يذكر بأن المؤسسات التعليمية بمستوياتها الثلاثة بإقليم وزان، أفردت لمدة أسبوع حيزا زمنيا مهما لأنشطة متنوعة " تميز حفل القافلة الجهوية للمواطنة وحقوق الإنسان التي حطت بوزان يوم الثلاثاء 16 ماي 2023، تجلى في تزامن ذلك مع تخليد أسرة الأمن الوطني في ذكرى تأسيسها، وهي المؤسسة التي لا تغمض عيون نسائها ورجالها حماية لأمن الوطن والمواطنات المواطنين من أي عنف يمكنه أن يمس استقرارها وأمنها وسلامة أبنائها . كما هذا الانفراد في الترحم على شهداء العملية الإرهابية التي تعرضت لها بلادنا ليلة 16 ماي 2003 بالدار البيضاء، من طرف تجار ديننا الإسلامي الحنيف الذين ينشرون العنف بكل أشكاله وبأشع تجلياته، لا لشيء إلا لأنهم لا يقبلون بأن يسع المغرب كل أبنائه ...".
لمس الحضور المتنوع الذي حج لقاعة دار الأطفال صباح يوم الثلاثاء 16 ماي 2023 لمتابعة فقرات حفل تتويج القافلة الجهوية لحقوق الإنسان المنظمة بين اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالشمال، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بذات الجهة، ( لمس) كيف تجسدت المقاربة المندمجة بين الدولة والمجتمع على مستوى إقليم وزان في محاربة العنف بكل أشكاله. حيث برز هذا واضحا بحضور الإدارة الترابية في شخص قائدة الملحقة الإدارة الثانية (حي العدير)، ورئيس المجلس العلمي، والمندوب الإقليمي للتعاون الوطني، والنائب الأول لرئيس جماعة وزان، ورئيس لجنة الحكامة والديمقراطية التشاركية بذات المجلس، وممثل المجلس الإقليمي، ووفد ثقيلة تركيبته ممثلا للجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة طنجة تطوان الحسيمة... ورؤساء مصالح بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وجمعية رعاية الطفولة وتوعية الأسرة بتطوان التي مثلتها رئيستها المحامية فوزية المامون، وجمعيات مدنية وزانية (حركة الطفولة الشعبية، جمعية دار الأطفال، جمعية أحضان لحماية الأطفال في وضعية صعبة، جمعية نساء وزان للتنمية ..) جمعيات أمهات وآباء التلاميذ وفيدراليتيهما على مستوى الإقليم، ومنسقات ومنسقي أندية المواطنة وحقوق الإنسان بالمؤسسات التعليمية المشاركة في الحفل، وأطر تربوية وإدارية ، وفريق يمثل خلية التكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف....
محتوى الكلمات التي ألقيت في حفل تتويج القافلة الجهوية للمواطنة وحقوق الإنسان التي أطرها شعار " من أجل حياة آمنة للأطفال خالية من العنف " ذكر بالمكانة المركزية للمدرسة في هرم مؤسسات التنشئة الاجتماعية من حيث التأثير على الطفل، وتنمية ممارساته، وصقل شخصيته... لذلك أبرزت هذه الكلمات أهمية إيلاء الوسط المدرسي اهتماما خاصا ليساعد المجتمع على تحقيق أهدافه، وذلك نظرا "للعلاقة العضوية بين المشروع المجتمعي والمشروع التربوي كمجال خصب لزرع قيم المواطنة ورعاية تجدرها باستمرار لكي تثمر سلوكات حضارية ".
الشريكان المشرفان على القافلة الحقوقية اختارا ترجيح كفة آلية جديدة لمواجهة العنف بالوسط المدرسي، على كفة الآلية التقليدية المتجلية في المنبرية. لم تكن الآلية الجديدة التي فسحت أمامها مساحة زمنية رحبة، غير الانتصار لكل أشكال التعبير، من مسرح، وغناء، ورسم، وشعر، وجداريات، وأناشيد بحمولة حقوقية، ... جسدها تلميذات وتلاميذ فوق المنصة ... وجهوا من خلالها وعبرها لمختلف المتدخلين والشركاء رسائل قوية، مبتدؤها ومنتهاها هو أن المغرب الذي يسع لكل أبنائه بغض النظر عن أي اعتبار، مدخله تفعيل سلة حقوق الطفل كما جاء بها دستور المملكة ، والاتفاقية الدولية ذات الصلة، ورفع كل أشكال الانتهاك التي تتعرض لها هذه الحقوق ... لوحات ترجمت في قوالب ابداعية راقية أبهرت الحضور، ما قاله فيلسوف صيني ثلاثة قرون قبل الميلاد " إذا أردتم مشاريع سنوية فازرعوا القمح ، وإذا أردتم مشاريع لعقد من الزمن فازرعوا الأشجار، وإذا أردتم مشاريع الحياة فما عليكم إلا أن تعلموا وتنشؤوا وتثقفوا ".
يذكر بأن المؤسسات التعليمية بمستوياتها الثلاثة بإقليم وزان، أفردت لمدة أسبوع حيزا زمنيا مهما لأنشطة متنوعة ومتناسقة الفقرات، تناولت آفة العنف الذي يعرفه الوسط المدرسي، وأثر انتهاكه لسلة حقوقهم/ن، وأبدعوا في تقديم لوحات فنية جميلة مستوحاة من تجارب عاشها هذا التلميذ أو تلك التلميذة. وفي هذا الإطار وقف الفريق الذي زار مؤسسات تعليمية، حالة عنف عرضتها بشريط فيديو تلميذة( بحضور والدتها وبموافقتها) بإعداديه مولاي التهامي، تتحدث فيه عن العنف الذي تعرضت له وكان سببا في انقطاعها عن الدراسة، قبل أن تدخل جمعية أمهات وآباء التلاميذ بتنسيق مع الإدارة التربوية على الخط وتنتهي الوضعية الصعبة الناتجة عن العنف بمصالحة هذه المتعلمة مع الفضاء المدرسي. كما أن الزيارات المذكورة نجحت في وضع الحجر الأساس لمأسسة تبادل الزيارات بين أندية المواطنة وحقوق الإنسان بالمؤسسات التعليمية لتبادل التجارب والارتقاء بأداء هذه الآلية التي تلعب دورا كبيرا في تنشيط الحياة المدرسية.
