هي صورة تم تداوله بعد اختيار شخوصها بعناية، الأمر يتعلق بعناصر من الجيش الجزائري بمختلف رتبهم، وعناصر من الدرك والجمارك التقطوا لهم صورة مع أعضاء منتخب الجزائر أقل من 17 سنة في مدينة قسنطينة، تأهبا لمواجهة المغرب ضمن ربع نهائي كأس أمم أفريقيا.
صورة لقيت اعتراضا ورفضا كبيرين، ليس فقط من قبل رواد التواصل الاجتماعي من المغاربة بل من جنسيات مختلفة، مستهجنة هذا الشحن لفتيان أقل من 17 سنة ضد المغرب، والحال أن المواجهة كروية وليست عسكرية..
ففي ديربي مغاربي، يواجه، هذا المساء، الأربعاء 10 ماي 2023، المنتخب الجزائري لكرة القدم لأقل من 17 سنة نظيره المغربي، على أرضية ملعب قسنطينة، اعتبارا من الساعة الثامنة مساء.
ويراهن الجمهور المغربي على المنتخب المغربي لتحقيق الفوز على المنتخب الجزائري والتأهل إلى المربع الذهبي، وبالتالي ضمان مقعد في نهائيات كأس العالم، خصوصا بعد الأداء الجيد الذي قدمه أشبال الأطلس بقيادة الإطار المغربي سعيد شيبا في دور المجموعات من هذه المسابقة.
وتنبني إرادة سعيد شيبا في بلوغ هذا المبتغى على قراءة أداء المنتخب الجزائري وأسلوبه التكتيكي بأدق تفاصيله، بل وبات المدرب أمام واقع يفرض عليه استقراء منطقيا وبعد نظر على مستوى الخيارات البشرية والتكتيكية لخلط أوراق المدرب الجزائري أرزقي رمان.
ولكون الفوز بالمباراة يؤدي حتما إلى التأهل إلى نهائيات المونديال فقد يدفع المدرب باختيارات جديدة قد تشمل العناصر التي لم تخض اللقاءات السابقة، أو التي لعبت لبضع دقائق، وهي خيارات من شأنها أن تقلب الموازين وترجح كفة الفريق الوطني.
وكان مدرب المنتخب المغربي أجرى الكثير من التغييرات في مباراته أمام منتخب زامبيا، ردها إلى رغبته في إراحة اللاعبين الأساسيين والاستعداد الجيد لمواجهة منتخب الجزائر، إذ قال: “كنت مطالبا باستغلال هذه المباراة لإراحة بعض اللاعبين والبدء بالتحضير للقاء منتخب الجزائر، لأنها مواجهة مهمة مؤهلة لكأس العالم وسأعطيها الاهتمام اللازم”.
والأكيد أن شيبا يدرك أهمية المواجهة أمام المنتخب الجزائري في دور ربع النهائي، التي وصفها بـ”الصعبة” باعتبار طابع “الديربي” الذي يميزها، والخصوصية والحماس اللذين يرافقان دائما مواجهات منتخبات شمال إفريقيا؛ “فكل منتخب يرغب في الفوز والتأهل إلى المربع الذهبي لضمان بلوغ نهائيات المونديال”.
وكان الإطار الوطني قال في هذا الصدد عقب مواجهة منتخب زامبيا: “اللقاءات التي تجمع بين منتخبات شمال إفريقيا دائما ما تكون صعبة، وتتميز بالندية الكبيرة وتحظى بمتابعة جماهيرية قياسية. هذه المباريات لديها نكهة خاصة وحماس مميز”.
ولا شك أن العناصر الوطنية، التي تتسلح بالإرادة والإصرار على تحقيق الأفضل، تدرك هي الأخرى أن إحراز لقب كأس إفريقيا للأمم يبقى أمرا مهما في مشوارها، لكن المشاركة في المونديال تظل بالنسبة إليها أيضا محطة مهمة للرفع من مستواها، والاحتكاك بمدارس أخرى لها قيمتها على المستوى الدولي.
يذكر أن المنتخب المغربي احتل صدارة المجموعة الثانية برصيد ست نقاط، رغم خسارته، في المباراة الأخيرة لدور المجموعات أمام منتخب زامبيا بهدفين لهدف، قبل مواجهة منتخب الجزائر، وصيف المجموعة الأولى، برصيد أربع 4 نقاط، في تكرار لنهائي “كأس العرب 2022”.