الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

خطاب الملك: واقعية ثورية هادفة غير استسلامية

خطاب الملك: واقعية ثورية هادفة غير استسلامية

كشف الخطاب الملكي ليوم الأربعاء 30 يوليوز، بمناسبة عيد العرش، ثقافة ومقاربة جديدة في التعاطي مع السياسات العمومية وآثارها على المواطن والتحولات بالبلاد، وجسد من جهة أخرى ملامح رسالة مضمرة تنطوي على نصح لرئيس حكومته. فتلك المقدمة التي استهل بها الملك خطابه تقطع مع باقي مقدمات الخطب الملكية السابقة. إذ تبين من خلالها على أن الملك حريص على تتبع آثار تلك المنجزات والمشاريع التي يدشنها في مختلق المناطق على المواطن، وهذا يعبر أيضا على أن الملك يصغي للنبض الدقيق للمجتمع. وفي سياق هذا الإصغاء، يقول الملك بأنه يلمس من خلال جولاته التفقدية أن هناك هشاشة وفقر والتمايز الطبقي والاجتماعي، ويقر بأن الأثر ضعيف وليس في المستوى المطلوب. بمعنى لا يقول "العام زين"، وعبر عن صراحة وواقعية ثوريه هادفة غير استسلامية للنهوض بقضايا الشأن العام وانعكاساتها على عيش المواطن. ومن الجانب الديني، يؤكد الملك على أن لدينا نموذجا، يجب تطويره وتسويقه أيضا، في ما يمكن أن نسميه بالمجال الحيوي للإسلام المغربي. أي بالبلدان التي لها نفس الذاكرة والتاريخ. ومن ثمة، فما يهم كخلاصة، هو أن لدينا نموذجا ويجب تقويته وتحصينه، وتهيئ له نخبة مؤهلة لتحمل مشروعه. وأكيد أن هذا يضمر ويستبطن أن هناك قرارات في الأفق، إذ بدون ذلك يصعب الحديث عن نموذج للتدين المغربي. وللتأكيد، يبقى المعطى الأساسي هو أن المسؤول الأول في البلاد المؤتمن يركز، وعلى غير العادة، على النموذج المغربي وأهميته وملحاحيته، ولكن يفترض لتحصيل هذا النموذج، أن تحرص الإدارة على العمل على بنائه ومنحه المضمون الحقيقي المطابق للتراكم الحضاري في المغرب.