أطلق مجموعة من الشباب بالبيضاء عبر "اليويتويب" أمس 26 يوليوز 2014 مبادرة جمعوية اجتماعية اختاروا تسميتها "ديكونيكطا ساعة" أو "ساعة بدون أنترنت". وترتكز هذه المبادرة على شريط فيديو يهدف تحفيز الشباب من أجل مقاطعة ظرفية للعالم الافتراضي والشبكة العنكبوتية خلال (ساعة من الزمن)، للرجوع إلى الواقع الملموس بحركات وسلوكات اجتماعية بسيطة، لكنها عميقة المدلول وذات بعد إنساني موسوم بالتكافل الاجتماعي والتضامن والتواصل الأسري وإنماء الرصيد الفكري. وتظهر في شريط مبادرة "ديكونكطا ساعة" مجموعة من اللقطات المُعبرة، التي تلي عملية الضغط على زر الحاسوب أو الهاتف المتنقل للخروج من الإنترنت وتعويض الإبحار عبر الشبكة العنكبوتية بعدة سلوكات وأنشطة اجتماعية وثقافية، إذ استهل الشريط بدايته بالتواصل مع الأسرة والدردشة مع كل أفرادها من خلال التآنس والجلوس حول المائدة. وفي المشهد الثاني ركز الشريط على تعويض الإنترنت بمطالعة الكتب، وخلال المشهد الثالث اقترح الشريط ممارسة الموسيقى والغناء، وفي المشهد الرابع لفت الشريط الانتباه إلى مساهمة منخرطي الجمعيات في نظافة الحي، وبالوصول إلى المشهد الخامس نجد البديل على إدمان الإنترنت زيارة دار العجزة. وفي المشهد الأخير تظهر فتاة محتجبة تغادر العالم الافتراضي لتأخذ سجادة وتفرشها على الأرض للشروع في تأدية الصلاة.
"أنفاس بريس" اتصلت بـالزميل المؤلف "يوسف معضور" صاحب الفكرة والتصور السمعي البصري، وقد وضَّح محاورنا أن فكرة "ديكونيطا ساعة" تكونت لدى مجموعة من أصدقائه، فكبرت وطوروها وخرجت للوجود بإمكانيات محدودة، كما أضاف أن تعميم هذه البادرة عبر الإنترنت ببطاقات كبيرة وبإرادة جادة من الشباب، سوف يترك بصمة شبابية تسمو بالمبادرة لكي تساهم بشكل انسيابي غير مباشر في دعوة كل شاب إلى بدل مجهود محمود وتقديم شيء نافع لنفسه ومحيطه وواقعه. ووصف "معضور" مبادرة "ديكونيكطا ساعة" بالتجربة التي من المنتظر أن تحقق إشعاعا بفضل تفاعل رواد الإنترنت معها على مستوى الشكل والتيمة وهدفها الأسمى، ووضح أن الغاية من شريط "ديكونيكطا ساعة" هو محاربة الإدمان على الإنترنت خصوصا لدى الشباب وإحياء مجموعة من العادات والسلوكات الإنسانية "لتي بدأنا نفقدها بسبب الالتصاق اليومي بالعالم الافتراضي" حسب تعبيره. ولم تفت "يوسف معضور" الفرصة لكي يشكر الفريق التقني والفني الشاب، الذي سهر على إنجاز الشريط واصفا إياه بالفريق المتمرس والمتمكن من آليات الاشتغال السمعية البصرية، كما شكر كل من ساهم من بعيد أو قريب في إخراج هذه المبادرة للوجود، وذكر جمعية المبادرة الحضرية بالحي المحمدي والشبكة التربوية الجمعوية الثقافية بشار الخير وجمعية ناس الحومة الحي المحمدي. وقد شارك يوسف معضور فيديو المبادرة مع أصدقائه عبر الفايس وكتب "تغيير مسار الهجرة و لو لساعة واحدة، من الافتراضي إلى الواقعي، حتى لا نصير جالية مغربية مقيمة في الفايسبوك (.. déconnecta ساعة ) وقد تفاعل العديد من مرتادي الفايسبوك مع الفيديو، إذ علقت الكاتبة والإعلامية فاطمة الإفريقي "أسلوب فني ذكي لتمرير رسالة تربوية دون السقوط في الخطاب والوعظ المباشر .. تحياتي لفريق العمل". وكتب نور الدين العمري "مشكورين على المجهود، وإنجاح الفكرة والمبادرة. وتساءل : هل يمكن القول بأن مضمون الفيديو يسري أيضا على البدوي وأبناء المناطق والقرى المحرومة ؟. وعلق الفكاهي الشاب بوبكر (بوب القلب) ساخرا : "إذا أردت أن أشاهد الفيديو هل أخرج من العالم الافتراضي؟ قبل أن يكتب(برافو) أصدقائي". وكتب يوسف السهيلي "عمل جيد جدا خويا يوسف.. واصلو". وعلقت خديجة صيدوق "شكرا على المبادرة القيمة .بالتوفيق"...