الجمعة 7 فبراير 2025
كتاب الرأي

عبد الله سدراتي: من يدافع عن ورد أمي؟ من يثمن عرق أمي؟

عبد الله سدراتي: من يدافع عن ورد أمي؟ من يثمن عرق أمي؟ عبد الله سدراتي
لعل أكثر المشكلات الحقيقية والدائمة التي تشكوها ساكنة قلعة مكونة لا تكلف المسؤولين نظرا أو تدخلا، وفي الوقت نفسه هم مستعدون لتنظيم "مهرجان الورود"، والذي تحول إلى مهرجان للرقص والغناء والتسكع في الطرقات وصباغة واجهات جدران متسخة ومتهالكة ونثنة ومهترئة، بينما لا يجد الناس نقلا عموميا يؤمن حضورهم وتنقلهم، أوبنية تحتية تسعهم، أوفضاءات للترفيه تنفس عن همومهم .. 

مدينة يأتيها رزقها، رغدا من كل مكان، لكنها تشكو اللا تدبير وانحسار التخطيط في توفير موائد الأكل عالية الجودة " للزوار الاستثنائيين "، والتفاوض مع صناع الفرجة لتنشيط " سهرة فنية " تفتقد لأبسط ظروف التنظيم .. 
 
تحولت قلعة مكونة إلى جسد مريض، تسربت إليه أشكال شتى من العطب التنموي والباثولوجيا الثقافية والعسر في تدبير القطاعات الحيوية، حتى بات المواطن هنا " غريبا "، يشك في مواطنته ويرثي حال مدينة "ماضيها أفضل من حاضرها". 

كيف لا يفكر أهل هذه البلدة المسكينة في الهجرة واللاعودة؟ كيف لا يعيشون الهدر الإجتماعي والإستلاب الإقتصادي وكل ألوان الألم والبؤس؟ متى يفهم عقلاؤنا أن الظلم مؤذن بخراب العمران؟.