الأحد 24 نوفمبر 2024
منوعات

الاحتفال بأزمنة عيد الأضحى...مجال عبدة مثلث احتفالي لا متناه في المعنى الجماعي

الاحتفال بأزمنة عيد الأضحى...مجال عبدة مثلث احتفالي لا متناه في  المعنى الجماعي مشهد من طقس "بو هيروس"
تحتفي ساكنة مجال عبدة كما هو حال مناطق متفرقة من المغرب، بالمجال الزمني المرتبط بعيد الأضحى بعدد من الطقوس تحمل مسميات مألوفة التداول في اللسان الشعبي منها " بوهيروس"، " بوجلود" " بو البطاين" وتسميات أخرى.
في قبيلة البحاثرة الشمالية باعتبارها جزء من قبائل مجال عبدة، فإن الاحتفال بعيد الاضحى يكون في غالبيته عبر طقس "بو هيروس" بالنمط التعبيري الذي نبسطه فيما يأتي والذي يتشكل في قراءتنا وملاحظتنا من الأركان التالية:
- أصحاب الأقنعة وأصحاب الفاتحة وأصحاب الغناء الشعبي، مثلث تراثي واحتفالي يجتمع فيه المقدس والرمز والاحساس المشترك ممارسة ومخيالا.
ولتعبير " بوهيروس" المرتبط بالتكسير مفهوم نفسي وانتروبولوجي عميق؛ يرتبط اساسا بتكسير الحواجز والقيود والأعراف والسلط؛ ذلك ان القناع والدين والغناء يسوقون بمفعولهم التشاركي والشعبي، أفراد المجموعات المذكورة الى مجالات سكانية خاصة جدا كالمنازل وغيرها، وتنمحي ضمن هذه الاحتفالات قواعد الخصوصية في المكان والزمان والاحساس والغذاء، فيصبح الخاص مشتركا بفعل السياق والشعور العام.
يرتدى أصحاب الأقنعة ملابس مرتبطة بالعيد ومسائل أخرى مرتبطة بالخصب والعطاء والشتاء، وتلي فترات الغناء والتفاعل والاهازيع ورقصات الاستعراض، أدعية يتكلف بها أعضاء ضمن الركن الثاني من المثلث الاحتفالي المذكور سلفا.
الحصاد قد يكون من بينه مساهمات للأسر، وماتجود به الأماكن موضوع الزيارة والارتياد كالبيض والسكر والنقود كانت تستغل ولا زالت في وجهات تضامنية إزاء المكان او الإنسان.
احتفال الجميع يصير فضاء للجميع، فالتعبير والرقص والغناء والعطاء والاستعراض يصبح ملكا جماعيا، ومشتركا حسيا ومجالا للتداعي الحر والتفاعل غير المشروط والمعلل؛ يحضر الاطفال والنساء والشيوخ والشباب في مشاهد تستوقف الرائحين والعابرين والواقفين، فيصير المثلث حاضنا للجميع ومتنفسا للجميع وجامع الجميع.
هي عادات وتعابير اجتماعية تكتنز عديد الدلالات، مارسها الانسان المغربي ضمن فضاءات عامة واراض واسعة من المجال؛ بصمت على تجليات من الجغرافية الثقافية والنفسية لمن سكنوا المكان وخرجوا للاحتفاء بالعطاء والرضى والاستمطار والاستبراك وحشد الاحساس العام واستجداء السماء ونثر بذور الزرع والخصب.