الخميس 6 فبراير 2025
مجتمع

منعم وحتي: بنعيسى آيت الجيد يفضح، حيا وميتا، قاتله حامي الدين

منعم وحتي: بنعيسى آيت الجيد يفضح، حيا وميتا، قاتله حامي الدين الراحل بنعيسى أيت الجيد يتوسط منعم وحتي (يمينا) وحامي الدين (يسارا)
بعد سنوات من الطوق الحمائي الذي ضربه رئيس الحكومة السابق والأمين العام لحزب "البيجيدي"، عبد الإله بنكيران، على ابنه السياسي عبد العالي حامي الدين في قضية اغتيال الطالب بنعيسى أيت الجيد،  أدانت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية فاس، في 11 يوليوز 2023، المتهم بـ3 سنوات حبسا نافذا، وذلك بجناية "المشاركة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. 
وكان الطالب القاعدي محمد بنعيسى آيت الجيد تعرض، خلال تسعينيات القرن الماضي، لاعتداء شنيع من طرف طلبة إسلاميين، إثر مواجهات دامية مع طلبة يساريين في جامعة "ظهر المهراز" بمدينة فاس،
عن هذا الاعتداء الشنيع وسياقاته ومآلاته، ينقل لنا منعم أوحتي، عضو المكتب السياسي لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي شهادة رفاق الشهداء في اغتيال بنعيسى أيت الجيد:
 
"قبل الدخول في الموضوع، وللأمانة التاريخية، أورد الشهادة الحية، لأحد مسؤوليي رفاق الشهداء - فصيل الطلبة الطليعيين بظهر المهراز بفاس، في أحداث اغتيال فرقة حامي الدين للشهيد بنعيسى أيت الجيد:
يسرد عبد العزيز محمدي (گامبي/ رفاق الشهداء- فصيل الطلبة الطليعيين) الوقائع التالية:
" في مثل هذا اليوم من سنة 1993، قامت  إحدى فرق الموت التابعة للجماعات المتأسلمة باغتيال الشهيد أيت الجيد بن عيسى بمدينة فاس وفي الشارع العام والتي يتابع فيها قضائيا المدعو حامي الدين أحد زعماء حزب العدالة والتنمية. ويوم 26 فبراير، من نفس السنة 1993 هو اليوم الذي نجوت فيه من محاولة اغتيال تعرضت لها،  ونفذها  نفس الإرهابيين.
وللمساهمة في الكشف عن حقيقة تلك الأحداث الأليمة، والتي لم يكن حامي الدين هو المسؤول الوحيد والأوحد عنها، لابد من التذكير ببعض الحقائق والمعطيات. 
- إن حامي الدين كان هو الزعيم والقائد الميداني، لكن كان معه جيش من القتلة موزعون على فرق ومجموعات  لقتل وبث الرعب في نفوس المختلفين معهم.
- إن مسؤولية الدولة قائمة في هذه الجرائم بسبب تواطئ الأجهزة الأمنية  مع الإرهابيين، هذه الأجهزة التي تريد تصفية حساباتها مع مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وخاصة التوجه التقدمي منه، فكيف يعقل أن السلطات لم يكن بإمكانها التعرف على المهاجمين وإلقاء القبض عليهم أو على بعضهم، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار المعطيات التالية:
- هذه العصابات كانت تستعمل في هجماتها واعتداءاتها أسلحة مختلفة حديثة وبدائية، كبيرة وصغيرة الحجم (أسلحة الصعق الكهربائي، الغاز المسيل للدموع، سيوف، قضبان حديدية، حجارة مربوطة بسلاسل لتهشيم الرؤوس، سكاكين....).
- هذه الهجمات كانت متكررة  وفي مواقع جامعية  مختلفة وكانت تدوم ساعات وتمتد لأيام. 
- معظم هذه الهجمات، كانوا يعلنون عنها بل ويتم تحديد يومها وأهدافها وعلى مسامع إدارة  الجامعة، وما يسمى الحرس الجامعي ناهيك عن البوليس السري والعلني.
- الهجمات والاعتداءات كان المتأسلمون يقومون بها بأوجه مكشوفة، بل في بعضها كانوا يحملون الرايات ويضعون شارات على جباههم.
- هذه العصابات كانت تتنقل بمجموعات وفي الشارع العام وتنفذ جرائمها أمام الملأ، مثلا: المجموعة التي حاولت اغتيالي اعترضتني في الشارع العام وحاصرتني في مقهى، وكانوا أكثر من 20 فردا، أيضا بالنسبة لأيت الجيد تم إخراجه من سيارة نقل عمومي وتم قتله في الشارع العام، نور الدين جرير تم رميه من أحد طوابق الحي الجامعي أمام أنظار  قوات الأمن، والتي كانت معسكرة على مداخل الجامعة .....).
- بعض الهجمات على الجامعة تمت أمام أنظار قوات الأمن المعسكرة في مداخل الجامعة واستمرت ليوم بكامله، وهذه القوات في أماكنها ولم تحرك ساكنا.
- هذه الجماعات الإرهابية كانت تستعمل أسلوب الإنزال بالمئات من الارهابيين وكانوا يتنقلون من موقع جامعي لآخر مستعملين وسائل نقل خاصة وعمومية...
الارهاب  لايرهبنا والقتل لايفنينا وقافلة التحرير تشق طريقها بإصرار."
انتهت شهادة الرفيق عبد العزيز محمدي (گامبي)
.
عودة للموضوع، فعلى ذكر تجاذبات قضية الشهيد بنعيسى أيت الجيد، لا بد من الإشارة لجزء من التاريخ المشرق لانتمائه لفصيل الطلبة القاعديين التقدميين، والذي يُهْمَلُ أحيانا لدواعي كثيرة.
فكجزء من محكي تاريخ الحركة الطلابية، فمنذ تجربة محاولة توحيد الحركة الطلابية، بعد دعوة اللجان الانتقالية للتنسيق الوطني بالفضاء الجامعي لفاس سنة 1991، فالجدير بالاستحضار هو محطة الحوار الفصائلي الوطني لسنة 1994، وعودة لهذه الأخيرة، فمن المهم استحضار الفصيل الذي ينتمي له الشهيد بنعيسى أيت الجيد، القاعديون التقدميون، ولا نخفي سرا أننا كنا كفصيل للطلبة الطليعيين، الأقرب تناغما مع القاعديين التقدميين في طروحاتنا، مع دقة تصورنا من داخل برنامج حد أدنى ومذكرة الطلبة الطليعيين. 
إن الشهيد بنعيسى، لم يكن يمثل رؤية شخصية فقط، بل سيرورة وتصوراً من داخل فصيل الطلبة القاعديين التقدميين، ونفساً وحدويا لجمع شتات الحركة الطلابية ومكوناتها الديمقراطية التقدمية، وهذا الانتماء والتوجه جزء من حيثيات اغتيال الرفيق بنعيسى، ومؤامرة تكالب من نفذ ومن غطى تنفيذ الجريمة. 
نقول للسيد حامي الدين القاتل "الحقوقي" المدان قضائيا،  لقد شَبَّهْتَ ذات زمن نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي ب"المليشيات"، فلتعلموا أن هؤلاء الشباب وقفوا سدا منيعا لفضح تشبث حزب العدالة والتنمية بريع تقاعد البرلمان وتعدد التعويضات بدون وجه حق، وانتهاك ولاية تياركم لجيوب المغاربة وتغطيتكم للفساد. وحتى لا نغرق في تذكيرك بذبابكم الإلكتروني الذي انتهك حميميات وخصوصيات كثير من الناس، إسْمَحْ لنا حضرة القاتل أن نعرج بك على عالم المافيات والمجموعات الإجرامية، ففي تاريخها دروس جمة، حيث أنه في نطاق تبييض عملياتها الإرهابية وفسادها الداخلي، تلجأ لزرع ممثلين لها من أصحاب الياقات البيضاء، والذين يلبسون جيدا ويلطفون لغتهم ويتقربون من خصومهم ويقتحمون حقولا مدنية (حقوق الإنسان نموذجا) للاختلاط والذوبان في نسيج المجتمع، دون تنبه الناس (التقية).. أن نصلا ساما تم زرعه في جسد الأمة.. سيادة القاتل، أَلاَ تذكرك هاته السيرة بسيرتك.. ؟؟!!، وأنت وسط الميليشيات التي اغتالت الشهيد بنعيسى أيت الجيد، ألا يذكرك هذا التاريخ بدموع أم بنعيسى التي لازالت تبحث عن إنصاف عادل في دم ابنها الذي اغتيل بساحة الجامعة ؟؟!! 
حضرة القاتل، وقد وضعوك على رأس هيئة حقوقية، أَلاَ تجد في ذلك شَبَهاً مع الكامورا الإيطالية وهي تُبَيِّضُ وجوه عملائها عندما تزرعهم كياقاتٍ بيضاءَ في نسيج المجتمع، بأجنداتٍ مضبوطة كامتداد لنفس القتل الذي أدمى ظهر المهراز؟؟!!
 أيها القاتل، ما كنتَ لتحظى بهاته الحماية الاستثنائية، منذ سقوط الشهيد بنعيسى، لولا حارسين مأجورين دعما تهريبك في لحظة الحساب، وقد أجرما في حق الشعب المغربي بهذا الانتهاك الصارخ، أول حُراسِكَ جزءٌ من القرار المخزني الذي ارتضى لنفسه دعم المليشيات التكفيرية بالجامعة وفي الحواري بهدف تصفية أي نَفَسٍ يساري أو تقدمي، يفضح الريع والفساد كما يفضحه الآن ناشطو فضاءات التواصل الاجتماعي الذين كِلْتَ لهم السب والقذف. ثاني حُراسكَ جزءٌ من الطيف "الحقوقي" الذي حمل مزمار تزييف كونية حقوق الإنسان لتبييض جرائم الكامورا المغربية (التكفيرية)، تحت مبرر أنه لا حرج في وضع اليد في يد القتلة من باب وجهة نظر، ولو كان التكفيريون أول من يمزق الميثاق العالمي لحقوق الإنسان.. إنها ضحالة وصول النصل السام الذي زرعته المافيا التكفيرية في أوساط الحقل "الحقوقي" و"اليساري" (المزيف بالطبع)، فَتَحْتَ الطاولة يجري تدبير تبييض المافيا المغربية التي يمتد ريعها حتى استعمال الجمعيات.
وليتذكر القاتل "الحقوقي"، المدان قضائيا، فلن تكسبوا أية جولة على تاريخ المغاربة، ونردد مع الفيلسوف والفقيه والطبيب ابن سينا لقد "بُلينا بقوم يظنون أن الله لم يهد سواهم".
ملحوظة لها علاقة بما سبق:
إن التجربة الفريدة لتجميع اليسار من خلال حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، وضمها لمشارب طلابية تقدمية تنهل من رصيد القاعديين ورفاق الشهداء والأصول الاتحادية الأصيلة، يقتضي توحيد كل هذا الزخم في فصيل واحد برؤية جديدة تعطي نفسا جديدا للجامعة المغربية، والأكيد أن الشهيد بنعيسى سيكون بتاريخه الوحدوي جزء من هذا الزخم".