وقع الاحتجاج والاستياء العارمين من تأخر السلطات الأمنية والولائية عن إعادة فتح حانات المدينة بعد حلول عيد الفطر، مما ولد غضبا وصلت شرارته إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي ضاقت بالتنديدات المصاحبة لهذا التأجيل.

والأكيد، أنه ومثل الأمس فقط، كان الكثير من مبحري الفضاء الأزرق يلوحون بعبارة "اللهم بلغنا رمضان..". وها نحن الآن في الرابع من أيام الاحتفال. بعد أن مر الثلاثين يوما، كطرفة عين، صام فيها من صام، وامتنع من امتنع، في ظل دستور المساواة المقر بالحرية للجميع، والمشروطة بعدم الانتهاء إلى أي اضطراب اجتماعي. لكن، مقابل ذلك، هناك العديد من المواطنين الذين طالما نادوا إن سرا وخفية أو علنا ب"اللهم بلغنا أيام الفطار"، لا لشيء سوى لاستئناف طقوسهم داخل الحانات بكل حرية واطمئنان، ومقارعة قنينات "البيرة" و"عيشة الطويلة" و"الويسكي" و"الفودكا" على النغمات الكلاسيكية وقطعة "الحوت والمكسرات".

وبالفعل، كان لهؤلاء ما أرادوا قبل يوميين، إنما في مدن دون أخرى، والمثير، حسب مناهضي هذا التمييز، هو إقصاء مدينة بحجم الدار البيضاء من هذا الرفع للستار عن "باراتها"، مع أنها تضم أكبر ساكنة على أوسع رقعة حضارية، وبما يعنيه ذلك أيضا من احتضانها لثلثي رجال الأعمال ومسيري المقاولات الوطنية. وعلى هذا الأساس، جاءت ردود الفعل متسائلة عما إذا كان هناك قانون مغربي يحكم مدن الرباط وتمارة ومراكش ومكناس وأكادير.. وآخر خاص بمدينة الدار البيضاء التي تبقى أقرب إلى تسميتها، في هذه الحالة، ب"الدار البيضاءستان"، امتدادا لأحواض السيل الأصولي بأفغانستان وباكستان ووزيرستان وتركمانستان..

والمعلوم، تضيف التعاليق، أن الوالي سفير يعد من المسؤولين الحداثيين الذين من المفترض أن يضعوا جميع الاعتبارات على كفتي التوازن، وكما ذهب الأمر إلى حد منح حق الكفر والكلمة ل"الداعشيين" و"المغاربة الأفغانيين" و"الشواذ" و"مناهضي لغة القرآن" في شخص نور الدين عيوش، فما المانع من أن يتمتع ساكنة مدينة منتجي ثروة البلد بلحظة انتشاء قد يسرقونها من ضغوطات أيام حياتهم. وهي التي قد يعتبرونها إكسير عطائهم وفرصة استرجاع الأنفاس لمواصلة تحدياتهم. 

ولعل من المفارقات التي لربما قد تستجد على مغاربة المغرب، هو أنه وبدل هجرة الليبيين والعراقيين والسوريين لبلدانهم بسبب التوترات اللاأمنية، قد يأتي يوم يحمل نبأ مغادرة أهل أجمل بلد في العالم لمدنهم سعيا وراء التحرر من تهديدات اعتقال ميولاتهم الخمرية.

وإلى أن تتم مراجعة هذا التباين في التمتع بالحقوق، وتوفير الجهد والوقت عمن يتحملون عناء السفر إلى حيث يوجد عصيرهم المفضل، يبقى الخوف كل الخوف من أن تختمر في أذهان هؤلاء فكرة الانتظام في حزب ل"الشاربين"، بحملة ومشروع برنامج من صميم الحق اليومي أو الأسبوعي أو حتى النصف الشهري في "لادوز"، واستحالة تحقيق أي درجة معادلة إنسانية دون وضع الجميع على قدم المساواة، في التمكن عن قرب من مداعبة نداءات "زيد سربي" و"ربعة باردين هنا" في حضن "دفئ البار وحميمية الكونطوار".