الخميس 28 مارس 2024
سياسة

الفلسطينيون ضحايا إسرائيل وحماس

الفلسطينيون ضحايا إسرائيل وحماس

إسرائيل دولة حرب ومعتدية على الحق الفلسطيني منذ ستين سنة. ونفضل تسميتها دولة حتى يمكن متابعتها بالقانون الدولي بدل الكيان الصهيوني الشبيه بخلافة "داعش". ولا خلاف على الجرائم التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني وفي حق العرب عموما واغتصاب الأرض. وبالتالي تبقى هي العدو الواضح، لكن العدو غير الواضح للشعب الفلسطيني هو حركة "حماس".

ولابد من التعريج بعجالة على هذه الحركة، وكيف كانت وكيف أصبحت، وما هي أولوية المقاومة لديها مقابل الأولوية للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين؟

حركة "حماس" هي وريثة المجتمع الإسلامي الذي تأسس سنة 1972 بغزة كعنوان لحركة الإخوان المسلمين بفلسطين، وحصل على الترخيص من قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد تدخل أحد التجار الإخوانيين.

وبينما كانت الفصائل الفلسطينية مجتمعة تدافع عن الشعب الفلسطيني، وهي كل الفصائل المقاومة، من حركة فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحركة الجهاد الإسلامي وفصائل أخرى صغيرة، كانت حركة حماس تحارب علمانية حركة فتح وإلحادية الفصائل اليسارية.

وكانت لدى الحركة ميلشيات لتنفيذ قوانينها حيث حاربت دور السينما وغيرها، ولكن "حماس" تتمتع بجرأة كبيرة، فعند ميلادها كاسم جديد يتبنى المقاومة سنة 1987 أعلنت أنها فرع من جماعة الإخوان المسلمين، وأن تحرير فلسطين مرتبط لديها بتحقيق المشروع الإسلامي، وما زال هذا الميثاق ساري المفعول إلى اليوم، رغم أن بعض القياديين الحمساويين يقولون إن الواقع تجاوزه، لكن وثائق الحركة لم تتجاوزه ولم ترغب حماس في تغييره.

ذات يوم صرح أحد قادة الجهاد الإسلامي، وهي حركة جذرية ومقاومة وذات بعد فلسطيني ولها علاقات جيدة بكافة الفصائل الفلسطينية، قائلا: "إن ميلاد حركة حماس هو مؤامرة ضد الجهاد الإسلامي"، أي تمييع النضال الفلسطيني ذو المرجعية الإسلامية وضرب النضال الفلسطيني الذي يتبنى مرجعيات أخرى كالليبرالية والماركسية، وذلك تحت عناوين كبيرة.

مرت عشرون سنة ظلت خلالها حركة "حماس" مختبئة تحت عنوان المقاومة، ولم يكشف سوأتها سوى الربيع العربي الذي فضحها، وجعلها تعلن عن معسكرها الذي هو معسكر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ودولة قطر.. وها هي اليوم ترفض مبادرة مصر للتهدئة، حتى لا تعطي لعبد الفتاح السيسي، الرئيس المصري أية فرصة للعب أي دور في المنطقة، بينما قبلت الوساطة القطرية والتركية، اللتين ترتبط بهما بمشاريع إقليمية لا علاقة لها بالمقاومة.

"حماس" اليوم حركة تبيع الوهم للشعب الفلسطيني، وأصبحت حركة تجار وأغنياء، وقد زعم خالد مشعل أن ملايين الدولارات كانت بحوزته تمت سرقتها قبل مغادرته سوريا، لكن تبين أنها اليوم تم توظيفها في مشاريع شخصية بقطر، ورئيس الوزراء الزاهد إسماعيل هنية يسيطر على التجارة في قطاع غزة بعد أن كان قبل الحكومة "الله كريم".

فالمقاومة لن تكون في مثل القوة التي يمتلكها العدو، لكنها ملزمة أخلاقيا بحماية شعب المقاومة وليس وضعه كرهان في قمار دولي تقوم فيه حماس بدور منظم مائدة القمار.

عن يومية "النهار المغربية"، الاثنين 21 يوليوز 2014