الجمعة 3 مايو 2024
اقتصاد

أخنوش يكشف الخطوط العريضة لرؤية حكومته لإرساء منظومة ‏وطنية للسيادة الغذائية

أخنوش يكشف الخطوط العريضة لرؤية حكومته لإرساء منظومة ‏وطنية للسيادة الغذائية عزيز أخنوش
في جلسة للمساءلة الشهرية، بمجلس النواب، الاثنين 8 ماي 2023، خصصت لمناقشة ‏موضوع "الرؤية الحكومية لإرساء منظومة وطنية للسيادة الغذائية"، كشف رئيس ‏الحكومة عزيز أخنوش، عن رؤية حكومته لإرساء منظومة وطنية للسيادة الغذائية.‏
- التأسيس لنموذج فلاحي مبتكر‏
وشدد عزيز أخنوش، في معرض كلمته، على أن الحكومة التي يترأسها تعمل تحت قيادة الملك، على إرساء لبنات منظومة غذائية مستدامة مبنية على فلاحة ‏عصرية ذات قيمة مضافة عالية لتحقيق السيادة الغذائية المنشودة.‏
وأشار إلى أن المملكة المغربية ظلت حريصة منذ فجر الاستقلال على إيلاء العناية اللازمة ‏لرهان الأمن الغذائي، من خلال إقرار سياسات عمومية ومخططات فلاحية تعنى بتحقيق ‏الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي.‏
واسترسل: "... استطاعت بلادنا ولله الحمد التأسيس لنموذج فلاحي مبتكر، مزود ‏باختيارات استراتيجية بعيدة المدى لتطوير الإنتاج الغذائي وتعزيز مناعة القطاع الفلاحي ‏وصموده في وجه التقلبات".‏
-المغرب الأخضر يحقق الطموح المسطر‏
وسجل في معرض طلمته بارتياح كبير، أن حجم منجزات مخطط المغرب الأخضر بلغت ‏الطموح المسطر وحقق الأهداف المنتظرة منه، لا سيما فيما ياعلق بتحقيق الأمن الغذائي ‏للمغاربة".‏
وأشار أن مخطط المغرب الأخضر ساهم في الاستغلال الكامل لإمكانيات المغرب الفلاحية ‏ومضاعفة الناتج الداخلي الخام الفلاحي ليتجاوز سقف 127 مليار درهم سنة 2021، ‏ومضاعفة الصادرات ثلاث مرات، مع تمكنه من خلق أزيد من 50 مليون يوم عمل إضافي ‏بنسبة تشغيل بلغت 75 % في الوسط القروي، مما ساهم في تحسين متوسط الدخل ‏الفلاحي بالعالم القروي بنسبة 66 .% كل ذلك من خلال تعبئة استثمارات إجمالية قاربت ‏‏160 مليار درهم، تشكل منها الاستثمارات الخاصة أزيد من 60 .% ‏
وأكد أنه تم اتخاذ مجموعة من التدابير الرئيسية لتنمية سلاسل الإنتاج وضمان استدامتها، ‏خاصة تلك التي يتمتع فيها المغرب بامتيازات تنافسية، عبر مضاعفة المساحات المسقية ‏بالري بالتنقيط 4 مرات، وغرس أزيد من 590.000 هكتار بالأشجار المثمرة، والحد من ‏الأمراض النباتية والحيوانية وتقوية المراقبة المستمرة لصحة الثروة الحيوانية، فضلا عن ‏إعداد استراتيجيات خاصة للمناطق الهشة، كالبرنامج الموجه لتنمية المناطق الواحية ‏وشجر الأركان، ووضع البرنامج الوطني لتنمية المراعي بهدف الإدارة المستدامة للموارد ‏الرعوية.‏
-المغرب يسجل مؤشرات هي الأعلة في منطقة "مينا" في الانتاج الفلاحي‏
وعبر أخنوش في معرض كلمته عن افتخاره بكون بلادنا بلغت نسبة تغطية وطنية ‏للحاجيات الاستهلاكية الأساسية من اللحوم الحمراء والدواجن والبيض والخضر والفواكه ‏والحليب تتراوح ما بين %98 و100%، مسجلة بذلك مؤشرات هي الأعلى في منطقة الشرق ‏الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى الرفع من نسبة تغطية الحاجيات المتزايدة من ‏الحبوب والسكر والزيوت.‏
وقد أثمرت المجهودات المبذولة، بحسب أخنوش، تقليص عجز الميزان التجاري الفلاحي، ‏حيث انتقلت تغطية الواردات بالصادرات الفلاحية من 49 % سنة 2008، إلى 65 % سنة ‏‏2020، كما سجلت بلادنا خلال الفترة من 2008 إلى 2020، استقرار مؤشر أسعار استهلاك ‏المواد الغذائية في 0,2 % مقابل 1,7 % كمعدل عالمي لهذا المؤشر.‏
-السيادة الغذائية في أوج الجائحة
وأكد رئيس الحكومة في كلمته على كون هذه الإنجازات المذكورة كان لها الفضل الكبير ‏خلال أوج الأزمة الصحية، إذ مكنت الطاقة الإنتاجية للقطاع الفلاحي الوطني من تأمين ‏السيادة الغذائية للمملكة وتموين السوق الداخلي بمختلف المنتوجات الغذائية ‏الأساسية بشكل مستقر وآمن.‏
وتابع: "... هذا يدعونا إلى الافتخار جميعا بنجاعة الاختيارات التي تبنتها المملكة، ‏لتعزيز أمنها وسيادتها الغذائية، ويعكس المناعة التي اكتسبتها الفلاحة الوطنية من ‏خلال استكمال إنجاز مخطط المغرب الأخضر".‏
وأشار ذات المتحدث أن الحفاظ على هذه الوتيرة التصاعدية من التقدم المحقق في ‏القطاع الفلاحي، يتطلب تعزيز المكتسبات بشكل مدروس ومبرمج، والابتعاد عن ‏المزاجيات التي تتعاطى بإيديولوجية مفرطة مع الموضوع، على حد تعبيره، مشيرا أن ‏‏"استدامة الفلاحة الوطنية وتثمين مكتسباتها يستدعي نهج مقاربة مندمجة تنطلق ‏أساسا من مقوماتنا ومواردنا الطبيعية الحقيقية، وتتجاوز التحديات والمخاطر ‏المطروحة".‏
-الجيل الأخضر لترسيخ سياسة فلاحية مستدامة‏
وأوضح عزيز أخنوش، أن حكومته ستواصل من خلال المحاور المكونة لاستراتيجية ‏الجيل الأخضر، التي تهدف في أفق سنة 2030، إلى ترسيخ سياسة فلاحية مستدامة ‏وتنفيذها بطريقة مسؤولة وتشاركية وشاملة‎.‎
وتابع: ".. تتمثل عناصر الانتقال الرئيسية لاستراتيجية الجيل الأخضر، في الرفع من ‏الإنتاج الفلاحي لمواكبة تطورات الاستهلاك الداخلي وتكريس التحول نحو منظومة ‏غذائية مستدامة، عبر مضاعفة الناتج الداخلي الخام الفلاحي، والعمل على بلوغ 70‏‎ % ‎من تثمين الإنتاج الفلاحي"‏‎.‎
-الإكراهات.. الجائحة والجفاف
كما أشار أخنوش إلى أن هذا التراكم النوعي للقطاع الفلاحي، لا يمكنه أن يخلو من بعض ‏الفترات الاستثنائية والعابرة التي تعرفها بلادنا، والتي أثرت بشكل مباشر على إنتاجية ‏المحاصيل الزراعية، وبالتالي على منظومة أسعار المنتجات الفلاحية، والتي حصرها في ‏انعاكاسات الأزمة الصحية، التي أثرت بشكل مباشر على التوازن في القطاع الحيواني، مما ‏انعكس سلبا على سلسلة اللحوم الحمراء والحليب، إضافة للجفاف والتقلبات ‏المناخية.‏
وفي ما يتعلق بالجفاف أشار أخنوش إلى أن جفاف سنة 2022 يعد الأقوى من نوعه ‏منذ 4 عقود، وأعاد إلى الأذهان سنتي 1995 و1981، والتي بسببهما خضع المغرب ‏لبرنامج التقويم الهيكلي، وما أسماه الملك آنذاك بالسكتة القلبية. اليوم هناك ‏فعلا تضخم مستورد لكن ليست هناك سكتة قلبية.‏