Tuesday 19 August 2025
مجتمع

هذه أبرز مخرجات اللقاء الوطني لتكوين المكونين في قطاع التخييم

هذه أبرز مخرجات اللقاء الوطني لتكوين المكونين في قطاع التخييم جانب من اللقاء
شهد مجمع مولاي رشيد للشباب والطفولة ببوزنيقة، أيام 14 – 15 و16 أبريل 2023 ، تنظيم فعاليات اللقاء الوطني لتكوين المكونين، هذا اللقاء الذي يأتي انعقاده في أطار التخطيط المشترك بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل والجامعة الوطنية للتخييم، ويروم هندسة العمل التربوي وتدبير البرنامج الوطني للتخييم وفق تصميم له رسم، مبني على رؤية إستراتيجية واعدة؛ تشمل كل المنظورات بدءا من تطوير البنيات التحتية للفضاءات التخييمية، وتجويد خدماتها، وتنظيم إجراءات التصحيح والتقوية المتعلقة بالتأطير والتكوين واستكمال التكوين للفاعلين التربويين المهتمين بمجال التخييم، وتحديد المسارات والسيرورات واستغلال الوسائل المساعدة على تحقيق دينامبة التفاعل والتواصل بين قيادات التكوين على صعيد مديريات قطاع الشباب وكل المكاتب الإقليمية والجهوية للجامعة الوطنية للتخييم. 
كما يهدف اللقاء المذكور، إلى خلق الدافعية نحو تأهيل وإعداد أكبر عدد ممكن من الكفاءات الشابة من الجنسين معا، وتمكينهم من اكتساب معارف ومهارات وقدرات ومقاربات تربوية؛ تساعدهم على إتقان عملهم داخل المخيمات الصيفية، وتحفزهم على الابتكار والإبداع وتدعيم العملية التنشيطية واختيار البرامج والأنشطة التي تستجيب لحاجات الطفولة سواء منها الجسمية أو الذهنية أو التعبيرية أو التواصلية أو الاستكشافية، وذلك وفق كل المحطات التخييمية.
وعلاقة بموضوع اللقاء، فقد شكلت الجلسة الإفتتاحية بعد ظهيرة يوم الجمعة 14 أبريل 2023 ، بداية الإعلان عن انطلاق أشغاله، حيث أعرب أثناء الجلسة السالف ذكرها، كل من السادة رئيس قسم المخيمات ورئيس الجامعة الوطنية للتخييم ومدير الدورة والسيدة المديرة الإقليمية لقطاع الشباب ببنسليمان، على أن هذا اللقاء يعتبر محطة متفردة، تختلف عن سابقاتها التي نظمت خلال السنوات القريبة الماضية، وأن الرهان في الحاضر والمستقبل، هو الاستثمار في العطاء والتعبئة الشاملة لجل القوى من أجل المشاركة في المجهود الوطني للتخييم وتطوير خدماته والرفع من منسوب جودته، وذلك بناء على رؤية مندمجة؛ تشكل إطارا منهجيا لتلبية الحاجيات المتعلقة بالمجالات التربوية والإدارية وتوظيف الموارد المهنية، توظيفا تشاركيا، يشجع على المبادرة والإبداع واستشراف آفاق مستقبلية؛ تلتقي وترتقي بمستويات التنظيم والتنسيق وتسيير وتدبير شؤون الإدارة التربوية لمرافق المخيمات.
وحسب برنامج اللقاء الذي سهرت على إعداده، لجنة قيادية مكونة من أطر قطاع الشباب والجامعة الوطنية للتخييم، ووفقا لمنهجية العمل التي تم اعتمادها خلال هذه الدورة التكوينية، انبرى المشاركون بطريقة تناوبية، في التدارس والمناقشة والتحاور وتبادل الأفكار وتقاسم التجارب فيما بينهم، داخل الورشات الآتية :
- أولا : ورشة حاجيات المكون وفق الدورة الأولى :
- حيث هدفت هذه الورشة، إلى تمكين المشاركين من التعبير عن احتياجاتهم التدبيرية وفق محتويات الدورة الأولى، وكذا القيام بتقويم تشخيصي لتحليل الاحتياجات التدبيرية. هذا فضلا على التركيز على دعم قدرات المتدربين وحاجتهم إلى المعرفة والممارسة وتحقيق التكامل والتداخل بين جميع مراحل الإعداد والإنجاز للمحطات التدريبية.
- ثانيا : ورشة بناء وتنظيم المحتوى التدريبي :
- لقد كانت الغاية من هذه الورشة، هو المساهمة في تمكين المتدربين من معرفة إعداد آليات المحتوى التدريبي وضبط عناصره ومعايير اختيار وتقنيات بناء وتنظيم هذا المحتوى، بالإضافة إلى الإنكباب على تدارس واستكشاف الفرق بين المضامين التربوية والمحتويات التدريبية مع استحضار ترتيب محاور المحتوى ( المخيم، الطفل، المتدرب، الأنشطة ).
- ثاللثا : ورشة تقديم دليل مكوني المكونين :
- استهدفت هذه الورشة، القيام بقراءة متأنية لمحتويات ومكونات دليل تكوين المكونين، مع مراعاة الأهداف المرسومة للدورة الأولى، والأخذ بإطارها النظري ومحتوياتها التطبيقية، فضلا عن إحاطة المشاركين وتبادل أفكارهم وآرائهم حول منهجية تقديم الأنشطة المبرمجة في هذا الشأن والتركيز على أدوات وميكانيزمات التتبع والتقييم، المعمول بها في هذا الإطار.
 
وبشكل عام، فإن أهم الخلاصات التي انبثقت عن هذا اللقاء، تتبلور على الشكل الآتي :
1 – اهتمام المشاركين بضرورة إرساء مقومات وأسس منظومة تربوية وجيل جديد ومجدد؛ يسعى إلى تشجيع الانخراط بروح من المسؤولية والوعي والتشارك البناء المساعد على رفع مستويات أداء الفضاءات التخييمية وحسن تدبيرها وتنظيمها.
2 –  الوصول إلى إنتاجية أفضل داخل الورشات الثلاث، وذلك بطعم أجواء تفاغلية وتواصلية بين الأطر المشاركة، وسيادة التقدير والاحترام والتفاهم وتقاسم الأفكار بينها وقبول الاختلاف في وجهات النظر وتعديل وتصحيح كل ما من شأنه أن يرتقي  بمجال التخييم.
3 – ارتفاع منسوب إيمان جل المشاركين ورغبتهم في استثمار مؤهلاتهم وخبراتهم وتقديم الدعامات البيداغوجية والمعرفية خلال تأطيرهم للحلقات التدريبية المقبلة مع إجماعهم على الحد مع كل أشكال التكرار والرتابة التي كانت سائدة في حقبة ماضية.
4 – إسهام نسقية الورشات وطرق إدارتها في رصد العدبد من الأفكار التي تروم تحسين جودة وفعالية العمل التربوي والرفع من مردودية الموارد البشرية المهتمة بالتأطير وتنمية كفاياتها وتقوية قدراتها وتعزيز مبادراتها في هذا المجال.
5 – تمكن المشاركين من فهم واستيعاب مسارات ومنطلقات التخطيط الاستراتيجي والعمل التشاركي المزمع إراؤهما داخل اللجن الإقليمية والجهوية المشتركة بين القطاع والجامعة، التي شكلت في هذا السياق.
أما بالنسبة لأهم التوصيات التي تمخضت عن هذا اللقاء، فيمكن إجمالها على النحو الآتي :
1 – العمل بشكل ميداني على تقوية انسجام والتقائية واندماج مختلف برامج وأنشطة البرنامج الوطني للتخييم بين كافة المتدخلين وخصوصا منهم القطاع الوصي والجامعة الوطنية للتخييم بكل مكاتبها الإقليمية والجهوبة.
2 –  إعداد تصور شامل يهدف إلى مأسسة طرق اشتغال اللجن الإقليمية والجهوية المشتركة، بما يسمح بشكل خاص، انتقاء الطاقات الشابة المتدربة وفق معايير محددة.
3 – الانكباب على إعداد إطار مرجعي لمجال التخييم واستغلال حمولته الفكرية والتنظيمية من أجل البرمجة والتخطيط الاستراتيجي للمرحلة الراهنة.
4 – التفكير المستقبلي في فتح ورش التكوين والتأطير والبحث وتطوير المضامين التربوية بغية الرفع من الكفاءة المهنية والتقنية للموارد البشرية المهتمة.
5 – وضع قاعدة بيانات تشكل إطارا للتتبع، يمكن من تحليل الوضع الراهن للبرنامج الوطني للتخييم وإسناده بمؤشرات دقيقة لقياس نتائج وتأثيرات المشاريع والتدابير المنفذة بمجال التخييم.
6 – ضمان التدابير الإستباقية الكفيلة بتقوية ومساعدة الأطر المشرفة على الدورات التدريبية المقبلة.
7 – تعزيز قدرات الفاعلين في محور إدارة وتدبير برامج التأطير والتكوين وتجويد المضامين.
8 – المناشدة بإطلاق أسماء وأعلام أغنوا ذاكرة المخيمات الصيفية، على التداريب المقبلة، وذلك عن طريق استبدال ( إسم تدريب بفوج يحمل إسم أحد قامات التخييم المنتمية إلى القطاع أو إلى الفعل الجمعوي).
 
ومن ناحية أخرى، فقد توجت أشغال اللقاء المذكور، بجلسة ختامية،  بكلمات توجيهية للسادة رئيس قسم المخيمات ورئيس مصلحة المخيمات ومدير الدورة؛ أبرزوا من خلالها إلى الإجراءات والترتيبات الواجب اتخاذها خلال التداريب التكوينية القريبة لفائدة ( 700 متدرب ) على الصعيد الوطني، مع اعتبارهم على  أن تحقيق أية سياسة قطاعية في مجال التخييم، لا يمكن أن يتم إلا من خلال الحرص على تثمين الموارد البشرية وحسن إدارتها وتدبيرها، ودعم استراتيجيات موازية في مجال التكوين والتاطير لصالحها؛ يكون من بين أهدافها الرئيسية توفير المعلومات الكافية والخبرات الضرورية للفاعلين التربويين والجمعويين أثناء ممارساتهم التأطيرية والتكوينية المبرمجة في هذا السياق. كما أجمعت المداخلات المذكورة، على اعتبار هذا اللقاء، فرصة لإعادة النظر في عدد من التقنيات التربوية المستعملة في بناء برامج الدورات التدريبية وذلك من أجل جعلها تتفاعل أكثر مع الفئات المستهدفة وإمكانياتها وطموحاتها من جهة، وتستجيب لحاجياتهم المعرفية والتنسيقية من جهة ثانية، وتواكب سرعة التغيير المفاهيمي والبيداغوجي والإداري من جهة ثالثة.
كما أن ما ميز أطوار الجلسة الختامية، هو الحوار الديمقراطي البناء بين المشاركين، حيث أعطيت فرص التعبير لأطر الوزارة  ولممثلي المكاتب الجهوية من أجل تقديم أهم محاور مشاريعهم العملية المقبلة على المستويات المحلية والجهوية، وكذا الاستفسار عن بعض الصعوبات والإلحاح على إيجاد حلول مناسبة لها، وذلك من اجل تثمين جهود التعاون المبذولة المتسقة مع الأولويات الوطنية لمجال التخييم، والتي تركز في شقها الجوهري على تعزيز القدرات وتوضيح المسؤوليات المتبادلة للمتدخلين وصياغة برامج طويلة الأجل في الميدان المذكور، وتحسين وتطوير الحوار والتنسيق على كافة المستويات بهدف ربح رهانات تجويد البرنامج الوطني للتخييم ومواجهة كل التحديات الممكنة في هذا الإطار.