الخميس 6 فبراير 2025
فن وثقافة

في برنامج "على مرمى خبر": هل كشفت وسائل التواصل الاجتماعي فعلا حقيقتنا؟ (مع فيديو)

في برنامج "على مرمى خبر": هل كشفت وسائل التواصل الاجتماعي فعلا حقيقتنا؟ (مع فيديو) سناء العاجي ( يسارا) وأميرة بنيادين
هل فعلا غيرت وسائل التواصل الاجتماعي حياتنا؟ أخلاقنا؟ طرائق تعبيرنا وتفكيرنا؟
أم كشفت فقط عن طبائعنا القديمة، وجعلتها تظهر أكثر؟؛ أسئلة وغيرها طرحها البرنامج الجديد "على مرمى خبر"، الذي تعده وتقدمه الزميلة سناء العاجي على
قناة M24.
 
وللنقاش والتحليل، استضافت القناة أميرة بنيادين، بصفتها خبيرة في التواصل الاجتماعي، إذ أشارت مقدمة البرنامج في البداية لدور شبكات التواصل الاجتماعي، مبرزة أنها أصبحت عاملا مؤثرا وأساسيا في تغيير حياتنا، بل غدت جزءا من الثقافة أيضا، لتدخل في كل جوانب الحياة عبر  وسائل التكنولوجيا التي لا يتوقف تطورها كل يوم، وجعلت العالم قرية أصغر وأقرب وسهلة الوصول للجميع. وعلى ضوء هذا المعطى الواقعي، تضيف الخبيرة أن بروز صيغة جديدة للمجتمع التقليدي الذي يطلق عليه المجتمع الشبكي، أضحت الهوية تبنى ضمن سياقات اجتماعية وثقافية عالمية لامحدودة، بفعل تأثير الفضاءات السيبرانية التي أعطتها دلالات جديدة أوسع من الفضاءات المحلية، وفتحت آفاقا غير مسبوقة للأفراد وساهمت في استنبات ونحت هويات افتراضية جديدة، حاملة في طياتها رهانات وتحديات وإشكالات جديدة لا يمكن حصرها حول إمكانية وكيفية تبنيها من طرف الأفراد فحسب، بل تتعدى ذلك إلى خلق صراع جديد بين الهوية الفعلية والهوية الافتراضية والذي ألقي بضلاله علينا في الوقت.
 
وهو ما ركزت عليه بنيادين في النقاش، ترصدا لكل استعمالات شبكات التواصل الاجتماعي في ظل هويات مختلفة يريد مستعمل شبكات والتواصل الاجتماعي بعثها للآخرين، حيث ستتحول الهويات الواقعية، الى  هويات افتراضية، بل تصبح أيضًا نماذج أكثر مهيمنة للتعبير عن الذات (الجسد) الذي سيصبح ثانويا.
 
وعرجت الخبيرة في النقاش على ماهية الانطباع في علاقته بالهوية، الذي يحرص كل مستمعلو شبكات التواصل الاجتماعي على تركها لدى المتلقي الواقعي. ويمكن للانطباع الأول أن يصبح فعلا عاملا بالغ الأهمية عندما يتشكل في لقاء حاسم، ولكن ما مدى دقة الانطباع الأول في التعبير عن حقيقة شخص ما؟ وهل تتناسق صحته مع الأهمية التي نعلقها عليه عند توجهنا إلى لقاء أول؟ وهل تفاعل المتلقي بشكل ايجابي أو سلبي؟، والتفاعل والانطباع إحدى الاشكالات التي يطرحها علم الاجتماع، تشير الخبيرة . 
 
وأضافت الخبيرة أن التفاعل الاجتماعي يعد من أكثر المفاهيم انتشارا في علم الاجتماع وعلم النفس على السواء، وهو الأساس في دراسة علم النفس الاجتماعي. إذ يعد التفاعل الاجتماعي بشكل عام نوعا من المؤثرات والاستجابات، فهو لا يؤثر في الأفراد فحسب بل يؤثر كذلك في  السلوك تبعاً للاستجابات التي يستجيب لها الأفراد.
 
وأوضحت الخبيرة أميرة أن مفهوم إدارة الانطباع أحيانا بشكل مماثل لتقديم الذات أو تسويقها، وهو في جوهره محاولة الفرد التأثير على فكرة الآخرين عنه. في بدايات تطبيق المفهوم، نفذ على التفاعل المباشر وجها لوجه، ثم جرى توسيعه ليشمل التواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
 
وتطرق البرنامج أيضا، إلى انتشار ظاهرة المؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تكاد تكون جديدة، حيث فرضت وجودها أكثر في السنوات الأخيرة، إذ ثمة من يعتبرها وظيفة يمارسها البعض من أجل اكتساب الشهرة واستخدامها لأهداف تسويقية...
 
ألسنا في النهاية، أمام حقيقة بسيطة، مفادها أن البشر في النهاية، كشف عن معدنه الأصلي من خلال تعميم أفكاره، طموحاته، أهدافه وحتى كرهه وحبه... وعنصريته. أليست وسائل التواصل الاجتماعي في النهاية، مجرد آلية، كشفت حقيقتنا؟ أسئلة وأخرى ناقشتها سناء العاجي مع  أميرة بنيادين، الخبيرة في التواصل الاجتماعي.