السبت 20 إبريل 2024
سياسة

صلاح الدين مزوار يحرق أوراقه مع أمريكا..

صلاح الدين مزوار يحرق أوراقه مع أمريكا..

يوم الأحد الماضي فقط، كانت مدينة الرباط هدفا لكاميرات مختلف القنوات التلفزية والمحطات الإذاعية وغيرها من المواقع إلإلكترونية والجرائد الورقية، وذلك لنقل غضب المغاربة وهم يخرجون بالآلاف إلى الشارع احتجاجا على ما تقترفه إسرائيل من مجازر دموية في حق أبناء الشعب الفلسطيني. وبطبيعة الحال، لم تكن الصورة العامة لتلك الانفعالات سوى نسخة لما شهدته العديد من البلدان سواء عربية أو أوروبية. لكن المثير، والمغرب دائما صاحب سبق التميز، فإن مسيرة الرباط عرفت مشاركة مواطن اسمه صلاح الدين مزوار، يحب الغزيين ويكره الغزاة، يملك إحساسا وميولا كبقية الناس، بيد أن السؤال المطروح هو هل سيكون من حقه الإفصاح عن تلك المواقف في العلن إن علمنا بأنه يتحمل مسؤولية وزير الخارجية والتعاون، مع يفرضه هذا المنصب من حساسية في مجال العلاقات الدولية، وبالتالي ضرورة التفكير "ألف مرة ومرة ولا ضربة بالمقص" في اتخاذ مثل هذه القرارات. فالاندفاع الحماسي وللأسف خان وزيرنا في ذلك اليوم، وأسقطه بين براثن فخ نسيان موقعه الحكومي، الذي يلزمه وضع مسافة على قدر من قراءات بعد النظر. وبهذا، عاينا الرجل وهو منخرط إلى جانب الطالب والعامل والموظف والعاطل مناديا بسقوط أمريكا، والجميع يعلم بأنه هو المسؤول على كل هؤلاء المحتجين في ضمان روابطهم الإيجابية بأكبر قوة في العالم. كما أنه الواجهة التي يتحدث من خلالها المغرب مع بقية الأجانب بما يحفظ له سمعته ومكاسبه، وبالتالي فإن صلحت الواجهة صلحت العلاقات، وإن خدشت الواجهة لا مجال سوى لانتظار الانزلاقات.