الخميس 18 إبريل 2024
سياسة

سليمة فراجي: خطاب الملك حمل رسالة قوية لقوى الظلام

سليمة فراجي: خطاب الملك حمل رسالة قوية لقوى الظلام

في سياق سعي موقع "أنفاس بريس" إلى إفادة قرائه بالدلالات العميقة لخطاب الملك بمناسبة عيد العرش، يوم أمس الأربعاء، من مختلف زواياه, يواصل (الموقع) سلسلة اتصالاته مع ذوي الاختصاص، ومنهم سليمة فراجي، برلمانية، ومحامية بهيئة وجدة، وفاعلة جمعوية، التي أدلت بالتصريح التالي:

 

 تميز الخطاب الملكي بنبرة صريحة ابتعدت عن لغة الخشب و اعتمدت التشخيص ومساءلة الذات ونبذ الغرورو الاستفادة من الأخطاء  وتقييم المنجزات،  ومدى استفادة شرائح المجتمع من التقدم والتنمية التي عرفها المغرب ، والى أية درجة انعكس المسار التنموي على حياة المواطنين ، الخطاب تمحور حول عدة تساؤلات نتيجتها الحتمية ملائمة السياسات العمومية مع متطلبات المواطنين،  ومدى استفادة  جميع الشرائح  على قدم المساواة من ثروات  البلاد  وخيراتها. وتأتي معاينة  الملك الشخصية من خلال زياراته لمختلف جهات المملكة  لحالات  الفقر والهشاشة  والفوارق الطبقية بين المغاربة  أحسن دليل على انخراط العاهل في  الوقوف الفعلي  والتفقد الشخصي لأحوال الأمة،  كما ينم طلب إجراء الدراسة من طرف المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وبنك المغرب وباقي المؤسسات الوطنية والدولية المتخصصة في هذا المجال  لقياس معدل الثروة والرأسمال غير المادي للمغاربة، (ينم ) عن مدى إعطاء الملك الأهمية للعنصر البشري ورصيده الثقافي والتاريخي وعنصري الأمن والاستقرار، والتنمية البشرية وملائمة السياسات العمومية مع متطلبات المواطنين في المدن والبوادي، وتوظيف كل ذلك لتحسين ظروف عيش المواطن الذي ارتقى به الخطاب، بغض النظر عن الحصيلة والأرقام،إذ نستنتج أن أهم رقم هو العنصر البشري. ولئن اعتبر العاهل المغربي القضية الوطنية قضية كل المغاربة و أن الدفاع عنها من ثوابت الأمة فانه مرر رسالة قوية من اجل  فتح الحدود مع الجزائر وأشار إلى أن الخلافات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لم تحل دون تشكيل الاتحاد الذي نشأ في أعقاب حرب طاحنة في أوروبا   وانه من حق ومن مصلحة المواطن المغاربي أن يستفيد من فتح الحدود، ناهيك عن الضعف في التكامل الهيكلي والنقص في إجمال الناتج المحلي بين 24 و 34في المائة  بين بلدان المغرب  العربي  ومستوى التعاون المتدني للغاية.

وحيث أن  هذا الخطاب التاريخي ركز على تمرير رسالة قوية لكل من يهمه الأمر مفادها أن المساجد مخصصة للعبادة دون سواها وان المغرب وكما ينص دستوره  على ذلك دينه هو الإسلام مع الاجتهاد والانفتاح على القيم الكونية  ونبذ النزوعات المتطرفة والظلامية، وعن علاقة المغرب بالخارج  ركز العاهل على العلاقات جنوب جنوب وعلاقات مع الشمال على أساس رابح رابح win win...وليس على أساس القوي والضعيف وعلاقة الإذعان . لا احد ينكر ولا نستعير فصاحة الخطباء للقول بان المغرب وكما أشار الخطاب إلى ذلك حقق قفزة نوعية في مسيرة البناء والتنمية وان حصيلة 1999-2013 حافلة بالمشاريع الوازنة كالطرق السيارة والموانئ واكبر محطة شمسية في العالم والأوراش الكبرى السياحية كالمخطط الأزرق والفلاحية كالمخطط  الأخضر والسدود والبنيات التحتية وإعادة تأهيل الجهات منها المقصية وتلك التي عانت من التهميش لعدة عقود وفك العزلة عن القرى والعالم القروي ، يضاف إليها التطور الديموقراطي وتقوية منظومة الحقوق والحريات والجهوية المتقدمة في ظل دستور شفى غليل الطموحين إلى احترام الحقوق والحريات في ظل مؤسسة ضامنة للأمن والاستقرار محافظة على ثوابت الأمة المتمثلة في الدين الإسلامي والوطن ووحدته والمؤسسة الملكية والخيار الديموقراطي، وإنصاف المرأة عن طريق أوراش ملموسة كمدونة الأسرة  والجنسية ومدونة الشغل ومكافحة العنف والتحرشات والاتجار بالبشر بالإضافة الى الورش الإنساني الكبير المتعلق بالتنمية البشرية المنجز بناء على هندسة دقيقة ومخطط في غاية الدقة والإتقان ، رغم كل هذه المنجزات يأتي الخطاب  ليفرض عملية التقييم والمساءلة والتأمل والاستعانة بالخبرة لملائمة حصيلة الثروة والنمو مع ظروف عيش المواطن ومدى استفادته منها وهنا يتجلى النموذج المغربي.

سليمة فراجي