في ظل اليأس الذي تعيشه ميليشيا "البوليساريو" أمام ضعف وتآكل أطروحتها الانفصالية، لا تكتفي بالعمل على ترديد مضامين أسطوانتها المشروخة المبنية على تزوير الوقائع التاريخية والجغرافية، بل تعدى ذلك إلى تزوير "الشخصيات" و"الصفات" لبناء مواقف داعمة، ليست في الواقع إلا سرابا في الصحراء، سرعان ما ينكشف عن واقع يصب في مصلحة المملكة المغربية؛ بمتانة وتماسك قضيتها الأولى وقوة مقترحها للحكم الذاتي في أقاليمها الجنوبية.
في باب تزوير "الشخصيات" و"الصفات"، يمكن تصنيف ما أعلنته الدعاية الانفصالية من كون زعيم ميليشيا "بوليساريو" استقبل، يوم الثلاثاء 23 ماي2023، من وصفته بـ"شيخ" زاوية الشيخ أحمد الهيبة بن الشيخ سيد الخير بن الشيخ محمد فاضل بن مامين، وقدمته على أنه رئيس الزاوية بـ"غرب إفريقيا".
في الواقع، لهذه الزاوية، التي تتبنى الطريقة الفاضلية القادرية، صيت ذائع لعقود من الزمن، وما يُقوّيها، حسب العارفين بشؤون الصحراء الكبرى، في الجمهورية الموريتانية وغرب مالي، هو كونها تابعة لحفيد الشيخ محمد فاضل بن مامين، لهذا حاولت ميليشيا "بوليساريو" استغلال صيت ومكانة هذه الزاوية، لمعرفتها بأهمية الزاوية ونفوذ أتباعها، فقامت باستجلاب غريب، ادعى أنه "شيخ" هذه الزاوية فأقامت له استقبالا ومأدبة مع المدعو ابراهيم غالي وسخرت ذلك من أجل الدعاية الإعلامية!
المثير أنه تبين أن ابن شيخ الزاوية الحقيقي، لما أُخبر بما وقع من طرف أحد أبناء عمومته من آل الشيخ ماء العينين بالمملكة المغربية، لم يكن على علم، لا هو ولا والده الشيخ، بما جرى من استقبال واحتفاء من طرف قادة الميليشيا.
وقد تلقى شيخ الزاوية مباشرة من الشخص المذكور الطرح السياسي الخبيث المقصود من الخبر، ما أصابه بغضب كبير استدعى منه إصدار بيان تكذيبي عن الواقعة المزعومة من طرف "بوليساريو".
وجاء في البيان، أساسا، أن موقف الزاوية هو أن "الصحراء جزء لا يتجزأ من المملكة المغربية بقيادة العرش العلوي المجيد"، مؤكدا أن ذلك هو موقف الشيخ ماء العينين وبعده بنوه إلى اليوم.
ما أقصر حبل الكذب، خصوصا إذا كان كذبا على شخصيات من الأحياء ومن ذوي النفوذ!
عن موقع: snrtnews.com