في الوقت الذي تحاول فيه نساء معنفات مغربيات كثر، كبث معاناتهن والعيش مع العنف كأنه قدرهن المحتوم، تجنبا لردات فعل العائلة والمجتمع، تصر أخريات على اللجوء إلى الجهات المختصة من أجل الإنصاف ورد الاعتبار. "أنفاس بريس" زارت مؤخرا مركز استماع تابع لجمعية "الأمل لتنمية المرأة والطفل " بسيدي يوسف بن علي بمراكش، واستقت عينة من شهادات لنساء تعرضن للعنف في أبشع صوره.
الإمام والتحرش الجنسي
لعل أبرز الشهادات الصادمة التي تلقتها جريدة" أنفاس بريس"، من سيدة متزوجة عمرها أكثر من 30 سنة وأم لطفلين، تعمل مؤطرة تربوية في إحدى المساجد المتواجدة بمنطقة قروية جنوب مدينة مراكش، أفادت أنها تعرضت خلال شهر رمضان 2023، للتحرش الجنسي، مرارا وتكرارا، من طرف " إمام" مسجد "الدوار"، الأحرى بهذا الإمام/ المعتدي أن يكون القدوة داخل هذا الفضاء الديني.
ليس هذا فقط، فالمؤطرة التربوية التي تعرضت للتحرش الجنسي، تواجه حاليا تهديدا ومضايقات من عدة جهات، فضلت عدم ذكرها، بل فضلت على إثرها عدم الالتحاق بالعمل، والإنزواء في البيت، وأن تتوارى عن الأنظار، وأن تواجه عتابات الزوج التي لا تنتهي، وهي في حالة انهيار نفسي حاد. وتحكي الضحية أن مرتكب التحرش الجنسي، وهو إمام المسجد، كان يقوم بأفعال مخلة، كما كان يحاول التقرب منها جسديا، بخلق ذراع كتغيير أقفال قاعة الدراسة. فهذا الوضع حسب رواية الضحية سبب لها مشكلة نفسية، أمام باقي المؤطرات التربويات والطالبات. فما كان أمام الضحية سوى أن تنسحب من عملها، وتقديم شكاية في الموضوع مرفوقة بشهادات من شهود عيان، وضعتها رفقة زوجها لدى سرية الدرك الملكي والنيابة العامة، وقد جرى الاستماع لقصتها مع هذا الإمام/ المعتدي من طرف مركز الاستماع لضحايا العنف ضد النساء التابع للجمعية، توجهت هذه الأخيرة على إثرها بمراسلة الجهات المختصة، في انتظار أن تأخذ الإجراءات القانونية مجراها الطبيعي. كل هذا في الوقت الذي يحاول فيه إمام المسجد/ المعتدي بكل السبل إرغام المؤطرة التربوية الضحية على التنازل عن شكايتها.
ليس هذا فقط، فالمؤطرة التربوية التي تعرضت للتحرش الجنسي، تواجه حاليا تهديدا ومضايقات من عدة جهات، فضلت عدم ذكرها، بل فضلت على إثرها عدم الالتحاق بالعمل، والإنزواء في البيت، وأن تتوارى عن الأنظار، وأن تواجه عتابات الزوج التي لا تنتهي، وهي في حالة انهيار نفسي حاد. وتحكي الضحية أن مرتكب التحرش الجنسي، وهو إمام المسجد، كان يقوم بأفعال مخلة، كما كان يحاول التقرب منها جسديا، بخلق ذراع كتغيير أقفال قاعة الدراسة. فهذا الوضع حسب رواية الضحية سبب لها مشكلة نفسية، أمام باقي المؤطرات التربويات والطالبات. فما كان أمام الضحية سوى أن تنسحب من عملها، وتقديم شكاية في الموضوع مرفوقة بشهادات من شهود عيان، وضعتها رفقة زوجها لدى سرية الدرك الملكي والنيابة العامة، وقد جرى الاستماع لقصتها مع هذا الإمام/ المعتدي من طرف مركز الاستماع لضحايا العنف ضد النساء التابع للجمعية، توجهت هذه الأخيرة على إثرها بمراسلة الجهات المختصة، في انتظار أن تأخذ الإجراءات القانونية مجراها الطبيعي. كل هذا في الوقت الذي يحاول فيه إمام المسجد/ المعتدي بكل السبل إرغام المؤطرة التربوية الضحية على التنازل عن شكايتها.
المدمن والعنف المنزلي
ومن المشتكيات التي عاينت "أنفاس بريس" الاستماع إليها من طرف المساعدة الاجتماعية بالمركز، أم شابة عشرينية، وبين دراعيها كانت تحتضن طفلها الصغير ذو الأربع سنوات، حلت على المركز من ضواحي مراكش، وهي ربة بيت، أمية، تعيش حياة الفقر والعوز، صرحت خلال الاستماع إليها أنها تعرضت، بداية شهر رمضان 2023، لعنف جسدي من طرف الزوج، مسببا لها عاهة مستديمة، بعدما تعمد إحراق وجهها وأطراف من جسدها بالماء الساخن. ناهيك عن تعرضها لعنف اقتصادي متكرر من زوج يعمل مناوما، تقول عنه الضحية أنه يتعاطى الكحول والمخدرات.
الناجية الشابة قررت مرغمة، اللجوء للمساعدة الاجتماعية، بعدما طال أمد البث في الشكاية التي تقدمت بها للدرك الملكي والنيابة العامة في الموضوع، والحال أنها تعيش حالة من انهيار عصبي ملحوظ نتيجة استمرار الزوج/ المعتدي في ممارسة العنف ضدها، وتحكي بمرراة أنها وقعت ضحية زوج أصبح ساديا مع مرور الوقت، يعرضها للضرب والمعاناة بشكل يومي داخل البيت، وهو العاطل عن العمل، ويتعاطى جميع أشكال المخدرات، كما يحرمها من مصروف البيت اليومي، ولولا مساعدة الجيران، لماتت جوعا خلال شهر رمضان، بل وبفضلهم استطاعت أن تتقدم بشكايتها للجهات المختصة، طلبا لإنقاذها من حجيم زوج سماته العنف المستمر بكل أشكاله: الجسدي والاقتصادي والنفسي.
الناجية الشابة قررت مرغمة، اللجوء للمساعدة الاجتماعية، بعدما طال أمد البث في الشكاية التي تقدمت بها للدرك الملكي والنيابة العامة في الموضوع، والحال أنها تعيش حالة من انهيار عصبي ملحوظ نتيجة استمرار الزوج/ المعتدي في ممارسة العنف ضدها، وتحكي بمرراة أنها وقعت ضحية زوج أصبح ساديا مع مرور الوقت، يعرضها للضرب والمعاناة بشكل يومي داخل البيت، وهو العاطل عن العمل، ويتعاطى جميع أشكال المخدرات، كما يحرمها من مصروف البيت اليومي، ولولا مساعدة الجيران، لماتت جوعا خلال شهر رمضان، بل وبفضلهم استطاعت أن تتقدم بشكايتها للجهات المختصة، طلبا لإنقاذها من حجيم زوج سماته العنف المستمر بكل أشكاله: الجسدي والاقتصادي والنفسي.
الفايسبوكي والعنف الجنسي
ومن الشهادات التي استمعت إليها "أنفاس بريس" من المساعدة الاجتماعية بالمركز، حالة شابة مراهقة، طالبة مقبلة على الحياة الدراسية بنهم كبير، مثابرة وطموحة، تبلغ حينها من العمر 18 سنة، أفادت أنها وقعت ضحية اغتصاب نتج عنه حمل وولادة، اغتصاب وقع خلال مرحلة البكالوريا، أي قبل سنة، من ذئب من ذئاب الفضاء الأزرق. قصتها أنه تعرفت على شخص عبر منصة للتواصل الاجتماعي، كان في البداية حملا وديعا، وكانا يتبادلان وجهات نظر في أمور عادية، قبل أن يتحول هذا التعارف إلى لقاء مباشر ، خطط له الجاني بمفرده. تقول عنه الضحية الشبة الطالبة، أنه اعترض طريقها بحر السنة الدراسية الماضية، حيث فاجأها هذا الفايسلوكي المعتدي، بعدما جمع كل المعطيات عنها، (اعترض) سبيلها بالقوة، مع سبق أصرار وترصد، وكانت هي المرة الأولى التي تلتقي به وجها لوجه، وكان مغايرا تماما، لما هو عليه على الفاسيلوك، تحكي الضحية، وقد أرغمها على الركوب معه دراجته النارية، بعدما هددها بالسلاح الأبيض، والذهاب معه، حيث سيستقدمها إلى وكر خارج المدينة، وهنا مارس عليها عنفه الجنسي بعد أن اغتصبها بالقوة. وتضيف المساعدة الاجتماعية وهي تروي قصة الضحية الطالبة، وأمام هول الصدمة، والخوف من العائلة وعلى مسارها الدراسي، خاصة وأنها مقبلة على الالتحاق بإحدى المدارس العليا بمدينة مراكش، لم يكن أمامها سوى خيار كتم هذا الاعتداء الجنسي الوحشي الذي تعرضت له، وإخفاء صدمتها النفسية والتعايش معها، وعدم التبليغ عن هذا الشخص الجاني الذي كان يكبرها سنا. تمر الشهور، ونتيجة لهذا الاغتصاب ستفاجى الطالبة الشابة بكونها أصبحت حاملا وستصير أما عازبة. فما كان عليها سوى مواجهة هذا الواقع أمام أسرتها، ونتيجة لهذا الحمل سيتم أيضا فصلها نهائيا من المدرسة العليا التي التحقت بها بداية هذه السنة الدراسية، لتدخل عالما مجهولا، وإلى هنا يتوقف طموحها الدراسي، مع قرب انجابها لطفل خارج مءسسة الزواج كنتيجة للاغتصاب الذي تعرضت له.
تمر الأيام ويتم اعتقال الجاني وتلتقي العائلتين ويتم الزواج في انتظار أن تبث المحكمة في قضيتها التي تحولت من عنف جنسي نتج عنه حمل وولادة الى قضية إثبات النسب، ومعه يضيع مستقبل الشابة الطموحة، بفعل هذا الفعل المشين، شاغرا فكيه على عوالم من المعاناة، قطعا لن تنتهي...
ظاهرة العنف ضد المرأة في تصاعد
تمر الأيام ويتم اعتقال الجاني وتلتقي العائلتين ويتم الزواج في انتظار أن تبث المحكمة في قضيتها التي تحولت من عنف جنسي نتج عنه حمل وولادة الى قضية إثبات النسب، ومعه يضيع مستقبل الشابة الطموحة، بفعل هذا الفعل المشين، شاغرا فكيه على عوالم من المعاناة، قطعا لن تنتهي...
ظاهرة العنف ضد المرأة في تصاعد
هي فقط عينة من شكايات العشرات من النساء والفتيات ضحايا العنف بكل أشكاله الجنسي والنفسي والجسدي والاقتصادي والالكتروني، تشير بصدده حليمة أولامي رئيسة جمعية "الأمان لتنمية المرأة والطفل"، أن مركز الاستماع الذي تتوفر عليه الجمعية بالمركز الاجتماعي للمرأة والطفل بمنطقة سيدي يوسف بن علي بمراكش، يستقبل شهريا أكثر من ثلاثين حالة من النساء المعنفات، اغلبهن من ضواحي مدينة مراكش، ومن فئات فقيرة، وأن ظاهرة العنف ضد المرأة والفتيات في تصاعد خطير نتيجة عدة عوامل منها الاقتصادية والاجتماعية، وأن من أهداف المركز الدفاع عن حقوق النساء وحمايتهن من كل أشكال العنف، والإرشاد والدعم النفسي لهن.