الأحد 24 نوفمبر 2024
فن وثقافة

القصة القصيرة في حداد بعد وفاة القاص عبد الرحيم المودن (مع فيديو)

القصة القصيرة في حداد بعد وفاة القاص عبد الرحيم المودن (مع فيديو)

فقدت أسرة القصة القصيرة أحد أقلامها البارزة، هو القاص والباحث عبد الرحيم المودن بعد معاناة طويلة مع المرض. وتجري الآن الترتيبات لنقل جثمانه من هولاندا إلى المغرب ليوارى الثرى بمدينة القنيطرة حيث تقيم أسرته. وسبق أن وجه الكاتب صلاح الدين بوسريف نداء عبر يومية يومية "المساء" لإنقاذ عبد الرحيم المودن من محنة المرض، وبدأ مقاله بهذه الأسطر المؤثرة: "كما يحدُثُ دائماً. يُصاب الكاتب أو المبدع بانهيار شامل في جسده، يقتعد الفراش وحيداً، وكأنَّه شخص عاش معزولاً عن العالم، لا أحد يعرفه، ولا أحد قرأ له، أو كان بين من تتلمذوا على يديه. ألَمُ المرض وقسوتُه، وألم الجحود والنسيان، وكأنَّ الكتابةَ والفكر والإبداعَ، جريمة يُعاقَبُ عليها صاحِبُها بهذا النوع من الجحود والتَّجاهُل. " ثم أضاف: "اتَّصَلْت في اليوم التالي بالصديق عبد الرحيم، الذي أجابني بصوت فيه حشرجات المرض وأنين الألم، وكان صوته يصل إلَيَّ بصعوبة، لأطمئن على حالته الصحية، ولأعرف هل ثمَّة من يعتني به، أو بادر للاهتمام به، أو الإشراف على علاجه، غير أسرته، وذكرتُ له "وزارة الثقافة" و"اتحاد كتاب المغرب"، أو بعض من يهمهم شأن الكُتَّاب، ويعتني بأوضاعهم الصحية والاجتماعية؟ فأجابني "لا أحد". ما الذي ننتظره، ومن عليه أن ينقد حياة هذا الكاتب الذي هو واحد ممن خرجت من يديه كتابات، لم تكن تعني الكبار فقط، بل حتى الصغار، وأعماله، هي بين الأعمال التي لها حضور في الكتابات السردية، وفي الأدب الرحلي، وهو كان أستاذا جامعيا معروفا بجديته ومسؤوليته العلمية التي أخلص فيها للمعرفة، ولم يلتفت لغيرها من اعتبارات لا تليق بالمثقف الجدير بصفته هذه؟ فهل ننتظر أن يصل وضع الكاتب إلى لحظات الحرج التي لا يمكن معها علاج، لنخرج، كما نفعل دائماً، لننعى وندَّعِي، ما لم يكن واقعاً؟ كفى من أن نترك هذه الزهور تتساقط تباعاً، فكم من حديقة لنا للكتابة، وكم من شجرة نستظل بها، وأعني هنا شجرة المعرفة بتعبير ابن عربي، هذه الشجرة التي لا تتكرَّر، مثلما تتكرَّر المهن والحرف والمناصب." وختم بوسريف نداءه بكتابة منفعلة "أين اتحاد كتاب المغرب الذي يدعي أنه مشغول بِأعضائه، وبما قد يُصيبهم في الطريق من تعب؟ وأين وزارة الثقافة، التي عليها أن تنتبه لما يحيق بالكُتَّاب والمبدعين من أعطاب، وما يمكن أن تساعدَ به، باعتبارها إحدى مؤسسات الدولة، في رعاية الكاتب، وفي الوقوف إلى جانبه، في مثل هذه اللحظات القاسية؟ لا تتركوا يداً تخرج من حبرها، فالحبر ضوء، وليس سواداً، أيها السادة." وفي ما يلي نبذة عن القاص الراحل عبد الرحيم المودن: ولد سنة 1948 بمدينة القنيطرة. حاصل على دبلوم الدراسات العليا في الأدب العربي سنة 1987، وعلى دكتوراه الدولة في الأدب (سنة 1996) برسالة تحت عنوان: «السرد في الرحلة المغربة خلال القرن 19» يشتغل أستاذا جامعيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن طفيل بالقنيطرة. عضو النقابة الوطنية للتعليم العالي. - عضو مجموعة البحث في تاريخ البوادي المغربية، بكلية آداب القنيطرة. رئيس مجموعة البحث في المعجم الأدبي والفني، بكلية آداب القنيطرة. التحق باتحاد كتاب المغرب سنة 1976. نشر أول نص قصصي (ريالات خمسة) سنة 1966 بصفحة أصوات بجريدة «العلم»، يهتم بالكتابة القصصية وبالبحث النقدي، كما كتابات مسرحية وإبداعات موجهة للأطفال. نشر أعماله بعدة صحف ومجلات: العلم، المحرر، الثقافة الأجنبية، الأقلام (العراق)، أقلام (المغرب)، فكر ونقد (المغرب)، الطفولة العربية (الكويت)، نزوى (عمان)، المناهل (وزارة الثقافة والاتصال، المغرب)، الثقافة المغربية (وزارة الثقافة والاتصال، المغرب). أصدر المؤلفات التالية: - اللعنة والكلمات الزرقاء: مجموعة قصصية مشتركة/عبد الرحيم مودن وإدريس الصغير، دار لخليف، الرباط، 1976. - الشكل القصصي في القصة المغربية (جزآن)، الأول، دار الأطفال، البيضاء، 1988، والثاني، دار عكاظ، الرباط، 1996. - وتلك قصة أخرى: قصص، عيون، البيضاء، 1991. - معجم مصطلحات القصة المغربية، سال، النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1993. - قصص للأطفال والفتيان: حكايات طارتاد، دار الأطفال، البيضاء، 1988. أ - مغامرات ابن بطوطة للفتيان، دار الثقافة، البيضاء، 1999. ب - رحلة ابن بطوطة الجديدة، دار الثقافة، البيضاء، 1999. ج - رحـلات مغربية وعربية، دار الثقافة، البيضاء، 2000. - أدبية الرحلة، البيضاء، دار الثقافة، 1996. - أدب الأطفال: مغامرة ابن بطوطة للفتيان (في 9 أجزاء)، البيضاء، دار الثقافة، 1999 رحم الله الفقيد عبد الرحيم المودن وأسكنه فسيح جناته.

 

رابط الفيديو هنا